لحج نيوز - الرياضيون المسلمون المشاركون في الألعاب الأولمبية أمام خيارين صعبين: الصوم أو الإفطار

الأربعاء, 18-يوليو-2012
لحج نيوز/متابعات -
تتزامن الدورة الثلاثين للألعاب الأولمبية، التي تستضيفها العاصمة البريطانية لندن من 27 تموز/يوليو إلى 12 آب/أغسطس، مع شهر رمضان، أي مع شهر الصيام، ما يثير تساؤلات حول مشاركة الرياضيين المسلمين وعددهم نحو 300 من أصل 10500. وكانت اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان انتقدت تاريخ إجراء هذه التظاهرة الرياضية العالمية الكبرى، ودعت بعض الدول فيها مثل تركيا ومصر والمغرب إلى إرجاء الموعد إلى ما بعد شهر رمضان.

وفي بيان نشرته شددت اللجنة الأولمبية الدولية على الطابع العلماني للألعاب الأولمبية، موضحة أن "الألعاب تجمع رياضيين من جميع الديانات والمعتقدات"، مقرة أنها تعي كل الوعي بأن بعض أيام الأسبوع "مثل الجمعة والسبت والأحد قد تخلق صعوبات لدى الرياضيين المتدينين، إلا أن ذلك لا يعني إلا الرياضيين أنفسهم".

الدين أهم من الرياضة

وأمام الرياضيين المسلمين المشاركين في لندن 2012 خيارين صعبين: الصوم أو الإفطار. العداء الجزائري محمد خالد بلعباس، المتخصص في سباق 3000 م موانع، يقول إن دينه الإسلامي أهم من الرياضة، مؤكدا أن الصوم لن يكون عائقا أمام تحقيق الإنجازات. لكن السباحة المغربية سارة البكري لديها رأي مخالف، فهي ترى أن الصوم يضعف الجسد ويرهقه. وتشير البكري، وهي بطلة أفريقيا في سباقي 50 م و100 م على الظهر إلى أن المشكلة خلقت لديها صراعا ذاتيا، وتساءلت "هل أصوم رمضان تطبيقا لتعليمات الدين الإسلامي أم أفطر من أجل تعزيز حظوظي بالفوز في الألعاب الأولمبية؟" وفضلت السباحة المغربية في آخر المطاف أن تفطر، مستشهدة بما تقول إنها "إجازة للرياضيين بالإفطار أيام المنافسات شرط أن تقضيها بعد رمضان".

من جهته، قرر لاعب التجديف البريطاني من أصل مغربي محمد سبيحي الإفطار لتفادي إضعاف حظوظ فريقه في الفوز، وقال إنه في المقابل سيساهم في تقديم وجبات لنحو 1800 معوز في بلد والده من خلال جمعية خيرية تهتم بشؤون أطفال المحرومين.

منتخب الإمارات لكرة القدم ومفتي دبي

وأمام هذا الوضع المحرج، لم تتردد بعض الدول الإسلامية ومن بينها الإمارات في إصدار فتاوى تجيز لرياضييها الإفطار والمشاركة في الألعاب الأولمبية بضمير مرتاح. ومتسلحا بفتوى من الشيخ أحمد الحداد مفتي دبي، قال مهدي علي مدرب المنتخب الإماراتي لكرة القدم - الذي سيلعب في مجموعة تضم بريطانيا والسنغال وأوروغواي - في تصريح لموقع "البوابة" إن "اللاعبين المفطرين بإمكانهم قضاء أيام الإفطار عقب المنافسة". وتتطلع وزارة الرياضة المغربية لاستصدار فتوى من علماء المملكة تسمح للرياضيين المغربيين بالإفطار خلال ألعاب لندن، فيما مشاركو البلدان المعروفة بتشددها الديني مثل السعودية وإيران مطالبين بالتزام الصوم.

ومهما كانت رغبة الرياضيين المسلمين، فإن اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية بادرت إلى اتخاذ إجراءات مسبقة من أجل ضمان الأكل والشرب للصائمين في مواقع المنافسة، فالمطاعم المتواجدة داخل القرية الأولمبية ستظل أبوابها مفتوحة طوال الليل. كما أن جمعيات إسلامية متمركزة في العاصمة البريطانية أعدت عملية خيرية خاصة عنوانها "إفطار 2012"، وهي عملية سيتم من خلالها للمساجد تقديم الإفطار لكل الصائمين سواء كانوا رياضيين أو سياح أو عابري سبيل.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 23-ديسمبر-2024 الساعة: 06:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-21619.htm