لحج نيوز/صنعاء - استنكر الحزب الاشتراكي اليمني التصريحات الاخيرة التي ادلى بها القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبدالوهاب الديلمي لوسائل الاعلام والتي قال انه "أساء فيها لشعب الجنوب ووصفهم بالعبيد".
وفيما يبرز تصدع العلاقة بين الحزبين المتحالفان في إطار تكتل المشترك ، قال مصدر مسئول في الأمانة العامة للحزب الاشتراكي في بيان على موقعه الالكتروني يوم الخميس " ان الشيخ عبدالوهاب الديلمي ادلى بتصريح "أساء فيها لشعب الجنوب ووصفهم بالعبيد" ، معتبرا ذلك ما هو إلا " للتنصل من فتوى الحرب التي اطلقها ضد الجنوب في عام 94م، لم يتورع في اطلاق هذه الاساءات مجددا لشعب عرف عنه اعتزازة بحريتة وكرامتة ، ولم يستكن يوماً لمستعمر او ظالم او مستبد".
وتساءل المصدر ، "هل هناك من هو أكثر ظلما واستبدادا من النظام السياسي الذي وقف الديلمي الى جانبه وايده بفتواه الشهيرة ، وقاومه الشعب في الجنوب ببسالة غير مستكين وبلا خوف، وقدم التضحيات لهزيمته والخلاص منه ، فعن أي عبيد يتحدث الديلمي" .
وتابع المصدر " أنه لشيء مؤسف ان يصدر عنه مثل هذا التصريح في اصرار عجيب لإفتعال معارك لا تخدم الا النظام السابق الذي افتى لأجله".
ولا تزال الفتوى المثيرة للجدل والتي يتهم القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الديلمي بإصدارها العام 1994 وشرعت للحرب التي شنها النظام السابق مع حليفه آنذاك حزب التجمع اليمني للإصلاح ضد الحزب الاشتراكي، الشريك الثاني في تحقيق الوحدة اليمنية، لا تزال تلاحق الديلمي الذي ينكر إصدارها، فيما يؤكد قادة الحزب الاشتراكي أنه من أصدرها وتسبب بمقتل الآلاف من أبناء الجنوب .
وجدد الديلمي في بيان أصدره قبل ايام التأكيد على عدم إصداره فتوى تبيح قتل الجنوبيين بتهمة الردة والانفصال، وقال: “الأمر أشد قُبحاً، وأنكى جرحاً، عندما يتصدر أفرادٌ للكذب، والتزوير، والافتراء في موضوع التحريف والتزييف، لما يسمونه بالفتوى التي يزعمون أن حرب الانفصال عام 94 قامت بسببها، أو استندت إليها، وهم يعلمون حق العلم، أنه لا يوجد لهذه الفتوى أساس، سوى الاختلاف والتلبيس على العامة، لهدف في نفوسهم، فقد ذكرت بعض مصادر الإعلام أنّهم يأخذون أموالاً من خارج اليمن تساعدهم على السعي لتمزيق اليمن والعودة به إلى الانفصال والتوتر من جديد” .
واعتبر الديلمي أن من يؤكدون وجود فتوى أدت إلى حرب 94 يهدفون إلى تحويلها إلى “جسر للدعوة إلى الانفصال؛ وليسدلوا من خلال كثرة الإشاعات عنها الستار على المظالم، التي مورست على أبناء المحافظات الجنوبية، أيام ما يسمى بالحكم الشمولي، والذي يَعرف حقيقة مآسيه كل من عاصر تلك الفترة التي أتى فيها الحكم على الأخضر واليابس، ثم يأتي هؤلاء أنفسهم ليتباكوا على المغلوبين على أمرهم، الذين كانوا يعاملونهم معاملة العبيد، ويصرفونهم عن حقائق الأمور” .
وأشار إلى أنه سبق وأن رد على موضوع الفتوى أكثر من مرة وأنكرها، إلا أن أحداً لم يصدق، مستغرباً موقف الحزب الذي ينتمي إليه، وهو التجمع اليمني للإصلاح بقوله: “قد يستغرب المرء تداعي أهل الباطل، وتعاونهم على هذا الكذب، ولا يجد صوتاً واحداً يقف إلى جانبي ويدافع عني من حزب الإصلاح، مع علم الجميع براءتي من كل ما نسب إلي” .
وسبق للديلمي أن اعترف في وقت سابق من العام الجاري وتحت ضغوط سياسية وحقوقية وشعبية في الجنوب بأنه أصدر فتواه ضد من يحمل السلاح من الحزب الاشتراكي، لكنه نفى أن يكون قد أفتى يقتل النساء والاطفال، متهماً الحزب الاشتراكي بتحوير فتواه ومحاولة استخدامها مبرراً للانفصال . |