لحج نيوز - المائدة العدنية في رمضان

الخميس, 02-أغسطس-2012
لحج نيوز/عدن المنارة -
احتلت أطباق شربة القمح والسنبوسة والباجية واللبنية والجيلي والتمر والحبحب وشراب بودرة البرتقال أو المنجا، المرتبة الأولى على موائد إفطار الصائمين في مدينة عدن دون منازع.
وأوضح إستطلاع صحفي أن تلك الوجبات أصبحت جزء أساسي من المائدة العدنية في هذا الشهر المبارك، وأضحت أطباق تقليدية معتادة فيها، ويرغب الجميع بتناولها في كل موائد إفطار رمضان، وفي كل منازل سكان هذه المدينة العريقة.
وكشف الاستطلاع الحصري لموقع "عدن المنارة" أن تلك الوجبات تكاد تكون موحدة في كل منازل عدن، باستثناء إضافات أخرى من الفواكه والخضروات وبعض الوجبات الغالية الثمن، تضاف على موائد الافطار لشريحة من القاطنين بمدينة عدن ممن يتم احتسابهم على طبقة الأغنياء والميسورين مادياً، والمسئولين الكبار في سلطة المدينة.
وبينَ الاستطلاع الصحفي أن نسبة ليست هينة من سكان عدن يتناولون وجبة العشاء عقب صلاة المغرب، بينما يتناول نحو نصف السكان عشاءهم عقب صلاة التراويح مباشرة، مع إضافة ماتبقى من طعام وجبة الفطور إلى وجبة العشاء التي تتكون أساساً من الأرز والصانه الحمراء (صلصة الطماطم مع خضار)، إضافة إلى الدجاج بالعادة، أو السمك الذي عزف عنه الكثير من أبناء عدن بسبب الاعتقاد السائد بإنه يزيد من العطش أثناء الصيام في نهار رمضان، في حين يتم تناول الأرز مع اللحم البربري (لحم صومالي) في وجبة العشاء في بداية ومنتصف شهر رمضان لغالبية أهالي المدينة، أما الميسورين مادياً ومسئولين الحكومة بالمدينة فإن طبق الأرز المزين باللحم البلدي (لحم محلي غالي الثمن) والمجاور له طبق من الفواكه المنوعة والحلويات المختلفة هو طبق يومي في وجبة العشاء لدى هؤلاء القوم.
ومن العادات الحسنة في مدينة عدن هو إتباع السنة النبوية - على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم - في تأخير تناول وجبة السحور إلى ماقبل أذان الفجر بنحو ساعة من الزمن، وتتكون وجبة السحور لغالبية سكان عدن في العادة من فتة الخبز مع اللبن، المكونة من قطع الخبز المحمس بالسمن، والمغمس باللبن المحلى بالسكر.
وكشف الاستطلاع الصحفي أن طعام غالبية سكان مدينة عدن خلال شهر رمضان يحتوي على مكونات بسيطة من البروتينات، وكثيرة من النشويات وفيها الحد الأدنى من العناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجها جسم الإنسان، غير أن التمر الذي يعد طعام مهم لكل الصائمين يؤدي دوراً مهما في مد الجسم بالفيتامينات المفيدة التي يحتاجها.
كما كشف الاستطلاع أن المستوى المادي المتدني لغالبية أبناء عدن أثر سلبا على نوعية الطعام الذي يتناولنه خلال شهر رمضان..، إضافة لتأثير عادات الطعام المتوارثة، على مكونات موائدهم لإفطار رمضان..، التي يظهر عليها البساطه وانخفاض قيمتها المادية وعدم التنوع الكبير لمحتوياتها.
ويلاحظ – حسب استطلاع (عدن المنارة)، إختفاء اللحوم الحمراء من موائد غالبية أبناء عدن في رمضان، وظهورها لمرتين أو ثلاث مرات فقط خلال الشهر كله، وكذا اختفاء الفواكه من على موائدهم إلا النذر اليسير منها، وذلك لارتفاع أسعار اللحوم وأسعار الفواكه وعدم قدرة أبناء عدن على شرائها نتيجة لتدني مداخيلهم المادية وإنتشار البطالة بين شبابهم.
ونتيجة لارتفاع أسعار اللحوم الصفراء والحمراء تتجه الكثير من الأسر العدنية إلى اللحوم المجمدة ولحوم الدواجن المجمدة وحتى الأسماك، التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا ولكن بنسب اقل من ارتفاع اللحوم الحمراء والصفراء، حيث وصل سعر الدواجن إلى 1200- 1500 ريال للدواجن المذبوحة و1000 للمجمدة و2000 ريال لأسماك الجحش و1800 للثمد و 3000 ريال للديرك.
ويتضح من خلال الاستطلاع أن الحالة المادية لغالبية سكان عدن متدنية وهو ما أثر على محتويات موائدهم وسيادة أصناف معينة عليها، رغم أن الكثير من الأسر الفقيرة في عدن لاتجد حتى هذه المكونات البسيطة لمائدة إفطار العدني التقليدية، نتيجة لضيق الحال وكفاف اليد، وشحه مصادر الرزق.
ويرتبط تحسن مكونات المائدة العدنية لإفطار رمضان إرتباطا طرديا بتحسن مستوى دخول أبناء المدينة المادية، بينما تتناقص مكونات المائدة الرمضانية في عدن وتشح مع تناقص الدخل المعيشي العام للأسر في هذه المدينة التي كانت تفاخر بترفها وغنائها في عقود الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الفارط، ولله في عباده شئون.

عدن المنارة
تمت طباعة الخبر في: السبت, 19-أبريل-2025 الساعة: 03:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-21859.htm