لحج نيوز/وكالات - نشرت صحيفة الفايننشال تايمز في عددها الصادر امس السبت تحقيقا بعنوان “تغريدات جريئة تأسر ألباب الطبقات المثقفة في السعودية”، وتسلط من خلاله الضوء على نشاطات مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يكتب تحت اسم مستعار هو “مجتهد”.
وتتضمن كتابات “مجتهد” الكثير من الانتقادت للأسرة المالكة في السعودية بسبب ما يرتكبه بعض أفرادها من “تجاوزات”.
ويقول تحقيق الفايننشال تايمز، الذي أعدته مراسلة الصحيفة رولا خلف: “لقد سمع كل مستخدم سعودي للإعلام الاجتماعي باسم مجتهد بن حارث بن همام. وإن كان لا أحد يعلم من هو، وما هو شكله، وأين يعيش، إلاَّ أن العديد من السعوديين يتوقون لمعرفة ذلك”.
ويضيف التحقيق: “لقد دأب هذا المستخدم الجريء إلى أبعد الحدود على أسر ألباب السعوديين منذ نهاية العام الماضي عبر ما ينشره من فضائح فساد على أعلى المستويات من فهد بن عبد العزيز إلى طلال بن عبد العزيز، وتجاوزات أفراد الأسرة المالكة، الجميع مرتكب وفاسد وسارق فيما الشعب السعودي يئن من الجوع والفقر في بلد لا يتجاوز نسبة الفقر فيه 20 في المئة وهو من أغنى وأكبر مصدر نفطي في العالم.
وينقل التحقيق عن الدكتور عبد الخالق عبد الله، وهو استاذ في جامعة الإمارات وواحد من ربع مليون شخص من متابعي مجتهد على تويتر، قوله: “إن مجتهد هو النسخة السعودية من ويكيليكس”.
ومن التغريدات التي توردها الصحيفة كدليل على مشاركات “مجتهد” على موقع تويتر واحدة تقول إنها موجهة إلى الأمير عبد العزيز بن فهد، إذ يخاطبه فيها قائلا: “عندما كنتَ في الحكم، كانت لديك سلطة كبيرة تعدت سلطة الوزراء، لكنك لم تفعل أي شيء بالنسبة لقضية الإسكان”.
وتقول الصحيفة إن اهتمام السعودين بـ “مجتهد” قد وصل إلى الحد الذي أثار غضب المؤسسة الدينية في السعودية وسخطها على” تويتر” نفسه.
ففي إحدى خطبه، هاجم مفتي السعودية، عبد العزيز آل الشيخ، موقع تويتر قائلا إنه أصبح “منصة لتبادل التهم ولترويج الأكاذيب التي يستخدمها البعض لمجرد نيل الشهرة”، حسب قوله.
ومن المعلوم أن كل حفيد من أبناء عبد العزيز بن سعود لديه راتب شهري حوالي 100 ألف ريال من الحكومة، وهناك بونس سنوي حوالي 400 ألف ريال، فيكون مجموع الدخل السنوي حوالي مليون وستمئة ألف ريال لكل فرد من أبناء عبد العزيز، لكن ما تحدثت عنه وكالات الأنباء بعد وفاة سلطان عبد العزيز عن توزيع 285 مليار دولار لورثته صدم الجميع دولاً وشعوباً.
وما تتحدث عنه تغريدات مجتهد اليوم مذهلة، الذي كتب أن الأمير عبد العزيز بن فهد يملك قصراً في الرياض الذي هو في الحقيقة عبارة عن عدة قصور وكلف الدولة حوالي 21 مليار ريال ومنزله في جدة مساحته مليون متر مربع وكلف مليار ريال وتحدث عن أسهمه في البنك الأهلي وعن أسهمه في شركة جنرال الكتريك الأميركية وشركة مرسيدس بنز، وامتلاكه مجموعة من الشركات والعقارات يصل مجموعها إلى أكثر من 3000 مليار ريال، كما يمتلك الأمير عبد العزيز خمس طائرات خاصة، منها ثلاث بوينغ فخمة كلفت الدولة أكثر من ملياري ريال، وتتحمل الدولة السعودية مصاريف تشغيلها وصيانتها، ويملك أسطول من اليخوت كلفه أكثر من مليار ونصف مليار ريال.
وكان عبد العزيز بن فهد اتُهم بالتورط لقضية اختلاس أموال عبر شركة سعودي – أوجيه، الذي يتشارك فيها مع آل الحريري وكان قد أعفى من منصبه في ديوان مجلس الوزراء بأمر ملكي صدر في حزيران 2011، وتقول معلومات إن فهد بن عبد العزيز استولى على حسابين سريين للملك فهد، الأول في السعودية ويقدر بعشرة مليارات دولار والثاني في البنوك الغربية ويقدر بـ30 مليار دولار، ونصيبة الرسمي من الإرث بعد وفاة والده كان 15 مليار دولار من الداخل و75 مليار من الخارج، والذي بطريقة أو أخرى، تمكن من الإدخال إلى حساباته البنكية حوالي 270 مليار دولار بطرق ملتوية.
هذا في وقت غول الفقر والجوع ينتشر في السعودية وينهش أهلها، فهل تتحول تسريبات مجتهد بن الحارث في السعودية إلى كرة ثلج، كلما تدحرجت كلما كبرت لتصبح نقطة تحول في تاريخ المملكة ومسارها؟ ويبقى السؤال: من يسرب هذه الاخبار التي تحدى بها مجتهد أن يواجهه عبد العزيز بن فهد من خلال التويتر؟. |