الثلاثاء, 14-أغسطس-2012
لحج نيوز - طه العامري بقلم/طه العامري -
أختار ( صحيفة الوطن السعودية) ولهذا الأختيار ( مبرراته الذاتية والموضوعية) .. لكن من يقرا ما خلف سطور ( مقال ) رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة لا يحتاج لكثير جهد ليدرك أن الرجل يجاول ( الهروب للأمام) غير أن الأمام هذا ليس إلا هاوية ( سحيقة) .. !!
تحدث رئيس حكومة الوفاق بحديث ليس مفاجئا كما وصفه ( البعض) ممن ينخرطوا في ذات مسار الرجل وهو مسار ( القوى القبلية) التي اتخذت من أحلام الشباب مطية وجسر عبور لتأمين أهدافها الذاتية من خلال حميد الأحمر الذي قدم باسندوة ليس كرجل وفاق يجمع عليه الشارع اليمني بل ومنذ لحظة اختيار ( باسندوة) كان أصغر طفل يمني يدرك أن الرجل الذي أكل عليه الدهر وشرب وهو الذي عمل مع ( المحميات السلاطينية) ثم التحق بركب (الاستعمار البريطاني ) .. ثم وجدناه رمزا من رموز النظام الشطري لما كان يسمى ب( الشطر الجنوبي) .. ولم يستمر كثيرا كعادته فرأينا كيف أصبح الرجل من سدنة النظام الشطري في ( الشمال) ..وكان خلال الفترة التي يمقتها واحدا من ( الجوقة) إلا أن تم عزله وعاد لديوانه ليفتحه أمام بعض (الصحفيين) ليحكي لهم سيرته المفعمة بالأكاذيب والمفتقدة للأمانة التاريخية , فكان بها ومن خلالها يعكس حقيقة شخصيته المليئة بالمتناقضات الدرامية والمفارقات البهلوانية التي بررتها صراعات ما قبل 22 مايو وعرتها مسارات ما بعد 22 مايو ..!!
أعود لمقال رئيس حكومة الوفاق الذي جسدا فيه مواقف وقناعات الشيخ حميد الأحمر والجنرال علي محسن الحاج , والمقالة من حيث التوقيت الزمني لها ما يبررها , ومن حيث الوسيلة التي تم اختيارها لها ما يبررها , فالرجل لم يختار صحف مثل (الثورة , أو الجمهورية , أو 14 أكتوبر) لكنه أختار ( الوطن السعودية) .. وهناء يقول أياك أعني فأفهمي يا جارة ..!!
الأمر الأخر توقيت ( المقالة) تزامن مع بدء الحديث الجدي عن انهاء حقبة الجنرال / علي محسن من ناحية , وفشل رئيس حكومة الوفاق في أن يكون فعلا رئيسا لحكومة ( وفاق) ثم بدء الحديث عن تشكيل وزاري أو تعديل وزاري مرتقب , وهي عوامل كان من الطبيعي لرجل مثل ( باسندوة) أن يعبر عنها بتلك اللغة التي تحمل قناعات ورؤى ( حلفائه) بل ومن انتشلوه من دائرة (التقاعد) ليعود من خلالهم للواجهة ليؤدي دورا لا يصنعه بل يصنع له بدليل أن المقالة التي نتحدث عنها لم ولن تكون من بنات أفكار السيد ( باسندوة) وأتحداه أن لم تكون علاقته بهاء تتمثل فقط في ( كتابة أسمه ) أو بالأصح استعارة أسمه عليها , لكن الكاتب كان في مطبخ أخر (باسندوة) فيه ليس ( طباخا) بل ( جرسونا) يحمل ما يسلم له من المطبخ إلى أصحاب الشأن ؟!
حاول رئيس حكومة الوفاق أن يعطي لموقفه مبررات فلم يوفق بها تماما كما لم يوفق في إدارة حكومة الوفاق , ناهيكم أن ما قدمه الرجل في التحليل المنسوب إليه حمل الكثير من الإدانة له , وبهذا ثمة ما يوحي وكأن (المطبخ) الذي يعمل فيه الرجل قرر التخلص منه ولكن على الطريقة اليونانية القديمة وهي طريقة ( الانتحار الذاتي) ..!!
المثير أن الرجل حمل في سياق مبرراته الزعيم الصالح والمؤتمر الشعبي العام ما وصفه بسبب فشل ( المبادرة الخليجية) ..؟ نعم الرجل تحدث بصيغة ( فشل المبادرة والتسوية) وبالتالي تأتي الغرابة في طرحه البديل لهذا الفشل وهو ( العودة للحل الثوري) ..؟!!
مستعرضا أسباب ومبررات هذا الفعل واعتبره ( الخيار الأمثل ) لخروج اليمن من الأزمة ..؟!!
هذه القناعات فعلا تحتاج لمزيد من التوقف أمامها , فالرجل وهو رئيس حكومة الوفاق التي لم تتوفق غير في ارتفاع نسبة الفساد وزيادة عدد الفاسدين بدخول شخصيات جديدة في مفاصل الثورة لم تنجز طيلة الأشهر التي هي عمر حكومة الوفاق غير ترتيب أوضاعها الخاصة فيما أوضاع الوطن والمواطن زادت اتساعا .. فالحكومة لم تقوم بالمهام المطلوبة منها حتى في نطاق تحقيق منظومة الخدمات الأساسية وتأمينها للمواطن لدرجة أن حكومة الوفاق فشلت في تأمين المواطن في بيته وحيه ومدينته , كما فشلت في تأمين الطرقات العامة الرابطة بين المدن , ناهيكم عن فشلها في تأمين خدمات الكهرباء والمياه والخدمات الأخرى التي تتطلبها حياة المواطن اليمني وهي ممكنة واستطاعت تحقيقها جماعة معارضة في (صعده) فكانت جماعة (الحوثي) أكثر قدرة على ضبط ايقاعات الحياة داخل المحافظة ومحيطها فيما حكومة الوفاق فشلت في تأمين العاصمة ناهيكم عن توحيدها ..!!
ما يتصل بفهم الرجل لما أسماه ب( الحل الثوري) نعتقد أن هذا البند استعاره من جماعة حزب ( الإصلاح) فحمل معه وفي طريقه رسالتهم والمتصلة بحساباتهم الخاصة , وهي حسابات ذات صلة بمسار التسوية والتوافق على المبادرة , بمعنى أن ما قاله ( باسندوة) يعد بمثابة رسالة بعثها كل من حميد الأحمر وعلي محسن الحاج لجهات بذاتها وهي جهات خارجية وإقليمية تحديدا , ناهيكم أن الرسالة تطال أيضا رئيس الجمهورية المشير / عبده ربه منصور هادي وهي نتاج أو حصيلة لفشل حكومة الوفاق ورئيسها من ناحية ولتباينات برزت بين شركاء المسار ( الاشتراكي والإصلاح ) , وفيما حديث الكواليس جاءا بفكرة إمكانية تشكيل حكومة يرأسها الدكتور / ياسين نعمان , فقد جاء موقف كل من حميد الأحمر وعلي محسن واضحا , في مقال نسب لرئيس حكومة الوفاق , الذي لم يغفل المعزوفة المحفوظة في قاموسهم وهي التذرع بالزعيم الصالح وبالمؤتمر الشعبي وإليهما تنسب كل المعوقات بطريقة ( هلامية غبية) لا تخلوا من عوامل ( التعرية) ..!!
من نوافل القول وأمام كل طروحات الرسالة التي حملها رئيس حكومة الوفاق وقدمها لرعاة ( المبادرة) هي من حيث التوقيت الزمني ومكان النشر تمثل رسالة سياسية مطلبية وهي حالة من الحالات ( الأنقلابية) التي ما برحت هذه الترويكا ( العسقبلية) المتمثلة بالثنائي ( حميد الأحمر _ علي محسن الحاج) في اللجوء إليها حين يجدوا أنفسهم في حالة صدام بين مسار متاح وواقع ينتقص من نفوذهم ومصالحهم (الذاتية) .. !!
لقد اتخذا هذا الثنائي من ( الشباب) وهم شباب ( الإصلاح) رديفا لمسارهم الابتزازي وهو الرديف الذي يتم تحريكه كلما ضاقت بهم طاولات الحوار وما قاله رئيس حكومة الوفاق هو شكل من أشكال الهروب عن الحوار ومسار التسوية ,لكن هذه المرة جاءت رسالتهم على قاعدة ( أدعي له بالموت يرضي بالحمى) ورسالة حميد وعلي محسن التي حملها أو نقلها رئيس حكومة الوفاق عبر صحيفة ( الوطن السعودية) هي رسالة مطلبية تخاطب دول الخليج بدرجة رئيسية وهي تمرد مفضوح عن السياق ( الأمريكي ) ومسار ( المانحين) ولهذا نرى أن الرسالة حملت معها تفسيرا لعدم انعقاد مؤتمر المانحين والذي تم تأجيله في ( الرياض) ثم اتخذ المانحين قرار بنقل المؤتمر إلى ( نيويورك) ,ناهيكم أن هذا الموقف برزا بعد زيارة قصيرة للرئيس بصحبة علي محسن وياسين نعمان لدولة ( قطر) وبالتالي فأن ما حمله مقال رئيس حكومة الوفاق الغير موفق مطلقا حتى في عرض ( حالة ومواقف ) من يقف خلفه وهما حميد وعلي محسن وحزب الإصلاح الذي لا يقف كما يتوهم بعضنا في (المنزلة بين المنزلتين ) لكنه يعمل في أكثر من جبهة فالإصلاح يكسب أن كسب حميد , وهو يربح مع علي محسن , وهو ينتصر مع ( الشباب) , وهو مع ( المشترك) وفي كل هذه الجبهات يكسب حزب الإصلاح ..!!
إذا ثمة لعبة جديدة ( طبخها) تحالف ( العسقبلية) وحلفائه , وتوهم هذا المطبخ أن ثمة ورقة أخيرة يمكن الرهان عليها وهي ورقة العزف من قناة الزعيم الصالح وحزب المؤتمر ليوحي لأصحاب العقول القاصرة وخاصة من أولئك الذين لا يزالون يتوهموا حكاية (الثورة) والفعل (الثوري) والذي أورده رئيس حكومة الوفاق ليعيد مد جسور التواصل مع الفعاليات الشبابية ليساوم بهم على طاولات الحوار الوطني في حالة انعقاد هذا المؤتمر , وهي بالمقابل رسالة ابتزاز وتهديد لدول الخليج وخاصة السعودية التي اعطت هذه الترويكا الكثير من الدلال على حساب الهوية الوطنية وعلى حساب الدولة والمواطنة والسيادة , وايضا حمل المقال رسالة لكل من ( لندن _ واشنطن) تحديدا في لحظة تاريخية تحتاج هذه العواصم لبيادق أمثال رئيس الحكومة وحلفائه ومن يقف خلفه ومن يقف أمامه .. يتبع في الغد
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-22063.htm