لحج نيوز/صنعاء - أكدت مصادر جنوبية لـ(القدس العربي) أن العديد من القادة الجنوبيين أبدوا استعدادهم للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وأرسلوا موافقتهم على ذلك، غير أن الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض لازال يرفض المشاركة في مؤتمر الحوار، رغم الوساطات والضغوط التي تمارس عليه.
وأرجعت أسباب رفضه للمشاركة إلى عدم وجود (أرضية مشتركة) بينه وبين المدعوين للمشاركة في مؤتمر الحوار 'حيث يصر البيض على انفصال الجنوب عن الشمال، بينما الحوار قائم على أساس الوحدة اليمنية وأغلب المدعوين من القادة الجنوبيين الآخرين سيطرحون القضية الجنوبية بقوة في مؤتمر الحوار الوطني ولديهم ملاحظات جوهرية على الوحدة اليمنية ولكن لا ترقى إلى مستوى طرح قضية الانفصال'.
وذكر مصدر دبلوماسي خليجي لـ(القدس العربي) أن المفاوضات متواصلة مع البيض لإقناعه بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، غير أن إصراره على قضية فك ارتباط الجنوب عن الشمال وقف حجرة عثرة أمام دعوته للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وهو ما دفع بالوسطاء من الدبلوماسيين الخليجيين والغربيين إلى ممارسة الضغط عليه وتهديده بإدراج اسمه في القائمة السوداء، خاصة مع تردد أنباء عن تسلم البيض مبالغ كبيرة من إيران لتبني مشروع انفصال الجنوب عن الشمال، وتمويل تنظيم جنوبي مسلح لخلق عدم الاستقرار في الجنوب للدفع به نحو الانفصال.
وفي حين أشارت مصادر إعلامية إلى احتمال عودة علي سالم البيض قريباً إلى اليمن، وأنه طُرح أمام عودته شرط تخليه عن مشروع فك الارتباط والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل تحت سقف الوحدة، استبعدت مصادر جنوبية عودة البيض إلى اليمن في الظروف الراهنة لصعوبة ذلك، لأن الظرف السياسي والأمني الراهن في اليمن لن يتيح له حرية الحركة ولن يسمح له بممارسة نشاطه السياسي كما هو وضعه حاليا في الخارج.
وأوضحت أن عودة البيض لليمن لن يكون إلا بإحدى مشروعين، إما مشروع الانفصال وهو أمر لن يسمح له بذلك من قبل الدولة ومن قبل رعاة المبادرة الخليجية، وأما مشروع الفيدرالية والتخلي عن مشروع فك الارتباط بالشمال واستبداله بهذا المشروع الأخف، وهو ما لن يكون مقبولا من قبل الكثير من الجنوبيين الموالين له وسيعتبرون مشاركته في مؤتمر الحوار خيانة للقضية الجنوبية وبالتالي سيخسر جمهوره، ويواجه مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن تحديات كبيرة إثر تباين مواقف القادة الجنوبيون من المشاركة في الحوار وأيضا من الوحدة اليمنية برمتها، رغم تردد أنباء عن مواجهة العديد من القادة الجنوبيون المقيمون في الخارج ضغوطا كبيرة من الدول الخليجية والغربية لإجبارهم على المشاركة في الحوار، تحت سقف الوحدة اليمنية.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر الحوار الوطني نهاية العام الجاري وهو مخصص لبحث القضايا اليمنية العالقة التي تبحث عن حلول جذرية وفي مقدمتها القضية الجنوبية ولكن تحت سقف الوحدة اليمنية، ولن يسمح بطرح مسألة انفصال الجنوب عن الشمال للبحث والنقاش وفقا للعديد من المصادر السياسية المعنية بقضية الحوار الوطني. |