الأربعاء, 20-يناير-2010
لحج نيوز - 
اجتمع ثوري فتح في دورته الأخيرة المنعقدة في رام الله واتخذ العديد من القرارات والتوصيات وأجرى الكثير من النقاشات على مدار الأيام الماضية وقد تطرق الى الكثير من المواضع السياسية والتنظيمية والاجتماعية والاقتصادية ، ربما هو شيئاً جديداً في الحياة لحج نيوز/بقلم:بهاء رحال -

اجتمع ثوري فتح في دورته الأخيرة المنعقدة في رام الله واتخذ العديد من القرارات والتوصيات وأجرى الكثير من النقاشات على مدار الأيام الماضية وقد تطرق الى الكثير من المواضع السياسية والتنظيمية والاجتماعية والاقتصادية ، ربما هو شيئاً جديداً في الحياة الفتحاوية وشكلاً لم يعتاد عليه الجمهور الفلسطيني بشكل عام والأطر التنظيمية على وجه التحديد من قبل ، أن تجد المجلس الثوري بهذه الحيوية والنشاط وهذه المواكبة المتزامنة لكل الأحداث على المستوى التنظيمي والوطني والإقليمي والدولي وفي مختلف الجوانب وبهذا الانسجام الكبير بين الأعضاء اللذين يعملون بالصمت لأجل استنهاض حركة فتح لواقع أفضل مما كانت عليه ، واقع تعود فيه الحياة التنظيمية لطبيعتها في أجواء تسودها العمل والتواصل والانسجام الهام خاصة وأنها الحركة ذات الحضور القوي والمؤثر في الكل الوطني لما تشكله من ضمانة أساسيه لحقوق شعبنا الفلسطيني في تقرير المصير ولمواجهة كل التحديات التي تعترض مستقبل قضيتنا الوطنية .

حراك تنظيمي متميز لم تشهده حركة فتح من قبل خاصة في السنوات الأخيرة والتي سبقت انعقاد المؤتمر السادس وصورة وضاءة ومشرقة أثبتت نفسها بجدارة واستحقت أن تكون بهذا الشكل الذي مكنها من أن تحافظ على تاريخها المعمد بدماء الشهداء ومستقبلها القادم المزدهر كونها لا تزال تحافظ على مبادئها الأصيلة وثوابت القرار المستقل وديمقراطية غابة البنادق وحرمة الدم الفلسطيني على الفلسطيني والاحتكام الى الشعب صاحب السلطة العليا ، ولم تنجر الى صراع البحث عن السلطة كما فعل الآخرون وظلت في مكانها تتعالى على كل الجراح وتطلع الى فلسطين أرضاً نستحق لأجلها الحياة وتراباً مقدساً لابد أن ينجلي الاحتلال عنه هدفاً سامياً يعلوا كل المصالح الحزبية والفئوية الضيقة خاصة في مواجهة عدوا يريد أن يبتلع الأرض ويضرب بعرض الحائط كل الأعراف والقيم الإنسانية.

اتخذ ثوري فتح العديد من القرارات والتي كان أهمها عودة غزة الى الشرعية الوطنية وإنقاذها من حالة الاختطاف ألقصري الذي تعيشه والمفروض عليها بفعل الانقلاب والحصار المستمر ، قرارٌ جيد خاصة وان فلسطين كلها كانت تنتظر وتتطلع الى مثل هذا القرار الذي طال انتظاره وظلت غزة حاضرة في كل الاجتماعات القيادية بشكلها المحاصر ولم يتُخذ قرار من قبل بهذا الشكل الذي يعلن فيه بدء العمل لعودة غزة الى الشرعية ، ربما تأخر وربما الأمر لا يحتاج للجان تُشكل بل يحتاج أكثر الى موقف جريء ، وحتى إذا نظرنا الى الأمر كما شاهده ثوري فتح وقلنا أن عودة غزة الى الشرعية بحاجة الى لجان فان هذا القرار يلزمه العديد من الوسائل التي يتوجب على فتح اتخاذها كي تتحقق النتائج المرجوة منه وكي لا يبقى حبراً على ورق أولها هو مواجهة سياسة الانقلاب والتمرد على كل القرارات الصادرة من قادة الانقلاب وصولاً الى إعادة الاعتبار الى الجماهير من خلال توجيهها لأخذ زمام المبادرة لمواجهة حالة الاختطاف ألقصري الذي تتعرض له .

لقد آتى المجلس الثوري بشيء من الجدية خاصة وانه أعلن صراحةً عن خطته لإعادة القطاع المختطف الى الشرعية الوطنية ، قرارٌ انتظرته الجماهير الوطنية طويلاً وعاشت تنتظر حكمة فتح في إنهاء ملف الانقسام ومعالجته لترى كيفية تعاملها معه خاصة وهي كانت منذ البداية تقابل السيئة بالحسنة وتواجه الضغوطات بصبر وحكمة لأنها تؤمن بأن الدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام وهو خط احمر لا يمكن تجاوزه.

انتهى اجتماع المجلس الثوري على أمل أن ينعقد في دورته القادمة في قطاع غزة بعدما يكون الانقلاب قد انتهى وبدأت مظاهرة تتلاشى الى الأبد وتعود غزة قاهرة الاحتلال مزدهرة وقد تخلصت مما أصابها وبدأت تؤسس لمرحلة قادمة على خطى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، والسؤال هنا هل يستطيع ثوري فتح أن ينتصر لغزة بقراره الأول ، ليكون قراراً تاريخاً جديراً به ، أم انه سيبقى مجرد أمنيات معلقة وسيبقى حبراً على ورق دون اتخاذ أي إجراءات فعلية على الأرض .

وحدها الأيام القادمة وما سوف تشهده من أحداث هي التي تستطيع أن تكشف مدى جدية هذه الخطوة وما سوف ينتج عنها قبل أن نحكم عليها ونستبق الأحداث.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 12:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-2232.htm