لحج نيوز - عادل العصار

الإثنين, 01-أكتوبر-2012
بقلم /عادل عبدالاله العصار -

«التأمينات والمعاشات» >
أن تباشر عملك منذ الدقيقة الأولى لبدء الدوام حتى آخر دقيقة فيه ولا تدخر جهداً في أن تغسل كل ساعات الدوام بالتفاني والإخلاص ولا تجد في وقتك مساحة لتبادل الأحاديث أو الشكوى أو متابعة أوامر الصرف وملاحقة كشوفات المكآفات فهذا يعني أنك إما حسين صالح فرج أو مسعد المدان.. الأول عرفناه لسنوات طويلة بل إننا منذ جئنا إلى مؤسسة الثورة وجدناه خلف مقص الورق الكهربائي يوزع حواسه بتناغم وحرص بين مؤشر المقاسات الإلكتروني ومتطلبات العمل وبين ما يتطلبه جسده المنهك بالسنين والنسيان من جهد.. وتحت شفرة المقص الفولاذي يطوّع المساحات ويفصّل لمطبوعات صاحبة الجلالة ملابسها التي تتناسب مع جسدها ومقاساتها رغم يقينه أن ما ستحمله من أخبار يظل سواداً بلا معنى وبلا مقاسات.. أما الثاني فإنسان بسيط التهمته ظلال الأيام والسنين وامتزجت ملامحه بغبار المخازن المكتظة بأطنان الورق.. إنسان بسيط لم نكن نراه كثيراً لأنه لم يكن يحرص على أن يكون في طوابير المستقبلين والمتزاحمين أمام عدسة كاميرا المبدع المرحوم/ عبدالله حويس أو عدسات كاميرات التلفزيون أثناء زيارات المسؤولين ولقاءات الوفود وحفلات ومناسبات الإلتفاف على القانون ونهب المال العام.. مسعد المدان إنسان بسيط عشق عمله وأحب رولات الورق وأولاده وصدام حسين ومثله كان الطيب حسين صالح لكنهما اكتشفا بعد سنوات الخدمة الطويلة أن جهودهما وعرقهما أشبه بدماء جنود خاضوا حرباً لا ناقة لهم فيها ولا جمل بل وفوجئا أن حبهما لمؤسسة الثورة كان حباً من طرف واحد.. حسين صالح ومسعد المدان تمت احالتهما إلى التقاعد لكن أحداً لم يدرك أن احالتهما إلى التقاعد كانت وما تزال أشبه بإحالة أوراقهما إلى فضيلة المفتي.. ولأنهما حسين صالح ومسعد المدان حُرّم عليهما الاستئناف والهروب من واقع العمل وسنوات الخدمة إلى اللاواقع والإلتفاف على القانون من خلال عقود عمل تعيدهما إلى العمل وتمنحهما أعماراً جديدة وتجيز لهما الاستيلاء على فرص الشباب وحقهم في الحصول على وظيفة كما فعل ذوي القربى والحظوة الذين تمت احالتهم للتقاعد لكنهم ظلوا في وظائفهم وعلى كراسيهم ينعمون بخير التقاعد الدائم وفيد التعاقد الأكثر سخاءً وكرماً وما أكثر المتقاعدين المتعاقدين في المؤسسة التي تأكل الطيبين وتذبحهم من الوريد إلى الوريد من أمثال حسين صالح ومسعد المدان اللذين أذهبا نفسيهما حسرات وفوجئ كلٍ منهما براتب تقاعدي لا يزيد عن عشرين ألف ريال في هيئة التأمينات والمعاشات.. ليس لشيء وإنما لأن زعماء الفساد نهبوا أعمار الموظفين وتفيدوا حقوقهم وسرقوا كل ما كان يتم استقطاعه من المرتبات تحت بند التأمينات والمعاشات لعدة سنوات.. وليس أكثر من أن نجري عملية حسابية بسيطة لندرك حجم المبالغ التي أصبحنا ندين وتدين بها المؤسسة للهيئة العامة للتأمينات والمعاشات والتي تعاملت وتتعامل مع متقاعدي مؤسسة الثورة للصحافة وفقاً لآخر مرتب وآخر استقطاع دخل في حسابها للموظف وما بين أمس آخر استقطاع واليوم نجد أنفسنا مدعوين للاحتفال بالجرح قبل أن نحتفل بمرور خمسين عام من الصحافة، وما عمر إلا خواتم.. ويبقى هذا بلاغ ولكن ليس للنائب العام!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-22759.htm