بقلم/ علي ناصر البخيتي -
كيف لجماعة الإخوان المسلمون أن يهاجموا قرض البنك الدولي في شهر مارس الماضي عندما حاول الجنزوري الحصول عليه ووصفوه بأنه ربا ثم يحللونه في شهر أغسطس بعد توليهم الحكم ؟
ما سبق مقطع من خطبة الجمعة التي القاها الشيخ / محمد عبدالله نصر مؤسس حركة أزهريون في مليونيه " مصر مش عزبة " المنددة بحكم الاخوان المسلمين بميدان التحرير بالقاهرة بتاريخ 19 / 10 / 2012 م .
أثار في نفسي ذلك المقطع السؤال التالي : ما هو الفرق بين حكم حركات الاسلام السياسي مثل " الإخوان المسلمون " في مصر مثلاً وبين الأنظمة الدكتاتورية التي كانوا يصفونها بالعلمانية ؟
ما هو الفرق بينهم في القضايا التالية تحديداً : التعامل مع اسرائيل والدكتاتورية وقمع الحريات وفي المعاملات الربوية ؟
الأنظمة السابقة كانت تقمع الحريات باسم الأمن القومي والوطني ومحاربة الارهاب وغيرها من المسميات, وحركات الاسلام السياسي تقمع باسم الدين وطاعة ولي الأمر والمحافظة على القيم والأخلاق العامة .
الأنظمة السابقة تعاملت مع الكيان الاسرائيلي باسم الامر الواقع والضغط الدولي والسعي الى السلام, وحركات الاسلام السياسي اقرت كل تلك العلاقات باسم احترام الاتفاقات الدولية, وما خطاب الرئيس المصري محمد مرسي للرئيس الاسرائيلي الا أكبر دليل على ذلك حيث جاء في خطابه ما نصه :
" صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل،
عزيزي وصديقي العظيم
لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيراً فوق العادة، ومفوضاً من قبلي لدي فخامتكم "
وأنهى مرسي خطابه بعبارة : " صديقكم الوفي، محمد مرسي " .
وبعد اثارة الاعلام المصري الموضوع اعترف الناطق باسم الرئاسة المصرية بالخطاب وقال ان بيننا علاقة مع اسرائيل ونحن نحترم الاتفاقيات .
الأنظمة السابقة اقرت المعاملات الربوية في البنوك باسم تشجيع الاستثمار والاندماج في الاقتصاد العالمي وحركات الاسلام السياسي اقرت تلك المعاملات الربوية بما فيها القروض من المؤسسات الدولية بحجة " الضرورات تبيح المحظورات " و " جلب المصالح أولى من درء المفاسد " .
استثمرت تلك الحركات الدين للوصول الى السلطة وفور وصولهم نسوا أو تناسوا النصوص الدينية التي طالما رددوها في منابر خطب الجمعة, ذهبت عباراتهم حول الكيان الاسرائيلي أدراج الرياح, تبخرت كلماتهم حول القدس, وحلت محلها عبارات الود والاحترام لإسرائيل .
وحده المرشح الناصري للرئاسة المصرية حمدين صباحي الذي كتب في برنامج حملته الانتخابي عبارة " الكيان الإسرائيلي " بينما خلت تلك العبارة من كل برامج المرشحين الاسلاميين .
لم يقدم برنامج حزب الحرية والعدالة المصري " الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين " تصور واضح لاقتصاد مصري خالي من التعاملات الربوية ولو من خلال خطة خمسية أو عشرية .
اذا ً ما الفرق بينهم ولماذا توصف حركاتهم وأحزابهم بأنها ذات توجه إسلامي ؟
لماذا لا يخوضو معترك الحياة السياسية دون التستر بالدين ؟
هل من الدين اجازة التعامل مع اسرائيل التي تحتل فلسطين بما فيها اولى القبلتين وثالث الحرمين ؟
هل من الدين استمرار التعاملات الربوية ؟
ماهي حدود ذلك الدين ومقدساته اذا كانت اتفاقية ثنائية أهم من فلسطين ومن القدس ؟
هل تتكلمون عن الاسلام أم عن دين آخر ؟
علي البخيتي
[email protected]
" نقلاً عن صحيفة الأولى "