الثلاثاء, 23-أكتوبر-2012
لحج نيوز - طه العامري بقلم / طه العامري -
من الطبيعي أن الوسائل يجب أن ترتقي شرفا مع الغايات , لكن الغير طبيعي هو أن نرى في مفردات المؤامرة على الشعب العربي في سورية وسائل رخيصة تتبع من قبل أطراف التأمر تدليلا على أن الغايات التي يسعى لها المتآمرون أرخص من وسائلهم ..
بيد أن المؤامرة المسعورة التي تواجهها سورية شعبا وقيادة ودولة ومؤسسات ودورا ومواقف وقدرات هذه المؤامرة المسعورة والغير مسبوقة , يمكن استخلاص دوافعها (القذرة) من خلال ما تعرض له الإعلام العربي السوري من حيث الكوادر والمنشأة والرسالة والموقف , إذا أن ما تحمله وواجهه الإعلام العربي السوري بكل مقوماته وقدراته وإمكانياته شيء يكشف بحد ذاته عن رخص نوايا المتأمرين من خلال رخص وسائلهم الحقيرة التي اتبعوها في محاولة منهم لتكميم الحقيقة وطمس معالمها , عبر استهداف الإعلام العربي السوري بشرا وقدرات مادية ومعنوية , فالإرهاب الذي مورس ضد وسائط الإعلام العربي السوري يفضح نوايا المتآمرين ويكشف عن حقيقة هويتهم الدنيئة والرخيصة وغاياتهم الأرخص في سوق الفعل الأفعال الإجرامية التي تتنافى مع كل القيم والشرائع والنظم الاخلاقية في ابسط مفاهيمها الحضارية ..
بيد أن فهمنا لرخص أدوات التأمر الذين استخدموا وسائل قذرة في اسكات الصوت العربي السوري ومحاولة عزل سورية عن العالم من خلال تفجير مقرات القنوات والوسائط الإعلامية العربية السورية بمختلف مسمياتها وأدوارها والسعي لتدمير قدراتها التقنية بحيث يحولوا بينها وبين دورها في إسماع العالم صوت الشعب العربي السوري الرافض لكل هذا المسلسل التأمري الرخيص الذي يستهدف سورية الارض والإنسان والدور والرسالة الحضارية والمكانة والمثل التي تعنون المسار الحضاري القومي والإنساني لسورية ..أقول أن هذه الوسائل الرخيصة من قبل أدوات التأمر وازلامهم من القتلة والإرهابيين الذين يعملون على الأرض وسعو لعزل سورية عن العالم من خلال ضرب البني التحتية للإعلام العربي السوري ثم من خلال خطف وقتل رموز وكوادر الإعلام العربي السوري والتنكيل بهم , وايضا في محاولة من العصابات الإرهابية لردع بقية كوادر الإعلام العربي السوري وتطفيشهم عن طريق التخويف وهي محاولة فشلت كما فشلت كل المحاولات والمخططات التأمرية التي واجهت وتواجه سورية , فكانت الوسيلة الأرخص بنظر صناع ومخططي وممولي المؤامرة هو قطع شبكات الإعلام العربي السوري عبر الاقمار الصناعية بدءا من عرب سات ونيل سات والذين تم فصل قنوات الإعلام العربي السوري عبرهما تجسيدا لقرارات وزراء الإعلام العرب وجامعة الدول العربية وبناء على رغبة قطر والسعودية وهما يدفعان مرتبات أمين عام الجامعة العربية وموظفيه كما هما أي قطر والسعودية يسيطران على إرادة الحكومات العربية وقيادتها الغارقة في مستنقع الارتهان للنظاميين القطري والسعودي بحكم ما لدي النظامين القطري والسعودي من إمكانيات مادية ونفوذ مادي وبالتالي فأن النظام العربي بمجمله الذي يهرول خلف السعودية وقطر , نراه في الغالب مجبرا لا بطلا فهذا النظام العربي الذي يسبح اليوم بحمد الرياض والدوحة لا يعمل ما يعمل بقناعة في الغالب بل خوفا من نفوذ الدوحة والرياض وخشية من أمريكا بمعني أن النظام العربي الذي تحكمه الدوحة والرياض هو أسواء وأرخص نظام عرفته الأمة في تاريخها من خلال رموز لا يختلفون بدورهم الراهن عن دور ومهنة رموز ( أقدم مهنة ) في التاريخ..؟!!
الأمر الأخر وكما فضحت سورية بصمودها وحكمتها وحصافة قيادتها مخطط التأمر واسقطته واقول جازما وبيقين أن ( دمشق ) اسقطت وإلى غير رجعة مخطط التأمر وسيناريوهات المؤامرة وما بقى هو أن ثمة محاور دولية وإقليمية تبحث لنفسها عن مخارج ( مشرفة) من الفخ العربي السوري , مخارج تحفظ لها ما تبقى لديها من ماء الوجه أن كان لها ماء وجه من الأساس .. والدليل أنه ومن باب الاسترضاء وعدم اغضاب بيادق المؤامرة العاملين في ميدان التأمر ضد سورية تأتي أخر محاولاتهم الرخيصة في قطع بث القنوات العربية السورية من قمر ( الهوت بيرد) وهي محاولة لا تؤثر على سورية ودورها ومواقفها , بقدر ما تفضح مزاعم كاذبة لمحاور تقول انها تساعد الشعوب على التحرر والديمقراطية في ذات الوقت نراها تضيق ذرعا بقناة تبث مسلسلات درامية عربية لكن لهذه المسلسلات تأثيرا في وجدان وذاكرة المواطن العربي لا نها تبقيه مشدودا لتاريخه الحضاري والإنساني العابق بنبل القيم ومأثر الأخلاق , وبما أن الإعلام لا شك له دورا مؤثرا في المعركة الحضارية التي تعيشها أمتنا وسورية في المقدمة وهي الهدف والغاية المرجوة من كل هذه المشاريع التأمرية فأن قناة مثل قناة الدرامية السورية تحمل الكثير من المخاطر لعالم يزيف كل شيء القيم والدين والاخلاقيات والقوانيين والتشريعات والنظم ويسعى للهيمنة على مقدرات الشعوب عبر هذه التضليل والتزييف والخداع وهذا ما تقاومه سورية بالفعل والسلوك والموقف والكلمة والصورة ..
ليظل الخاسر الأكبر في هذه المعادلة الغير اخلاقية هم أولئك الذين يتشدقون بالحرية والديمقراطية , ليس من خلال تكريس هذه القيم والمفاهيم لغاية إنسانية نبيلة , بل لامتهان الإنسانية ونحر حريته وقيمه على مقصلة المصالح الرخيصة لعالم أخذ بالثقافة المتوحشة وحين كتب له النجاح في تمرير خداعه في هذا المكان أو ذاك توهم أن بالإمكان مواصلة مسلسل الخداع ليعم كل شعوب ودول المنطقة وتجاهل مناعة محاور لم تنكسر ولن تنكسر في مراحل كانت الاخطار عليها أشد وبيلا مما هي عليه اليوم .. لقد اثبت ملاك عرب سات ونائل سات وهوت بيرد أنهم مجرد أدوات رخيصة بل ( وأحذية) ينتعلها بعض الفاعلين الدوليين ليقضوا بهم هدفا , لكن انكشف الكل في مواجهة سورية العريقة بقيمها وتاريخها المرابطة في خندق عروبتها ودينها وقيمها الحضارية .. سورية التي لم تصنعها الأمة بل هي التي صنعت الأمة .. نعم لم يعد أمامنا من خيار سوى أن نقول هذا القول على ضوء هذا الابتذال العربي الرخيص والمزريء لأنظمة قبلت أن تقوم بدور ( الكلاف في الاسطبل الصهيوني _ الأمريكي ) وهو دور لا يقوم به إلا من تجرد عن كل قيم كانت تزين ظاهره كشكل من أشكال الرتوش التجميلية .. كان هذا قطعا قبل أن تبرز المؤامرة على سورية والتي اسقطتها سورية واسقطت معها الكثير من أوراق التوت التي كانت تستر عورات البعض من المنتميين زورا لهذا الأمة ’ أو أولئك الذين كانوا يتشدقوا حتى وقت قريب بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان ..؟ دون أن نعرف من هؤلاء أي إنسان هو الذي يريدون ..؟ غير ذلك التابع الممتهن والعبد الاجير الذي لا يرفع رأسه عن ولي نعمته وينفذ كل ما يطلب منه كهذا الطابور الذي يهرع بعد حكم الخليج ليلقط من بعدهم ما يتساقط من فتات المال الذي يغدق به حكام الخليج ( نهود العاهرات) وما يتساقط من بين تلك ( النهود) يتهافت على التقاطه طابور من المبتذلين الذين لم يعد في وصفهم حتى مجرد جدوى تذكر ..!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-23109.htm