بقلم/ اللواء الركن/ محمد ناصر أحمد -
ونحن على مشارف مرحلة غاية في الأهمية وعلى عتبات متغيرات سياسية واقتصادية تؤكد الحقائق والواقع أن التوجهات نحو الغد والمستقبل مشرق وواعد وأن الوطن قوي بشعبه الأصيل المكافح والصابر والمصابر، وأن الشعب هو الأساس في صناعة مرحلة التطورات التي تعيشها بلادنا من أقصاها إلى أقصاها سواء في جوانبها السياسية أو في جوانبها الاجتماعية، أو ما يجري من عمل دؤوب وفعال بصمت واتزان وهدوء لتطوير مؤسسة الوطن والشعب الرائدة قواته المسلحة والأمن.. ولاسيما وأن هناك إجماعاً وطنياً وشعبياً على أن تنهض المؤسسة العسكرية الدفاعية لتقوم بواجباتها الدستورية والوطنية لتضطلع بمهامها بعد أن نشبت مخالب الأزمة وتراكمات سابقة في جسد هذه المؤسسة الرائدة وتسببت في انشغالها بقضايا ثانوية وهامشية ليست من مهمتها وليست من اختصاصها..
هذه المؤسسة التي يعول عليها الجميع من قوى سياسية واجتماعية وكافة أبناء المجتمع اليمني أن تكون العماد الذي يحمي سقف الأمن والأمان والاستقرار وأن تكون الرافعة القوية الضامنة للمناخات الطبيعية للنهوض التنموي للمجتمع اليمني كافة.. أدركت اليوم أنها بدأت تدرك الطريق الصحيح لتطورها وبناءها بناءً نوعياً قائماً على معطيات حقيقية للسياسة الدفاعية واستراتيجيتها العسكرية كحامية للسيادة الوطنية ومدافعة أصيلة عن الخيارات الوطنية الاستراتيجية التي ينتهجها الشعب ويريد مؤسسته الدفاعية أن تكون سنده في تهيئة الأرضية السليمة والصلبة لمساراته وخياراته الاستراتيجية في كافة مناحي الحياة..
ولا أجافي الحقيقة انني عندما أقول إن هناك وضوحاً أمام القيادة السياسية بكافة مكوناتها وشراكتها السياسية تحت قيادة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية مستوعبة تماماً متطلبات هذه المرحلة، ومدركة الاحتياج الضروري لوجود مؤسسة دفاعية قوية ولاؤها لله سبحانه وتعالى ثم للشعب والوطن وللشرعية الدستورية التي يشارك كل الشعب اليوم في الانتصار لها في مواقف قوية واضحة تحرص بشدة على بناء دولة يمنية مدنية حديثة تسودها العدالة الاجتماعية والشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية..
ونحن في القوات المسلحة رغم أن جهد البناء وإعادة التنظيم لمؤسستنا الدفاعية يتضاعف وان بعض العثرات الموضوعية وغير الموضوعية تقف أمام السير السلس لعملية البناء والتنظيم والتحديث للقوات المسلحة.. إلا أن ما تحقق ليس بسيطاً وانه قياساً إلى حجم الموروث وحجم التحديات يعتبر كبيراً ومهماً وضرورياً استطعنا أن نعيد الأمل في نجاح المساعي الإيجابية التي تسير وفق خطط منظورة آنية ومرحلية ومستقبلية بإذن الله..
ولا نزكي أنفسنا وإنما نتحدث عن واقع وعن ظروف أنتجتها الأزمة وورثتها لمرحلة ما بعد الأزمة، ولقد قدر علينا كلنا منتسبو القوات المسلحة قيادة وقادة وضباطاً وصف وأفراداً أن نكون وسط هذا التحدي وأن نسارع بالعمل وبذل الجهود من أجل تصويب اتجاهات البناء والتحديث والتطوير، ومن أجل إيجاد مصفوفة وطنية لمعالجة الاختلالات الناجمة عن أزمة العام 2011م. بقي علينا أن نشير إلى التحديات الراهنة التي أنتجها الإرهاب ونفذتها العناصر الإرهابية وحاولت إعاقتنا عن تولي مهام البناء والتحديث والتغيير والتطوير نحو الإيجابية المنشودة للمؤسسة الدفاعية، لأنهم أدركوا أن كل جهد يبذل لتطوير هذه المؤسسة الوطنية إنما يدق مسماراً في نعش الإرهاب..
وليس بخاف على أحد ذلك الجهد الكبير والدور المتعاظم للقوات المسلحة والأمن في مواجهة ومحاربة الإرهاب وعناصره ومطاردة فلوله والسعي إلى استئصاله من منابعه، ولذلك تعرضت وحدات القوات المسلحة لتلك الأعمال الإرهابية التي استهدفت إرادتها وصلابتها.. ولكن هيهات لها أن تصل إلى أهدافها ومبتغاها، بل على العكس تعززت وتقوت إرادة المقاتلين وتضاعف إصرارهم على مواصلة المواجهة الحاسمة مع كل فلول الإرهاب ومجاميع التخريب، ويدرك ذلك القاصي والداني.
ومهما كانت للإرهاب صولات تأتي في غفلة إلا انها صولات منكسرة أمام إرادة شعب وصلابة منتسبي القوات المسلحة الأبطال البواسل الذين يدركون ما ينبغي عليهم القيام به في مواجهة الإرهاب والإرهابيين.
* عن موقع (26 سبتمبرنت)