السبت, 27-أكتوبر-2012
لحج نيوز - فاروق حمزة لحج نيوز/حوار: بكري الحريبــــــــــــــــــي -
اللجنة الفنية يفترض أن تتشكل من قانونيين ومفكرين وسياسيين مستقلين وليس من حزبيين كانوا سبباً في الأزمة أو صحفيين لأن الصحفي يفترض أن يكون مستقل ومحايد وليس محاور في أزمة.

عدن دولة كونية كانت ولازالت وستظل تنطلق من أهدافها الراسخة التي لم ولن تتزعزع عنها قيد أنملة وأننا نحن أبناء عدن سندافع بشتى السبل والأساليب والوسائل السلمية وبالطرق السلمية أيضاً مهما كلفنا الأمر بذلك، كوننا ننطلق بذلك من مثلنا العليا وقيمنا النبيلة في الحفاظ على هويتنا العدنية ودور عدن التاريخي والريادي وحرية الديانات والأعراق ونظام حكمها الليبرالي العريق المتميز في المنطقة برمتها.


الجزء الأول

*- : كنتم قد وعدتم بأنكم ستعلنون عن دولتكم دولة عدن في 30 نوفمبر 2012م ما صحة هذا الكلام، وأيش الذي أعاقكم من ذلك؟
**-: هذا كلام صحيح، وكنا سنعلنها علنا للهلا والملا، ونحن لا نخاف من أحد، وهذا من حقنا، نحن سنعلن عن دولتنا نحن، وليس عن دولة أخرى، دولة عدن فمثلما نحترم الآخرين، على الآخرين أن يحترمونا، وبكل تأكيد سيقف معنا كل شرفاء العالم، كما سيقف إلى جانبنا كل الخيرين في العالم بمن فيهم الدول العظمى والتي تحرص على قدسية البشر وحقوق الناس، ونحن أبناء عدن عانينا الكثير، علماً بأن عدن كانت دولة وسنستعيدها كدولة مستقلة، وسنطالب بحمايتنا نحن كمواطنين عزل وحمايتها مثل ماقلنا بأدبياتنا على غرار سنغافورة وهي التي نهضت، بل وأزدهرت على حساب عدن، وليس فقط سنغافورة وإنما كثير من الدول بما فيها دول خليجية، وهي التي كانت تطمح بأن تكون بلدانها على غرار دولة عدن أي مثل عدن، وذلك كان في الستينات من القرن الماضي، فما البال ونحن الآن بعد حوالي نصف قرن من ذلك الزمن، يفترض فينا أن نكون قد حققنا أشياء كثيرة وتقدمنا كثبراً، لكن للأسف تأخرنا كثيراً، بل وتخلفنا، وأدخلونا في دياجير الجهل والتخلف، وأفقرونا عنوة، ونهضت من حولنا جميع الدول التي كانت تطمح أن تكون مثل بلادنا عدن. وهناك بعض الأمور الفنية لا أريد الآن ذكرها بهذا اللقاء لكننا سنعلن عن دولتنا دولة عدن شاء من شاء وأبى من أبى لكن في الوقت المحدد، نحن الآن ننتظر فقط الوقت الذي نكتمل فيه كافة إحتياطاتنا، وما المسألة إلا هي مجرد تهيئة بيئة ومناخ ومزاج نفسي وحرية ووسائل وأدوات.

*-: أنت يا دكتور فاروق تتكلم بثقة فائقة؟
**-: يا أخي العزيز ... أنت تعرف أكثر من غيرك ماقاسيناه نحن أبناء عدن وما تبهدلنا فيه وماقد تضررت فيه أيضاً بلادنا عدن، وكل شئ في بلادنا دمر، بل وصار مستباحاً من الكل واقصد هنا من الشماليين والجنوبيين على حد السواء، الكل فيهم بهدل فينا وأمتهن كرامتنا، وجميعهم سلبوا ونهبوا حقنا، ودمروا علينا كل شئ في بلادنا عدن، وبغض النظر عن ماقد مارسوه بحقنا في كل شئ من إستحقاقاتنا وممتلكاتنا وفي حقنا بالأرض والعرض ، كما أنهم دمروا كافة مرتكزات قوتنا الإقتصادية من أرض وميناء ومطار ومصافي و ثروتنا البحرية والمائية. فعلى سبيل المثال مجرد فيما يخص الأرض العدنية، ناهيك عن الكثير من الأشياء الحيوية الأخرى، فهي من أولى مقومات مرتكزات قوتنا الإقتصادية في عدن، كون أراضي عدن بعض النظر وإنها هويتنا نحن أبناء عدن، إلا أنها هي أصلاً مشاريع إستثمارية مستقبلية ومساحات خدمية سكنية وتجارية ومنتزهات وميادين ومدارس وملاعب ومسارح ... إلخ، وهي أيضاً المفتاح الإقتصادي والسياسي والثقافي والحضاري والإجتماعي، ناهيك أيضاً عن كونها أراضينا نحن لغرض السكن والتجارة والزراعة والخدمات والترفيه والمضجع وغيره في شأن حياتنا وأطفالنا، ولهذا نجدهم جميعاً يعطلون علينا ويعملون على الضربة الإستباقية في التعطيل لكافة مشاريعنا المستقبلية اللاحقة. وإنهم يحرموننا من حقنا في بناء حياتنا المعيشية المعاشة، إضافة إلى حقدهم الدفين علينا، فكلهم حاقدين علينا، ونجدهم الكل، أي إن كل واحد منهم ينتقم من عدن وأبنائها بما يحلو له، ولهذا نجدهم جميعهم أتفقوا على إفقارنا إفقار منظم وتجويعنا بحكمة بالغة، حيث قد مارسوا علينا الإفقار المنظم، وحرمونا حتى من لقمة العيش، هذا كله ناهيك عن إن معظمهم قد تحولوا إلى تجار بمن حقنا الأراضي، أراضي عدن، التي صرفوها لأنفسهم وباعوها، وياريت إنهم أستفادوا ورجعوا إلى مناطقهم يبنون لأنفسهم في مناطقهم في أقل التقديرات يبنوا بنيتهم التحتية والخدمية، وشيدوا في مناطقهم المدنية والتجارة، علماً بأن مناطقهم تحتوي على ثروات كبيرة وكثيرة، لكن للأسف الشديد هجموا على عدن وهجروا كل شئ هناك في مناطقهم وبقوا في عدن وأستوطنوا فيها، كما أيضاً لا ننسى بأنهم كلهم خاطبونا، بل ولا زالوا يخاطبوننا بلغة البنادق والسلاح والعنجهية، كونهم كلهم أنطلقوا من إمتلاكهم للسلطة والنفوذ، واقصد بذلك من سابقين ولاحقين وجميعهم مفهومهم للسلطة، هو المفهوم المناطقي القبلي المتخلف، فالمناطقي والقبيلي على حد السواء يفهم السلطة بأنها بنادق وقتل ومقتالة، أي عنف وإرهاب، وإلا لما عملوا فينا هكذا منذ 1967م حتى اللحظة، ونحن أناس مسالمين عزل متمدنين متحضرين لا نتعاطف لا مع العنف لا ولا مع الإرهاب، وهم بهكذا أسلوب مارسوا بل ولا زالوا يمارسون الإرهاب علينا بقوة السلاح، والمال الذي نهبوه من بلادنا عدن، طبعاً كل شئ ينفذ وبأدوار مختلفة، إن لم نقل بتوزيع أدوار محكمة.

*-: كيف تقيمون اللجنة الفية للحوار؟
**-:اللجنة الفنية يفترض أن تتشكل من قانونيين ومفكرين وسياسيين مستقلين وليس من حزبيين كانوا سبباً في الأزمة أو صحفيين لأن الصحفي يفترض أن يكون مستقل ومحايد وليس محاور في أزمة. ونحن بدورنا قد تواصلنا مع النابغة القانونية السيدة راقية حميدان وأستاءت من عدم جلوس أحد معنا من اعضاء اللجنة الفنية وقالت كيف هذا الكلام؟ وليش إلا عليكم أنتم؟، فتبادلت أنا الحديث معها بالتلفون، وقلت لها نحن نريد أن نطرح ونوضح للكل قضيتنا العدنية ... "قضية عدن" قضية الأرض والشعب والهوية العدنية، وقالت لي هذا من حقكم يا دكتور فاروق بل ووعدتني بأنها بعد عودتها من لندن نهاية شهر أكتوبر ستجلس هي مع قيادة تجمع أبناء عدن. وتفاهمنا معاً كعدنيين وكان حديثتا شيق وحديث أبناء عدن المعتاد.

*-: دكتور فاروق قلنا بصراحة العبارة كيف تنظرون لما تسمى الوحدة؟
**-: يا أخي العزيز عن أية وحدة أنت تتحدث؟، نحن لم نشعر إطلاقاً بوجود أية وحدة، كل ما شعرنا به من سابق أن ماتسمى بالوحدة هم أتقاسموها فيما بينهم كما أننا لم نشاركهم لا بسلطة 1967م أم وبحوارات ماتسمى بوحدتهم، نحن كنا ولا زلنا غرباء بينهم وفي نظامهم السابق ووحدتهم اللاحقة، فرجاءاً لا تقحمونا فيما لم نشارك فيه أو فيما لا يعنينا. وكل ماندركه وصرنا نشعر به هو إن الكل يشتى عدن كأرض ليس إلا وبدون أبناء عدن، والكل منهم حاقد على أبناء عدن، وكلهم لا يفكرون بأبناء عدن إلا كديكورات وكجسر عبور ليس إلا. بإختصار شديد الكل يسلبون إرادتنا، ويبتزون كرامتنا، ويتعاملون معنا وكأننا مجرد سلعة، وكلهم بهكذا وعلى هكذا، بما في ذلك سلطتهم الشمالية حالياً، وفي السابق هكذا عملت سلطات الجنوب من سابق، فكلهم أثفقوا علينا ويتفقون على عدن، وكلهم ينظرون لعدن كغنيمة يتقاسمونها فيما بينهم. فبإختصار شديد لا توجد دولة ولا يحزنون، وإذا عندك سؤال آخر فرجاءاً اللي بعده.

*-: مارأيكم بالحكومة الإئتلافية المؤقتة؟
**-: في جميع الأحوال الأمر كله هو عبارة عن تجسيد للوجه الحقيقي الخفي للواقع المزري الذي قلته لك آنفاً، الشماليين ما عندهمش أحزاب ولا تجارب سياسية بذلك، كون الأحزاب تبنى على أفكار وليست على ولاءآت، وقولهم جميعاً بانهم يحبون عدن وأبنائها فهذا كلام غير دقيق، كونهم هم الذين يختارون من يمثل عدن، فهم بواقع البنادق والعنجهية قد صاروا لنا وبالنسبة لنا أصحاب الثواب والعقاب وهذا هو الإغتصاب بعينه، أما الجنوبيين فلا حرج كونهم هم قد ألغوا وكسروا علينا في بلادنا عدن كل الموروث الثقافي العظيم للحريات السياسية والتي كانت هي المدخل الرئيسي للديمقراطية، ولذا كلهم بالهم شرق، ولهذا نؤكد للعالم بأننا سنعود لدولتنا، دولة عدن، كوننا قد أكتوينا بنار الكل شماليين وجنوبيين، والظلم حرام، والعودة للحق فضيلة.

*-: كيف الأمور بالنسبة لكم أنتم في تجمع أبناء عدن؟
**-: يا أخي العزيز ... في الواقع نحن في تجمع أبناء عدن عانينا ونعاني كثيراً منهم كلهم شماليين وجنوبيين، كوننا كيان عدني خالص، ومعاناتنا هي من الهجمة المركزة علينا ومن الحرب النفسية منهم كلهم والتهجم والغطرسة وفرض الفيتو علينا والدس والإختراقات والتعتيم الإعلامي والحجب المالي، وهو أصلاً بمن حقنا نحن وبنم حق حصة عدن التي نهبوها وهربوها من عدن أثناء حرب صيف 1994م، فعلى سبيل المثال عندما أعلنا نحن عن تشكيل تجمع أبناء عدن، معظم المواقع الجنوبية الحزبية المناطقية، اتصلت فينا وحاولت إبتزازنا عبر المشاركين المناطقيين، وكأن الموضوع حلال لهم وحرام علينا، كما أنه قام أحد ممن كانوا حكام في الجنوب بالإتصال تيلفونياً ليبارك لمجلس آخر أنشئ حديثاً في عدن، كونه ضم في تسميته كلمة إمتدادات ريفية، ونحن الذين شكلنا تجمع عدني خالص وقبل ذلك بكثير لم يتكرم البيه هذا المحترم حتى بالسؤال أو التساؤل عنا أو أن يبارك لنا، علماً بأننا قد دفعنا ثمناً غاليا بذلك، وكنا قد شكلنا تجمعنا قبل ذلك بسنوات عدة، علاوة على خطورة الظرف في ذلك الحين الذي شكلنا به تجمعنا والمخاطر التي واجهناها، فالكل هنا يشتغل بفصيلة الدم جهاراً نهاراً، والكل يعمل على إبادة أبناء عدن وتدمير بلادنا عدن، وهذا هو جوهر خلافنا مع هؤلاء البشر.

*-: بماذا تودعنا بهذا الجزء من اللقاء؟
**-: نحن نطالب بحقوقنا السياسية والمدنية، وهذا حق مشروع لا تستطيع أي قوة في العالم أن توقفه، وما مشروعنا السياسي بذلك إلا فقط يهدف لإعادة ترتيب الأوضاع في بلادنا عدن، وهناك عناصر مجتمعة يرتكز عليهم المشروع السياسي والإقتصادي لدولة عدن. وسنعلن عن دولة عدن قريباً إن شاء الله وفي الوقت المحدد وبدعم المجتمع الدولي وبأجندتنا العدنية الخالصة، أما فيما يخص اللجنة الفنية للحوار هي حتى اللحظة لم تتصل فينا لأننا عدنيين، كون كلمة عدن تجيب للكل الحساسية، لكنني أقولها لك وأنا مسئول عن كلامي بأنها ستصل إلى طريق مسدود وستفشل، بل وهي أصلاً فاشلة، بالرغم من أنني قد سبق وأن قلت لكم بأننا قد تواصلنا مع النابغة العدنية القانونية السيدة راقية حميدان والتي قد عبرت عن إستياءها من عدم جلوس أحد معنا من اعضاء اللجنة الفنية وقالت كيف هذا الكلام؟ وتفاهمنا نحن مع بعض بإعتبارنا عدنيين حيث قالت ليش إلا عليكم أنتم؟، فتبادلت أنا الحديث معها بالتلفون، ووعدتني بأنها بعد عودتها من لندن نهاية شهر أكتوبر ستجلس هي مع قيادة تجمع أبناء عدن. وأؤكد ذلك بأننا قد تفاهمنا معاً كعدنيين وكان حديثتا شيق وحديث أبناء عدن المعتاد لكن صدقني هناك أجندة دولية ستنفذ لأهمية المنطقة وخطورة الوضع القائم في المنطقة برمتها.

*- سنواصل معكم اللقاء الشيق هذا إنشاء الله وقت ماتكون لكم الظروف سانحة.
**-: بكل تأكيد إنشاء الله، لكن على الكل أن يفهم ويدرك بأن عدن دولة كونية كانت ولازالت وستظل تنطلق من أهدافها الراسخة التي لم ولن تتزعزع عنها قيد أنملة وأننا نحن أبناء عدن سندافع بشتى السبل والأساليب والوسائل السلمية وبالطرق السلمية أيضاً مهما كلفنا الأمر بذلك، كوننا ننطلق بذلك من مثلنا العليا وقيمنا النبيلة في الحفاظ على هويتنا العدنية ودور عدن التاريخي والريادي وحرية الديانات والأعراق ونظام حكمها الليبرالي العريق المتميز في المنطقة برمتها.

وعيد مبارك علينا وعليكم جميعاً.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-23190.htm