لحج نيوز/بقلم:عبدالرحمن درهم -
لا ريب في أن الوطن اليمني يتعرض اليوم لمخطط تحالف ثالوث تآمري تنفيذي رهيب لم يشهد له مثيلا في تاريخ حياته، تحالف القوى الظلامية الكهنوتية الباغية المسلحة بأدوات القتل والضلالة الفكرية الهدامة وكذا العناصر الانفصالية والمناطقية الحاقدة الانتهازية الماكرة والمتلونة والمهترئة والمتعفنة التي تفوح منها روائح التزييف والتشظي، الانقسام، التمزق، والتي لم تفك ارتباطها بالعمالة والارتزاق والخيانة من جهة وبأحلام وأوهام ماضيها الذي لا مكان له اليوم، وأصبح من سابع المستحيلات أحلامها الخيالية وشرور دعواتها خارج نطاق الاجتماع والتاريخ والعقل ومنطق العصر وتحولات المرحلة وتطوراتها على كل مستوى وصعيد، وثالث هذا التحالف العناصر الشيطانية من عناصر القاعدة الإرهابية والضالة فكريا والمريضة نفسيا والمنحرفة سلوكا وتفكيرا والإجرامية الباغية عن الدين والوطن.
لا جدال في أن هذا الثالوث الرهيب المكون من ثلاث آفات في تحالف يعد من أكبر وأخطر الكوارث ليس على الوطن اليمني فحسب وإنما على منطقة الجزيرة والخليج العربية دون استثناء وبصورة إقليمية خاصة وعالمية عامة - يجرى منذ فترة غير قصيرة وفق مخططات تآمرية مدروسة ومعدة كل منها بدقة، وجد كل مخطط في أحد أجنحة الثالوث وطوابيره الثلاثة وسيلة وأداة لتنفيذ أهداف مخططة وفق استراتيجية المتضمنة خططا رئيسية، فرعية، مرحلية، وبرامج عمل وآليات تنفيذية في إطار هكيلية قابلة لشراكة تحالفية ثالوثية تستهدف مباشرة أمن وسلام وحاضر ومستقبل حياة المنطقة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا وبيئيا ووجدانيا وطبيعيا، وذلك تنفيذا لأطماع وأحقاد متفاوتة الأحجام ومتعددة الصور.
يأتي هذا الثالوث التدميري الرهيب في الوقت الذي يعاني فيه ويواجه الوطن اليمني الكثير من الآفات والكوارث الاجتماعية التي جلبتها إليه وكانت في معظمها سببا في بروزها عوامل ومؤثرات متغيرات العصر وتحولاته المتلاحقة - عصر الاقتصاد الأناني في رأسماليته الاحتكارية في قمتها وأدواته التحكمية ليصبح عصر الاتصال والمعلوماتية والسوق العولمية في آن واحد خاليا وغير قائم على أي أساس أخلاقي حضاري ومبدأي، قيمي، إنساني - إلى جانب مؤثرات وعوامل أخرى عدة ومتنوعة ساهمت في بروز هكذا ظواهر وكوارث لعل من بين أهمها وأشدها ضررا كوارث الفقر والبطالة ونسبة الأمية المرتفعة بما فيها أمية الكبار وطغيان التفكير المادي الأناني السائد والأفكار المتطرفة والهدامة المنحرفة والمدمرة في ظل رداءة تعليمية وتربوية مع محدودية الموارد والإمكانات وخاصة في ظل بروز كارثة التراجع المتواصل للإنتاج النفطي الذي تغطي عوائده سنويا كموارد ما نسبته 70% ومحدودية الموارد غير النفطية إلى آفة الإعاقة الحزبية، السياسية والديمقراطية في التنظيمات السياسية المعوقة ذهنيا عقليا وقيميا وروحيا وخاصة تلك أحزاب المعارضة المنضوية منها في إطار ما يسمى بالمشترك في نهجها تفكيرا وسلوكا وممارسة أساءت للديمقراطية وشوهتها وأفرغت قيمها وأعاقت حركة نموها، كما أعاقت حركة الحياة السياسية والعامة عن النمو والتقدم والتطور، وتتباكى عليها وتمارس أنشطة إعاقاتها الضارة في ظل مناخها (الديمقراطية) السائد برسوخ على امتداد الساحة وعلى مرأى ومسمع من العالم في آن تناقضي عجائبي مضحك - إلى عدة ظواهر أخرى لا يسع الحيز لسردها هنا.
الأمر الذي يتطلب ضرورة بذل كل جهود وطاقات دول منطقة الجزيرة والخليج العربية بصورة خاصة والجهات الصديقة الكبرى في المجتمع الدولي والهيئات الدولية والحكومات المانحة بصورة عامة في مساندة اليمن مساندة حقيقية تساهم بفاعلية على القضاء على الثالوث الرهيب - الانحراف الحوثي الإجرامي وأطماع وطموح أوهام داعموه المتآمرون ومساندوه الطابور التمزيقي الانفصالي العنصري المتخلف والانحطاطي الماكر والمتغطرس - الإرهاب القاعدي الضال والإجرامي العالمي - وبذات الوقت الإسهام الحقيقي الفعال في القضاء على مجمل الظواهر والكوارث التي يعانيها المجتمع اليمني والمشار إليها آنفا والتي لها دور في نماء الثالوث البغيض وتوسع انتشاره.
إذ لا يمكن لليمن الاستطاعة بانفرادية على القضاء على آفة الثالوث التحالفية والظواهر السلبية السائدة ذات الارتباط المباشر وغير المباشر وتحقيق النجاح الذي نصبو إليه جميعا دولاً وحكومات ومجتمعات عربية وغربية وشرقية - إذ لا بد من ضرورة النظر إلى هذه القضية نظرة عميقة ببصيرة نافذة آخذة كل الأبعاد والشعور الواعي المسؤول من قبل الجميع تجاهها كونها تهدد الجميع دون استثناء أحد، ولذلك علينا أن ندرك جيدا حجم أضرار هذا الثالوث وأخطاره الكارثية المدمرة على المدى القريب والمتوسط والبعيد فنعمل على إزالته والقضاء عليه، وهذا لا يتأتى إلا ببذل جهود التعاون والتنسيق العملي الدقيق والشامل بين بلادنا وبلدان المنطقة والعالم الغربي الأوروبي - دولاً وحكومات - وبلورة الجهود المكثفة هذه إلى خطط دعم تعاونية ومساندة حقيقية، تنفيذية فعالة، متضمنة برامج عمل عميقة وآليات متطورة وفقا لاستراتيجية تعاونية جادة ذات أهداف عظيمة مشتركة وواضحة وقواعد متينة ومعايير محددة وإمكانات كفيلة بتحقيق النجاح المنشود بصورة عملية حاسمة تنم عن الشعور الجمعي الواعي بحجم المسؤولية والإدراك بحجم الأضرار والأخطار على كل مستوى وصعيد، وبالله التوفيق.