الأحد, 24-يناير-2010
لحج نيوز - ودعن العراقيات عام 2009 بقضية المحرم لعضوات مجلس محافظة واسط واستقبلن عام 2010 بتقيد السفر بديلا عن المحرم لكل نساء العراق 
المحرم في العراق ثلاث انواع : ومحرم للمبيت في فندق ومحرم لعضوات مجالس المحافظات وتقييد حصول المراة على لحج نيوز/بقلم:الاء الجبوري -

ودعن العراقيات عام 2009 بقضية المحرم لعضوات مجلس محافظة واسط واستقبلن عام 2010 بتقيد السفر بديلا عن المحرم لكل نساء العراق
المحرم في العراق ثلاث انواع : ومحرم للمبيت في فندق ومحرم لعضوات مجالس المحافظات وتقييد حصول المراة على جواز السفر محرم غير مباشر

كنت اجر حقائبي الثقيلة وأتسابق مع الوقت لكي انتهي من اجراء السفر في مطار بغداد الدولي ولكن ما ان وصلت الى المراحل الاخيرة حتى اوقفني الموظف وقال انت ممنوعة من السفر .. !! للحظة تخيلت اني متهمة بالارهاب وقد اكون مفخخة ولا اعلم , ولكني عرفت اني ممنوعة لأني بلا محرم , حاولت التفاهم معه الموظف المسؤول بأني موفدة خارج العراق لـتأدية امتحان الماجستير وقرار المحرم سيحرمني من هذه الفرصة التي منحتها دولة اجنبية لمرأة عراقية ... في لحضة انفعال وانا اسمع صوت ناعم يكرر (على ركاب الطائرة ..... الاتجاه الى البوابة رقم ... ) كرهت كل شيء , كرهت شهادتي وعملي في ساحة اعلامية تعد الاخطر في العالم بسبب العنف الذي كان يجتاح العراق في عام 2006 كرهت ان المحرم يعصمني من الزلل والسقوط في هاوية الشهوات لإن قانون المحرم إقرار بنقص العقل والدين , كرهت اني محل شك وأتهام بأن عاطفتي تلغي عقلي فأسقط في المحذور كما يروج الذكور من اغلب رجال الدين وبعض المفكرين والمثقفين , والمحرم عصمة لي من نفسي المجبولة على الضعف امام الشهوات كما يقولون ويكتبون .
لحظة انفعال ايقظني منها صوت احد المسافرين عندما قال انت فلانة رأيتك في قناة (ٍس ) , فتذكرت اني اعلامية اعمل في ساحة قد تؤدي بالصحفي العراقي الى الموت اذا ظهر اسمه او صورته او يلقى حتفه في شوارع بغدادا في مفخخة او انتحاري , فقاطعته وقلت له نعم انا فلانة وهنا علا صوتي وتحول انفعالي الى مواجهة مع الموظف المسؤول بأني لن انسحب حتى ارى المدير المسؤول وقلت له عليك ان تعرف ان قرار المحرم انتهى بنهاية نظام صدام ونحن في عام 2006 وهذا القرار الان غير ساري المفعول فهل صدام انتهى وبقيت قوانينه , وكلما اصر علا صوتي أكثر وشجعني اني كنت اسمع اصواتا خافته تسب هذا الموظف وتشجب تصرفه , وفعلا جاء احد رجال الامن وأخذني الى احد المسؤولين الذي تفهم الموقف وأمر بالسماح لي بالسفر وعندها تذرع الموظف الذي منعني ان الدولة التي سأسافر اليها تعمل بنظام المحرم وسيعدوني الى العراق فقلت له : قانون تلك الدولة لان قانونها يسري على نساءهم وليس على العراقيات .
حصلت على الموافقة وفي اللحضات الاخيرة دخلت الطائرة وأذا بسيل من الترحيب من ركاب الطائرة ( شاطرة .. والله عفية ماأنسحبت ... شنو هذا التخلف ... شوكت نتطور )
كنت أظن لا عودة الى المحرم الذي يعرقل حرية المرأة في السفر والتنقل ولكنه عاد من جديد بشوط حصول المرأة على جواز السفر التي تعد محرما غير مباشر اذا رهن حيازة المرأة العراقية التي هي في اغلب الاحيان اما زوجة مهاجر او معتقل او مطلقة او ارملة على جواز السفر بولي الامر ( أب او أخا او زوج )
الان ونحن في مطلع عام 2010 وفي خضم ماتعانيه المراة من تداعيات الارهاب والصراع السياسي في العراق وقبل هذا كوارث الحروب التي قادها نظام صدام يأتي ساستنا ليقروا قوانين تتعارض مع الدستور الذي كتبوه بأيديهم, ينص في المادة 14على : العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية..الخ. والمادة 15 لكل فرد الحق في الحياة والامن والحرية ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق او تقييدها الا وفقا للقانون. والمادة 13 عدم سن أي قانون يتعارض مع الدستور رغم هذا يبدو ان ساستنا يفضلون قوانين صدام الدكتاتورية اذا تعلق الامر بحقوق المرأة العراقية ولا بئس ان يقتدو بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مادام المستهدف هي المرأة .
ياساستنا الكرام الذين طالما لوحتوا وترنمتوا ان البرلمان العراقي يتميز بعدد برلمانياته الذي يزيد على الثمانين برلمانية الذي يفوق اي برلمان في العالم واعطوا بهذا الرقم دليلا على الديمقراطية في العراق , اسئلكم هل برلمانيات العالم لاتسمح للبرلمانية بالمبيت في فندق خمس نجوم الا مع محرم كما هو مطبق في العراق ؟ وهل هناك محرم مع عضوات مجالس المحافظات في العالم الا في محافظة واسط في العراق ؟ وهل على البرلمانية في الدول الديمقراطية ان تأتي بولي أمرها لتحصل على جواز السفر 0 فمن هي الدول التي تطبق هذه الشروط هل هي دول الديمقراطية وحقوق الانسان كي تسيروا بركبها .
لاعتب على ساستنا فأغلبهم منطلقاتهم ذكورية لاتتفق مع الديمقراطية ولكن ماذا عن لجنة المراة والطفولة في البرلمان العراقي ؟ ماذا عن وزارة المراة ؟ اليست هذه قضية من صلب عملها ؟ وفبل ذلك ماذا عن ثمانين برلمانية أم انهن غير مشمولات بما تعانيه المرأة العراقية من واقع صعب وقوانين تمتهن حقها كمواطنة في عراق التحول الى الديمقراطية .
واخيرا أقول لساستنا ونحن على ابواب الانتخابات البرلمانية أعيدوا النظر تجاه حقوق وحرية المرأة العرافية وقدموا لها ماتستحق على صبرها وكفاحها واكسبوا صوتها لان أكثر من 60% من المجتمع العراقي من النساء , فالمحرم بصورة او بأخرى ليست قضية العراق المصيرية .

كاتبة من العراق بغداد

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 03-ديسمبر-2024 الساعة: 06:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-2339.htm