بقلم/عادل عبده بشر -
* “الشعب المصري الذي تحمل نظام مبارك ثلاثين عاماً ثم أسقطه في بضعة أيام لم يستطع تحمل نظام مرسي الاخوان لمدة خمسة أشهر، فخرج اليوم لإسقاط هذا الفرعون الجديد كما أسقط بالأمس الفرعون السابق”.
* “ في أقل من نصف عام أثبت مرسي وجماعة الاخوان انهم أشد ديكتاتورية وأكثر خبثاً وفساداً وظلماً واستبداداً من الأنظمة السابقة كلها.. لقد أثبت مرسي وجماعته انهم سرطان خبيث يجب استئصاله فوراً”.
* “الثورات التي قامت عبر التاريخ وارتوت بدماء آبائنا وأجدادنا أنتجت ثماراً طيبة.. وثورة 25 يناير التي ارتوت بدماء العشرات من المصريين لم تنتج سوى محمد مرسي وهشام قنديل واخوانهم.. فإذا كان الاخوان المسلمون هم ثمار الربيع العربي فهي إذاً ثمار فاسدة ويجب اتلافها!!”.
الفقرات السابقة هي نصوص حرفية تحدث بها قيادات لتكتلات ثورية في مليونية “للثورة شعب يحميها”، حيث خرج المصريون في الشوارع والميادين للمطالبة باسقاط مرسي الاخوان الذي أسموه بـ”فرعون مصر الجديد” بعد الإعلان الدستوري الجديد..
الفقرات السابقة ليست جملاً عابرة يرددها “الأذيال” أو “بقايا النظام”، كما أنها ليست شعارات كيدية يرفعها من فقدوا مصالحهم بسقوط نظام حسني مبارك.. وإنما هي صرخات صادقة يطلقها بحسرة وألم الملايين من أبناء الشعب المصري الذين كانوا أول من خرجوا إلى ميدان التحرير مطلع عام 2011م رافعين شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.. وها هم اليوم يعودون إلى نفس الميادين رافعين شعار “الشعب يريد إسقاط الاخوان”.
المتأمل للشعارات التي يرددها المصريون وتتضمنها اللافتات المرفوعة في الساحات والميادين منذ انطلاق مليونية “للثورة شعب يحميها” لا يحتاج إلى الكثير من الجهد والذكاء لفهم محتواها الحقيقي، فعندما يخرج الملايين إلى الشارع ويقولون إنهم تحملوا النظام السابق ثلاثاً وثلاثين عاماً ولم يستطيعوا ان يتحملوا النظام الجديد الذي جاءت به “الثورة” لمدة نصف عام، فمعنى ذلك ان التغيير لم يكن للأفضل.
وعندما يخرج الملايين من أبناء الشعب ويقولون إن نظام مرسي الذي لم يمض عليه سوى بضعة أشهر أكثر ظلماً واستبداداً وفساداً من النظام السابق، فمعنى ذلك انهم يتحسرون على النظام الذي أسقطوه بالأمس بأيديهم.
وعندما يصرخون في وجه النظام الثوري الذي صعد على أكتافهم، فمعنى ذلك ان القادم أسوأ..
وعندما يصفون مرسي والاخوان بالثمار الفاسدة التي أنتجها “الربيع العربي”، فاعلم ان ما حدث منذ مطلع العام المنصرم ليس ربيعاً ولا عربياً.
الآن وبعد ان انفضحت عورة مرسي والاخوان على الآخر وانكشفت حقيقتهم في أنهم أسوأ من مبارك واستوعب المصريون الدرس، لم يعد أمام الشعب المصري سوى حل واحد وهو القيام بثورة حقيقية لاجتثاث جماعة الاخوان.
والأمر معني كذلك بالمناطق الملتهبة في البلدان العربية الأخرى.. ومثلما كانت مصر هي “أم الدنيا” وملهمة الثورات العربية وما يسمى بالربيع، فستكون هي أيضاً ملهمة ثورات الشعوب العربية ضد سرطان الاخوان المسلمين.