الأربعاء, 27-يناير-2010
لحج نيوز - لم يتم الاعلان عن الحصيلة النهائية لتفجيرات يوم الاثنين، بالتالي لن نعرف ان دخل الاثنين في جدول الأيام الدامية.. ولغاية كتابة هذه المادة، لم يظهر على شاشات التلفزيون الوجوه التي تظهر بعد كل تفجير اجرامي وتعلن القاء القيض على منفذيها.. ترى لماذا لحج نيوز/بقلم:نرمين المفتي -

لم يتم الاعلان عن الحصيلة النهائية لتفجيرات يوم الاثنين، بالتالي لن نعرف ان دخل الاثنين في جدول الأيام الدامية.. ولغاية كتابة هذه المادة، لم يظهر على شاشات التلفزيون الوجوه التي تظهر بعد كل تفجير اجرامي وتعلن القاء القيض على منفذيها.. ترى لماذا لم يتم اعلان منع التجوال كما حدث قبل اسبوعين وكانت الذريعة بأنه اجراء استباقي بعد ان وصلت معلومات استخبارية عن خطة استهداف لمواقع في بغداد بالسيارات المفخخة؟ لا نملك غير الاسئلة التي لا يملك مسؤول اجوبتها.
في لقاء مع فضائية العراقية يوم الأحد، قال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ بأن الحكومة ستبدأ تحقيقاتها بشأن اجهزة كشف المتفجرات.. وفي رد لسؤال عن امكانية تحويل المقصر الى المحكمة، كان جواب الدباغ بأن الحكومة ستقوم بهذا الاجراء مستبعدا ان ترفع الحكومة دعوى ضد الشركة البريطانية المجهزة للأجهزة التي كشفت الصحافة الغربية عدم كفاءتها، في الوقت الذي تصر فيه وزارة الداخلية على كفاءتها وان الخلل بالذي يستخدمها!! وطبعا لا يتوقع أي شخص جوابا عن سبب (الخلل) بالمستخدم! بينما تم صرف المليارات من ميزانية الدولة، بمعنى آخر، من رزق 45% من العراقيين الذين تحت خط الفقر، لماذا لم يتم تدريب المستخدمين ليكونوا كفوئين وبلا خلل وليتركوا أسئلتهم (هل هناك حشوة في سنك.. هل هناك لابتوب في السيارة.. هل هناك عطر في الحقيبة اليدوية.. وغيرها من الاسئلة)! اول مرة سألني المستخدم عن حشوة سني، تعجبت ان يكشف الجهاز حشوة السن ولا يستطيع من كشف المفخخات.. وضحكت في سري عن اهتمام وزارة الداخلية بصحة فم المواطنين!!
وعودة الى جواب الدباغ والسؤال: هل هناك بنود شرط في العقد ما بين الحكومة العراقية والشركة البريطانية المجهزة في حال اثبات عدم الكفاءة فأن الحكومة العراقية ستطالب بحقها، واصغر حق تعويض اهالي الضحايا واصحاب السيارات والبيوت التي تحترق وتتهدم بفعل التفجيرات.. وشكرا لعضواللجنة الأمنية الذي لم تذكر الفضائيات اسمه واكتفت بتصريحه وهويتهم الحكومة ويحملها مسؤولية تفجيرات الاثنين الشبة الدامي. ثم ماذا يعني جواب الدباع او وزارة الداخلية بأن هذه الأجهزة تستخدم في دول اخرى، اوكما اكد الدباغ في لبنان والاردن والسعودية، مضيفا اي في الدول التي تعيش ظروفا مثل العراق؟ هل هناك دولة في العالم تعيش مثل ظروف العراق، اللهم اذا استشينا الصومال؟ وان كانت تستخدم، الظاهر بأن الذي يستخدمها لا يشكومن خلل!!
لن اطالب الحكومة بالاستقالة.. الحكومة التي ستدخل كتاب غينيس لكثرة اخفاقاتها، وليحتل العراق المركز الأول ليس في الفساد فقط، انما في الاخفاقات.. وتخيلوا ان سعد الحريري اعلن في لبنان يوم حداد وطني على ضحايا الطائرة الأثيوبية التي سقطت في البحر فور اقلاعها من مطار بيروت وكان 54 لبنانيًا من بين الركاب التسعين الذي قضوا في الحادث.. بينما تمر الأيام الدموية في العراق دون ان تعلن الحكومة يوم حداد وتكتفي رئاستها الثلاث ببيانات الاستنكار.
لن اطالب أي سمؤول بالاستقالة، ولن اطالب النواب، اصحاب الجوازات الديبلوماسية والامتيازات بالاستقالة وقد انهوا فترتهم البرلمانية وما تزال الموازنة السنوية موضع خلاف اوكما سربت وكالات الأنباء بأن الموازنة دخلت ضمن الحرب الدعائية الانتخابية.. اقول (حرب)، لأنها فعلا حرب وليست منافسة، حرب ضد المواطن ورزقه وامانه، يومه وغده.
ولن أطالب أي مسؤول بالانتحار، كما يفعل وزراء اليابان حين يموت ياباني واحد بسبب خلل في عمل اجهزة وزارته. ولكن اطالبهم بالتوجه الى الأسواق والمقاهي لسماع رأي الشعب بهم.. هل يعتقد رئيس الوزراء بأنه بأصدار أمر يلغي به قراره السابق والخاص بالتجاوزات على الأراضي والممتلكات العامة سيساعده برفع معنويات الشارع العراقي الذي أصبح يسمي قائمته (دولة التجاوز) بدلاً عن دولة القانون!
لا اعرف كيف ينام مسؤول عراقي قرير العين وهو يسمع الاحصاءات الدولية والعراقية عن عدد اليتامى والأرامل، عدد الذين يبقون بلا بيوت ولا مصدر رزق، عدد العاطلين عن العمل من الشباب الخريجين وغيرهم؟
وسيدخل العراقيون، ايضا، كتاب غينيس الذي دخلوه بصبرهم الذي لا يضاهية أي صبر، سيدخلونه هذه المرة لكثرة أسئلتهم التي لم تجد الأجوبة.. والله اكبر (اشكد نلح بهذي الاسئلة)، اكيد هذا ما يقوله مسؤول ينام قرير العين.
بمراجعة للأرقام التي أعلنتها الحكومات الانتقالية والدائمة وسلطات الاحتلال قبلها عن الارهابيين الذين يتم القاء القبض عليهم، سنتوصل الى نتيجة بأنه لم يبق ارهابي في العالم كله!! مرة اخرى يدخل العراق كتاب غبنيس بأعداد المعتقلين وبانتهاكات حقوق الانسان والتعذيب، وآخر تقرير صدر من هيومان رايتس ووتش يؤكد ان سنة 2009 كانت من اكثر السنوات التي شهدت انتهاكات لحقوق الانسان، وجاء تأكيد من لجنة حققوالانسان في مجلس النواب عن استمرار حالات التعذيب في السجون والمعتقلات العراقية. والآن، لابد من العراق ان يطالب امريكا بأكبر كتاب شكر في التاريخ لأنه وافق على ان يكون الجبهة المتقدمة لحرب امريكا على ما اسمته بالارهاب ولابد للأمريكان ان يقدموا شكرهم بدل اعتذارهم للعراقيين الذين ارتضوا ان يتم تدمير بلدهم لأجل منحهم (عالما اكثر أمانا).
وليست لدي اسئلة للحكومة، حكومة المصالحة الوطنية، التي لا تريد ان تصالح الشعب من خلال مصارحته، ان تفرحه ولو للحظة وتعلن استقالتها ومن ثم تؤكد بأن الخبر كاذب وانها مستمرة في خططها الأمنية.. بس نصيحة ببلاش مو بجمل اللي ما يقبل ينزل من على التل، ترى اعلان الاستقالة ينفع حملة انتخابية، والناخب راح يكول "ايباخ اخيرا حسوا" وراح "انطيهم صوتي لأنهم راح يستقيلون قبيل الانتخابات اللي راح تصير بعد اربع سنوات".. وشر البلية ما يضحك.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 12:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-2407.htm