بقلم / طه العامري -
فيما وسائل الإعلام العربية والدولية تتحدث عن ثروات هائلة يسيطر عليها أعضاء الأسرة الحاكمة لنظام آل سعود سوى التي يتم السيطرة عليها مباشرة من الخزانة العامة من عائدات النفط والغاز كحصص مقررة لكل عضوا في الأسرة الحاكمة أو تلك التي تعود لاعضاء الأسرة مقابل رشاوى وسمسرة وعمولات عن صفقات المشتروات التي يبرمها النظام مع مختلف الشركات الدولية , فأن تقارير عربية ودولية تشير إلى تنامي ظاهرة البطالة والفقر في أوساط شباب ونساء المملكة وأن 4 مليون مواطن على الاقل يعيشون تحت خط الفقر في بلد ممنوع فيها الكثير من الحقوق والحريات الأدمية بما في ذلك ممنوع فيها أن يقول مواطنها ( أنا جوعان) فهذه الكلمة في فهم وقانون نظام آل سعود عقوبتها السجن ..
المعلومات التي تتناقلها وسائل الإعلام الدولية والعربية تشير أن ثروات أمراء آل سعود تبلغ (مئات المليارات )للفرد الواحد ,فيما يحتل أحد الأمراء وهو الوليد بن طلال مرتبة أثراء أثرياء العالم وبعده عمه الملك عبد الله فيما ثروة الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي توفى قريبا بلغت حسب معلومات تسربت من داخل الأسرة قرابة (450 مليار دولار) ..؟
هذا الترف الذي يعيشه أمراء نظام آل سعود بلغ ذروته بشراء الوليد بن طلال طائرة جامبوا خاصة مجهزة بكل وسائل الترف والرفاهية ومنها موقف خاص لسيارته الروزليز الخاصة وحمام تركي وصالة رقص وقد بلغ قيمة هذه الطائرة 500 مليون دولار, كل هذا الترف يأتي على حساب معاناة شعب حيث تجد الاحياء الفقيرة الممنوع الاقتراب منها وتصويرها , وتجد من يعيش في مكب القمامة من ابناء ونساء المملكة التي تعاني من قمع وجشع ولصوصية الأسرة الحاكمة التي تنفق مبالغ خيالية على إثارة الفتن والحروب والصراعات في كل بلدان العالم ومنها الدول العربية التي تتأمر عليها أسرة آل سعود وتدفع مبالغ خيالية لمن ينفذ مخططاتها التأمرية مع أن الأولى بهذا النظام وهذه الاسرة أن تنفق هذه الأموال على مواطنيها الذين يزداد سخطهم بصورة يومية فيما أمراء آل سعود يكتفون بصناعة وتمويل الفتن ضد العرب والمسلمين ويعملون من خلالها على تخويف شعب المملكة بعواقب التغير وثمن الحرية الديمقراطية لدرجة أن الرياض انفقت وتنفق الملايين لضرب وحدة واستقرار اليمن وسورية ومصر ولبيا وتونس فقط لكي تقول لشعبها (شوفوا عواقب من يريدوا الديمقراطية ويطالبوا بالتغير ) ..!!
منظمات دولية خرجت عن صمتها مؤخرا وطالبت نظام آل سعود بمنح الحد الادنى من الحقوق والحريات فيما دائرة الرفض الشعبي تتسع في المملكة ولم يعد الامر يقتصر برفض أبناء المنطقة الشرقية وحدهم , إذ يمتد الحراك الشعبي في كل مدن المملكة فيما الاعتقالات طالت كل النشطاء ومن مختلف الطبقات والأطياف السياسية والفكرية حتى أن التذمر وصل لداخل الأسرة الحاكمة التي يتنافس أعضائها على تحقيق المصالح الخاصة بهم وكل عضوا يبحث عن مصالحه ويسعى قدر الممكن لتأمين وضعه على ضوء المتغيرات التي تعصف بالمنطقة وخوف أعضاء في العائلة الحاكمة من تطور الحراك الشعبي وتمكنه من ضرب مقومات النظام خاصة في أوساط المؤسسة العسكرية والأمنية التي يسعى كل طرف من أطراف النظام الفاعلين إلى استمالة عناصر وكوادر الجيش والامن والتقرب منهم بهدف الاستقواء بهم لمواجهة خصومه من داخل الأسرة في ظل اعتلال الملك وتدهور صحة ولي العهد والخارجية وأمراء المناطق , بمعنى أن الصف الأول والثاني داخل أسرة آل سعود يعيشون في حالة اعتلال وموت سريري وعجز شبه كلي عن أداء مهامهم مما سمح لشباب الجيل الثالث والرابع لخوض معركة صراع وتنافس مكشوف على السلطة والنفوذ وتقرب كل طرف منهم من الإدارة الأمريكية والبريطانية ومراكز صناعة القرار فيهما ناهيكم عن تبنى قطر حملة ترويج وتسويق لبعض أسماء من الاسرة الحاكمة ودعمها لدى الإدارتين الأمريكية والبريطانية وكذا الكيان الصهيوني الذي يحرص على أن يكون له دورا في اختيار حكام الرياض ..ويدور اليوم صراعا مخيفا ومخفيا بين رئيس جهاز المخابرات بندر بن سلطان وبين وزير الداخلية محمد بن نائف على النفوذ في مفاصل الاسرة والنظام وهم معا يواجهون قائد الحرس الوطني متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وهو نجل الملك الحالي الذي يسيطر على قوات الحرس الوطني ويحظى بدعم أهم القبائل في المملكة من التي تشارك بصناعة الحكام وليس القرار ..!!
الحراك الذي تشهده المنطقة بكل تداعياته ودور الرياض فيه وخاصة في اليمن وسورية دفع بعض نشطاء المملكة المطالبين بالإصلاحات إلا تصعيد وتيرة مطالبهم الإصلاحية بطريقة أحرجت النظام وأحرجت حلفائه في الغرب وخاصة واشنطن التي تواجه انتقادات منظمة من فعاليات ومعاهد الدراسات الأمريكية ووسائل الإعلام تتعلق بتساهلها أمام سلوكيات نظام آل سعود القمعية ..غير أن التقارير الدولية التي تشير إلى تنامي نسبة الفقر والبطالة في أوساط المجتمع السعودي دفع النظام الى المزيد من القمع والشراسة في مواجهة النشطاء الذين يكشفون عن هذه المآسي في ذات الوقت الذي زادت فيه الاحراجات على واشنطن التي تواجه استحقاقات حقوقية وإنسانية واخلاقية جراء مواقفها من نظام آل سعود لدرجة أن منظمة ( هيومن ريتش) المقربة من الخارجية الأمريكية خرجت عن صمتها لأول مرة هذا العام وبدأت في تناول نظام آل سعود في تقاريرها وهي المنظمة التي ظلت لسنوات تتجاهل ما يجري داخل المملكة من انتهاكات لكل القيم الإنسانية ..
بيد أن نظام ال سعود الذي يحرم على المرأة قيادة السيارة زاد من غطرسته أنه يجرم كل من يشكوا ويتذمر من مظاهر القمع والغطرسة والتسلط , بل وحسب رأي ناشط سعودي فأن نظامه يجرم كل من (يقول أنا جوعان) أمام عدسات الكاميرا ..باعتبار هذه العبارة تشهير بنظام البلد وجحود في نعمة آل سعود كما حدث بحق الناشط والمدون (الشهري) الذي صور فيلما وثائقيا بكاميراته عن حالة الفقر والفقراء وأحيائهم التي لا تتناسب مع حجم الثروات الهائلة التي تعبث بها اسرة آل سعود ..حتى أن (الشهري) كشف حقيقة مؤلمة تتعلق بعمال النظافة الذي يقبضون (250 ريالا) شهريا مقابل 12 ساعة عمل وهو مبلغ لا يغطي أهم المتطلبات الحياتية للفرد الواحد بل لا يكفي ثمن وجبات الأكل للفرد فكيف أن كان هذا العامل يعول أسرة ويدفع ايجار منزل ..؟ لذ تربط تقارير بين واقع حياتي مؤلم وبين تفشي ظواهر الجريمة والقتل والسطو المسلح الذي بلغ ذروته بالسطو على بنوك في وضح النهار ناهيكم عن جرائم الاتجار بالمخدرات وكل اشكال الممنوعات بما في ذلك تجارة ( اللحم الابيض) التي تنتشر في المملكة بين المواطنيين والوافدين والمقيمين بصورة مرعبة تعكس حال الانهيار القيمي والاخلاقي الذي وصل إليه البعض في دولة تدعي _ مجازا_ أنها محافظة وملتزمة بقيم الشريعة وهي الدولة الأكثر استهلاكا للمشروبات الروحية والمخدرات في المنطقة ناهيكم أن مصحات الإدمان فيها تحتوي على أكثر من ( 120 ألف مواطن سعودي ) يتعالجوا من حالة الإدمان من المخدرات ..؟! للموضوع صلة