بقلم/علي البخيتي -
في اليمن نُفلسف كل شيء ونعيد تعريفه ونتبحر فيه الى ان نخرجه عن سياقة ونتوه في التفاصيل, الجمهورية جعلناها ملكية لا يُورَث فيها العرش فقط انما يُوَرِث حتى مدير المدرسة ابنه ادارتها في حياته أحياناً, الديمقراطية ثبتت لنا الحكام لعقود أكثر من ثبات ملوك آل سعود, الوحدة نحرناها وجعلنا كل اقليم يستدعي التاريخ البعيد والقريب ليعلن خصوصيته وتطلعه لتقرير المصير, الثورة الأخيرة حولناها الى مغانم ومكاسب ومحاصصات ثورية وانتقامات شخصية وتصفير للذمم, المعارضة كلمة معروفة في العالم ومع ذلك فلنا تعريفنا الخاص بها فاللقاء المشترك يعتبر نفسه معارضة وهو في السلطة وصالح ومؤتمره يعتبر نفسه معارضة وهو في السلطة, فاذا كانوا هم المعارضة من هي السلطة ؟, المشترك أصبح مشتركين, مشترك " الاصلاح والاشتراكي والبعث " ومشترك " الحق واتحاد القوى الشعبية والبعث ", والمؤتمر أصبح برأسين .
حتى القرارات الجمهورية في اليمن بحاجه الى مفسرين وأحاديث رئاسية متواترة ومرسلة أحياناً لتوضيحها, فالقرار أوامر عامة كبعض الآيات القرآنية مثل قوله تعالى " وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ " بحاجة الى أحاديث بعض الصحابة لتبين لنا الكيف والكم وغيرها من الأمور, كذلك قرارات هادي ولبلاغتها فهي بحاجة الى بعض الصحابة في القصر الجمهوري أمثال الاستاذين نصر طه مصطفى ويحي العراسي ليشرحاها لنا بأحاديث آحاد من كليهما, لكنهما تناقضا في تأويلهما.
خرج علينا الاستاذ نصر طه ليقول لنا وبالحرف " إلغاء تكويني الحرس والفرقة لا يستدعي إقالة قائديهما لأن التكوينين أصلاً لم يعودا موجودين من الناحية القانونية " ورد عليه صحابي آخر وهو الاستاذ يحي العراسي بالقول " أن قرارات هيكلة القوات المسلحة لا تعني اقالة قائد الحرس الجمهوري احمد علي عبد الله صالح وقائد الفرقة المدرعة الأولى اللواء علي محسن " .
أقول للأستاذ نصر اذا كان كلامك صحيحاً فما الذي يفعله علي محسن في قيادة الفرقة – وليس قيادة المنطقة - اليوم وتحت أي مسمى ؟ ومن ناحية أخرى اذا عاد أحمد علي و ذهب الى معسكر السواد قبل صدور قرار جديد بتعيينه فبحسب كلامك يجب على هادي أن يعتبره متمرداً, كما أن معنى كلامك أيضاً أن الجنود والضباط وقادة الكتائب منعدمين قانوناً لأنه تم حلهم أيضاً اذ لا يوجد في القرار ما يميزهم عن القادة .
وأقول للأستاذ يحي العراسي اذا كانت الهيكلة لا تعني عزل أحمد ومحسن فلماذا كل هذا التهليل والتكبير لتلك القرارات وكأن هادي حقق معجزة, مشكلتنا ليست في اسم الحرس والفرقة أو في رقم المنطقة التابعين لها أو في لون الميري, مشكلتنا في وجود احمد ومحسن بقوات داخل العاصمة وبأي مسمى, مشكلتنا هي النقاط التي يقيمها الطرفين داخل العاصمة بل وحتى داخل الجامعة والتي تُمتَهن فيها كرامة المواطن ويذكروه يومياً عندما يمر على براميلهم ويقولون له نحن هنا وعلى عينك وفي ضل حكومة ثورة ورئيس جديد ومع ذلك ارفع يديك لنفتشك .
فخامة الرئيس هيكل الجيش براحتك ونظم حتى صرف الكدم والفرش والبيادات وكل صغيرة فيه وخذ وقتك حتى لسنوات, لكن ما يعنينا نحن كشعب أن بقاء أحمد ومحسن ونقاطهما داخل العاصمة لأشهر أو لسنوات قادمه تعني لنا أنك غير موجود .
" نقلاً عن صحيفة الأولى "
على البخيتي
[email protected]