لحج نيوز -  السفير العراقي في اليمن تنازل صالح عن السلطه جنب اليمن حرب اهلية

الجمعة, 28-ديسمبر-2012
لحج نيوز/صنعاء -
تمتاز العلاقات العربية بأنها متميزة رغم كل ما يروج عنها خلاف ذلك، وما يميز العلاقات اليمنية العراقية هو أنها ذات روابط متينة وعميقة لا تتأثر بعوامل التعرية التي قد تؤثر في يوم ما على ما عداها، ومن المعلوم أيضا أن الجذور التاريخية التي تربط البلدين جعلت الحديث عن إحداها كأنه حديث عن البلدين معا..

مؤخرا عملت بعض وسائل الإعلام على الترويج لمعلومات تفيد بأن نائب الرئيس العراقي السابق "عزت الدوري" متواجد في اليمن، إضافة إلى مطلوبين عراقيين كانوا يعملون مع نظام صدام حسين يتواجدون على أرض اليمن...

كانت صحيفة "اليمن اليوم" التقت سعادة السفير العراقي في اليمن الدكتور "أسعد علي ياسين السمرائي" وأجاب عن هذه التساؤلات.

وإلى الحوار:

في البداية أود الترحيب بكم سعادة السفير إلى هذا الحوار.

ويسعدني كثيرا تخصيص جزء من وقتكم لتشرفنا بالإجابة على بعض من استفساراتنا للوقوف على بعض القضايا المشتركة بين الجمهورية اليمنية وجمهورية العراق.

* سعادة السفير، عام مضى على توقيع اتفاقية نقل السلطة سلميا في اليمن عبر صندوق الاقتراع المتمثل في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أجريت في الـــ21 من فبراير الماضي، كيف ترون مستقبل اليمن في ظل التحديات الراهنة التي تشهدها الساحة اليمنية ؟

-الأمور تسير بشكل طبيعي والوضع السياسي يسير نحو التوافق، كما أن الأوضاع الأمنية تتجه نحو التهدئة، وتم إنجاز المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية. وبقيت المرحلة الثانية، وهي إعادة هيكلة الجيش والأمن وعقد مؤتمر الحوار الوطني، وهناك شبه إجماع وطني على تحقيق هذين الهدفين بما يضمن وحدة وسلامة اليمن . كما أن هناك دعماً واضحاً لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي من الدول دائمة العضوية والدول الإقليمية.

* الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبقبوله التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، هل ترون أنه صالح جنَّب اليمن ما يمكن تسميته إراقة الدماء، وأنه فضل مصلحة الوطن على ما سواها ؟

- نعم.. إن قبول فخامة الرئيس علي عبد الله صالح للمبادرة الخليجية وتنازله عن السلطة جنَّب البلاد الدخول في حرب أهلية كانت تهدد وحدة واستقرار اليمن، وقد تجلت الحكمة اليمانية في هذا القرار التاريخي لفخامة الرئيس والأحزاب التي وقعت على المبادرة الخليجية وآليتها.

* بالنظر إلى كيفية القبول بالمبادرة ما هي العوامل الخارجية التي أدت إلى تعزيز هذه المبادرة ؟

- إن الإجماع العالمي على ضرورة الاحتكام إلى هذه المبادرة لما تحمله من رؤية حكيمة، واتفاق الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن عليها، ساعد إلى حد كبير في تطبيقها والقبول بها، والإجماع العالمي أيضا على أنها المخرج المناسب للأزمة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والمملكة المتحدة.. وغيرها من الدول التي يهمها إخراج اليمن من أزمته وتجنيب البلد إراقة الدماء .

* بعد انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن كيف تنظرون للدور الذي يقوم به، وهل ترون أن العملية السياسية تسير وفق الطريق السليم ؟

- أثبت فخامة الرئيس عبد ربه منصور للعالم أنه يقود سفينة اليمن نحو بر الأمان من خلال اختياره التوقيتات الصحيحة لقراراته الجريئة، وتركيزه الدائم على وحدة الصف وتحقيق التوافق والتأشير على الأخطاء بطريقة ذكية.

* سعادة السفير من المعلوم أن علاقات قوية ومتينة تربط الجمهورية اليمنية بجمهورية العراق، وهناك العديد من مجالات التعاون كان قائما بين البلدين لكنه توقف إلى حد ما خلال السنوات الماضية، السؤال إلى أين وصلت عملية إنعاش هذه العلاقة ؟ وما الدور الذي يتوقع أن يقوم به العراق لمساندة اليمن لاسيما في ظل الظروف التي يعيشها الأخير؟

- نعم العراق واليمن يرتبطان بعلاقات أخوية وتاريخية معروفة وهناك اتفاقيات عديدة وقعت بين الطرفين كان آخرها اللجنة العراقية اليمنية المشتركة التي توقفت أعمالها في عام 2002 وأعيد تفعيلها في 18/11/2012 ، حيث وقع الجانبان على إعادة تفعيل هذه اللجنة والتي يرأسها من الجانب العراقي معالي وزير الزراعة عز الدين الدولة، ومن الجانب اليمني معالي وزير الزراعة المهندس فريد أحمد مجور، وقد أعاد تفعيل هذه الاتفاقية العلاقات إلى سابق عهدها والعراق الآن بصدد تقديم مساعدة بمبلغ خمسة ملاين دولار إلى اليمن الشقيق.

* ما صحة الأنباء التي تتحدث عن تواجد عزة الدوري في اليمن؟

- ليس لدينا جواب على ذلك.

* هل من مطلوبين أمنيا عراقيي الجنسية في اليمن؟

- نحن كسفارة ليست لدينا أي معلومات تخص مطلوبين عراقيين في اليمن.

*كوادر عراقية كانت تعمل مع النظام العراقي السابق يقال إنها متواجدة في اليمن.. ما حقيقة ذلك؟

- هذا السؤال المفروض يوجه للسلطات اليمنية الشقيقة، وحسب علمنا فإن هناك بعض عوائل أعضاء النظام السابق تستضيفهم الحكومة اليمنية الشقيقة، وكذلك وجود عدد من الضباط يعملون كمستشارين ومدربين في الجيش اليمني الشقيق.

*لماذا رفض العراق إطلاق سراح المعتقلين اليمنيين في السجون العراقية؟

- لم يرفض العراق إطلاق سراح المعتقلين اليمنيين، حيث سلم مؤخراً سبعة محكومين يمنيين الشهر الماضي، من أصل خمسة وعشرين، وبقي ثمانية عشر محكوماً بجرائم إرهابية.

* المحكمة العراقية حكمت بالمؤبد على السجينة اليمنية حسناء زوجة أبو أيوب المصري في جلسة لم تتجاوز مدتها 10 دقائق، يقال إن الحكم كان غير عادل؟

- هذه معلومات صحفية غير دقيقة، ومن حق كل متهم أن يوكل محامياً للدفاع عنه، وقد تم تسليم أبنائها الثلاثة إلى ذويهم من خلال سعادة السفير اليمني في بغداد زيد الوريث، وقدمت للسفارة استرحامات من عائلة المحكومة وبعض الجهات الأخرى لفخامة الرئيس جلال الطلباني ودولة السيد رئيس الوزراء، ونحن بانتظار الرد عليها.

* هل من اتفاقيات بين اليمن والعراق لتبادل السجناء؟

- نعم هناك مسودة اتفاقية قدمت من الجانب اليمني الشقيق إلينا، وتم رفعها إلى وزارة العدل، والآن تدرس في مجلس شورى الدولة العراقي، من أجل وضع اللمسات الأخيرة عليها.

* ما حقيقة أن اليمن رفض تسليم بعض المطلوبين للعراق؟

- لم يطلب العراق تسليم أي مطلوب بهذا الخصوص حسب علمي.

* اليمن مرت ولا تزال بظروف اقتصادية صعبة، خصوصا بعد الأزمة التي شهدتها خلال العامين الماضيين، ما الذي يمكن أن تقدمه الحكومة العراقية من مساعدات، لاسيما وأن العراق من الدول الغنية، وهي إحدى الدول الكبرى المصدرة للنفط؟

- العراق يدرس الآن حضور اجتماعات الدول المانحة لليمن الشقيق.

* كلمة أخيرة لسعادة السفير يود توجيهها لأشقائه في اليمن ؟

- لقد أثبتم أيها الأشقاء اليمنيون أنكم بلد الإيمان والحكمة، من خلال الحل السلمي وتجنيبكم العباد والبلاد ويلات الحروب والدمار، وإننا ننظر إلى التجربة اليمنية بعين الفخر والاعتزاز، التي حفظت لليمن وحدته واستقلاله، ولو قارنت بين ما عرف بثورات الربيع العربي والنتائج التي آلت إليها تلك البلدان، لوجدت أن اليمن قدم أفضل الحلول، وضرب مثلاً رائعاً في الخروج من الأزمات، ونحث جميع الإخوة المعنيين بالشأن اليمني أن يكملوا مسيرتهم ويعقدوا (مؤتمر الحوار الوطني) بأقرب وقت، متمنياً لهم الموفقية والنجاح، وللشعب اليمني الشقيق الأمن والاستقرار ودوام الرفعة والعزة والمنعة.

كل الشكر والتقدير لسعادة السفير على رحابة صدره واستقباله لنا وتخصيصه جزءا من وقته للرد على أسئلتنا....



اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-24272.htm