الثلاثاء, 08-يناير-2013
لحج نيوز - علي البخيتي بقلم/علي البخيتي -
لكل دولة من دول العالم المتقدم مؤشر لأسواقها المالية غالباً ما يمثل المئة شركة الكبرى على مستوى تلك الدول, يُقاس مدى نمو اقتصادها بناء على ارتفاع أو انخفاض ذلك المؤشر, في الولايات المتحدة يسمى " داو جونز " وفي اليابان " نيكاي " وفي فرنسا " CAC40 " وفي المانيا " DAX " وهكذا في باقي الدول.
في اليمن هناك مؤشر لكن من نوع آخر وهو " مؤشر صنعاء للفساد " ويمثل أكبر مئة فاسد على مستوى اليمن, ومقره في مذبح وتحديداً في الفرقة الأولى مدرع, في هذا المؤشر لا تُتَدَاول الأوراق المالية ولا أسهم الشركات, إنما تتداول فيه أوراق البصاير المفبركة والألغام والمتفجرات والجماجم والمترات وأحياناً الفتاوى الدينية .
عندما يجتمع المساهمون في ذلك المؤشر ويعلنون معارضتهم لأمر ما فمعنى ذلك أن هناك خطر شديد على تلك الشخصيات الفذه .
تداعي بعض الشركاء في ذلك المؤشر وعلى رأسهم علي محسن الأحمر وصالح الضنين وبعض أولاد عبدالله الأحمر على رأسهم صادق وهاشم وزارهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني مباركاً اجتماعهم ومضيفاً اليه لمسة روحانية هم في أمس الحاجة اليها, تداعوا جميعاً ليعلنوا معارضتهم لقرارات هادي الأخيرة المتعلقة بهيكلة الجيش, ما نقص في ذلك الاجتماع هو وجود الرئيس السابق صالح الذي تم اخراجه من ذلك المؤشر, فأسس له مؤشر فساد آخر في شارع صخر, ولازال هذا المؤشر تحت التأسيس, وقابل للاكتتاب فيه وان كانت تنقصه روحانية المؤشر السابق .
لقد أطلق ذلك المؤشر بعض الناطقين باسمه أمثال الحاضري ليهاجموا هادي مسمياً له على سبيل التحقير والتصغير " عبده " في مقال مطولٍ مملٍ أشبه بمجابرة العجائز, متناسياً أنه قاضي في النيابة ولا يجوز له قانوناً التدخل في الصراع السياسي أو العسكري الدائر, لكن ذلك المؤشر لا يعمل وفقاً لأي معايير, لذلك فالخلط بين النيابة والسياسة والأمور العسكرية جائز شرعاً في فقههم .
نحن كمواطنين نستخدم مؤشر " مذبح جونز " ومؤشر " صخر جونز " لكن بطريقتنا الخاصة, فكلما كان المؤشران قريباً من هادي ويباركان خطواته عملياً فمعنى ذلك أن هادي يمشي في نفس خُطى تلك المؤشرات, وكلما عارض المؤشران خطوات هادي كلما كانت تلك الخطوات في صالح الشعب, فالمؤشران والشعب خطان لا يلتقيان .
على الرئيس هادي أن لا يخضع لتلك المؤشرات وفي سبيل ذلك يجب أن تكون قرارات التعيين التي سيصدرها مبنية على معايير واضحة من الكفاءة والنزاهة والخبرة والبعد عن التيارات السياسية والأيدولوجية بالإضافة الى الشهادات الأكاديمية العليا كالدكتوراه والماجستير, فكلما كانت قرارات الرئيس بتلك المعايير كلما قلت فرص تلك المؤشرات في التشكيك فيها لأن أغلب المنتمين الى تلك المؤشرات لا تتوفر فيهم تلك المعايير الموضوعية, أنا هنا لا أدعوا الرئيس الى أن يُقصي أبناء منطقة معينة أو محافظة بعينها إنما أطلب منه أن يختار في كل وحدة عسكرية من يُشار اليه بالبنان على أنه الأكفاء والأنزه والأكثر جدارة والأعلى درجة علمية, وبذلك لن يستطيع أحد أن يُخرج قرارات الرئيس عن سياقها أو يتهمه أنه يقصي أبناء منطقة بعينها .
على الرئيس أن لا يبحث له عن موالين, عليه أن يبحث فقط عن من ولائهم للوطن وللشرعية وللدستور والقانون وهم بالتالي سيكونون موالون له باعتباره رمزاً للشرعية لا باعتباره عبدربه منصور هادي صاحب أبين .

" نقلاً عن صحيفة الأولى "
علي البخيتي [email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-24378.htm