بقلم/ حميد منصور -
ابتداء الدين البهائي دين أنساني يهدف إلى تحقيق السلام العالمي والرفاهية للإنسان عل كل المستويات وفي كل الجوانب والى جعل العالم وطن واحد لجميع الناس بغض النظر عن الفوارق الجغرافية والتنوع السياسي و الاجتماعي والديني والتفاوت الاقتصادي وبناء علاقات إنسانية قائمة على الحب والاحترام المتبادل وصون الحقوق والحريات وهذا من وجهة نظري قيم ومبادئ تحترم وتقدس لا أن يحارب ويضطهد المؤمنين بهذه المبادئ ..
وحقيقة اضطهاد أتباع الدين البهائي في اليمن وإقصائهم من حقهم في المشاركة في الحياة السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية حقيقة مرة وواقع اليم لابد من الاعتراف به والسعي الجدي والصادق من الجميع دون استثناء لرفع معاناتهم جرى الاضطهاد والتهميش و الإقصاء ومعالجة قضيتهم بما يكفل نيل حقوقهم المسلوبة من قبل منظومة الثالوث السياسي المستبد والقبلي الجائر والديني المتطرف الذين تكاملوا في صنع حلقة من الاضطهاد المنهج على الشعب عامة وعلى أتباع الدين البهائي خاصة .
سأتكلم بشكل خاص عن واقع الاضطهاد على أتباع الدين البهائي في اليمن خاصة لكون قضيتهم الوحيدة الغائبة عن الكل والتي لم يتطرق إليها احد رغم إبعادها الإنسانية المعقدة سأستخلص لكم ذلك في ما يلي :
أولا/ تجريد أتباع الدين البهائي من الشخصية القانونية التي تضمن صون حقوقهم الإنسانية وتكفل حرياتهم المشروعة وذلك برفض القوى السياسية الحاكمة في البلاد الاعتراف القانوني بوجود الدين البهائي وهذا يجعل الانتماء لهذا الدين جريمة تستوجب العقاب في نظر القانون وقد هدفت الحكومات قبل الثورة الشبابية وخلالها من هذا الموقف المستبد والمتعنت الرافض بالاعتراف بوجودهم قانونيا إلى إقصاء أتباع الدين البهائي من حقهم في المشاركة في الحياة السياسية وجعلهم تحت رحمت سيفها المسلط على رقابهم تشهره الحكومة متى ما رأت معارضتهم لها وأيضا لابتزازهم بانتزاع موقف مؤيده .
ثانيا /قامت الجماعات الدينية المتطرفة بدورها الموجه بإقصاء أتباع الدين البهائي من حقهم في المشاركة في الحياة الدينية وذلك بإرهابهم و نشر فتاوى تحريضية ضدهم تبيح سفك دمائهم ونهب أمولاهم و اخذ أولادهم ونسائهم مستغلةٍ استضعاف الحكومة لهذه الطائفة وعدم القيام بواجبها لحمايتهم من إرهاب تلك الجماعات الدينية المتطرفة لا تباع الدين البهائي وباقي الأقليات ..
ثالثا/ تم توظيف القبيلة وتسخير الجامعات الحكومية والنوادي الثقافية في شن حرب اجتماعية وثقافية ضد أتباع الدين البهائي وباقي الأقليات الإثنية لصالح منظومة الثالوث السياسي الحكم والجماعات الدينية المتطرفة و المشيخية القبلية تحت مبرر الغيرة على العادات والتقاليد تحت مبرر الغيرة على العادات والتقاليد وذلك لإتمام دائرة إقصاءهم من المشاركة في الحياة بشكل عام بإقصاء تلك الأقليات من حقهم في المشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية وذلك من خلال ترويج الإشاعات والافتراءات والأكاذيب التي تستهدف الجانب الأخلاقي عند أتباع تلك الأقليات وخاصة أتباع الدين البهائي وخلق صورة لهم تستثير وتستفز عدوانية المجتمع اليمني تجاههم ..عقابا لمن اختار الانتماء لذلك الدين وإرهاب وردعا لمن يستحسنه ويفكر في الانتماء إليه ..
ذلك الواقع المرير لعقود من الزمن و المعلوم لبعض الناس والخافي على البعض الأخر إنما جاءت الثورة الشبابية لتزيله.
رغم تجاهل اغلب الثوار لهذه القضية نتيجة لصعوبة المرحلة ولكن هذا لا يعطي المبرر لتجاهله جعلها ضمن أولويات المرحلة ولن نحكم على الثورة وشبابها والقوى الوطنية المشاركة فيها لا سلبا ولا إيجابا حتى نقيم الحجة ..
وانطلاقا من واجبي كوني المنسق العام لميثاق شرف الثورة والذي تضمن العهد شباب الثورة بمعالجة كل القضايا
وعليه أدعو شباب الثورة بكل مكوناتهم الثورية والقوى السياسية بكل توجهاتها ومنظمات المجتمع المدني ادعوهم لتحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه هذه القضية الوجودية والإنسانية وطرحها على طاولة الحوار الوطني وكذا أطالب اللجنة الفنية للحوار الوطني بالمبادرة في إشراك ممثلين عن الأقليات وخاصة الطائفة البهائية المستضعفة في الحوار الوطني القادم إظهارا لحسن نية الأغلبية المجتمعية تجاه الأقلية الاثنية ومدى الاستعداد الجدي في معالجة قضيتهم المصيرية .
[email protected]