بقلم/- د.يوسف الحاضري -
- ما أجمل ما يشاع أو يقال أو يتم وصفه من قبل البعض بقولهم "اليمن الجديد" في ظل إستمرار جميع الأشكال والشخصيات السابقة سواء السياسية أو العسكرية أو الإقتصادية أو القبلية !!! فكم هو رائع جدا مسمى "يمنٌ جديدٌ " تحت ظلال حميد الأحمر وأخوة صادق وتجذرهم أكثر وأكثر على المستوى القبلي "المشيخي" والإقتصادي "الإستثماري" والسياسي "الحزبي" ,,, وكم هو رائع مسمى "يمن جديد" تحت إدارة الرجل الأضعف في الوسط السياسي رئيس الحكومة "السندوة" وشلته من الوزراء الضعفاء والذين خدموا في ظلال النظام السابق عشرات السنين ممجدين وتابعين ,,, وكم هو رائع مسمى "يمن جديد" بعد أن تحول صخر الوجية من رجل شريف "شعارات ومزايدات وتضليل إعلامي وتلاعب بالعقول " خلال حقبة خدمته لحزب النظام السابق وتحوله حاليا إلى فاسد من العيار الكبير والشديد والبغيض بعد أن أستلم حقيبة وزارة المالية ,,, رائع "يمن جديد" في ظل التهيئة لرجوع شخصيات عفى عليهم الدهر "كالعطاس والبيض وشلتهم" التي وإن كانت بداية عهدهم في اليمن الواحد إيجابي إلا أنهم حشروا اليمن أرضا وإنسانا في صراع بقى أثره لليوم عوضا عما نهبوه من ثروات اليمن قبل هروبهم منها ,,, رائع جدا يمن جديد تحت إدارة شخصيات عسكرية عديدة بلغت من العمر عتيا عاثت في الأرض فسادا ونهبت الأموال دون أن يكون هناك مردود على صعيد تدريب الضباط والصف والجنود فأنتقلوا من مناصب سابقة في ظل النظام السابق إلى مناصب جديدة في ظل ال"اليمن الجديد" ,,, رائع جدا مفهوم "اليمن الجديد" والذي أصبحت فيه مفهوم الحرية مجردة تماما من أخلاقيات الدين وآداب العادات وتوجيهات التقاليد المجتمعية وكل شيء في ظلاله مباح وبلا حدود أو عيوب بل أن العيب أصبحت كلمة ,,, فكفاكم كذبا وضحكا على أنفسكم فنحن الآن سنعيش يمن متأخر ومتخلف وبالفعل سيكون "يمن جديد" ولكن من الزاوية السلبية ,,, يمن جديد على المستوى الأرض من تشطير وتفكك وإنقسامات وفيدراليات تصل لخمس دويلات ,,, يمن جديد على المستوى العقائدي المذهبي بعد أن كانت كل المذاهب اليمنية متعايشه بسلام ووئام مع بعضها تحولت الآن إلى متناحرة لم نجد هذا التناحر بين الأديان المختلفة بذاتها ,,, يمن جديد على المستوى القبلي والتعصب الأعمى للشيخ والقبيلة وسعي كل جهة للسيطرة الهوجاء ,,, يمن جديد على مستوى الإنحلال الفاضح والواضح للأخلاق والعادات والتقاليد من زاوية الحريات المطلقة والتي دخلناها بغباء أعمى وإفراط لا متناهي ,,, يمن جديد تحول رجل المال والإعمال من رجل إقتصادي إلى سياسي يهدف للسيطرة على الثروات العامة تضاف لرصيده الخاص تحت مظلة الحقوق الشعبية ,,, يمن جديد يتم تغذيه شبابه إعلاميا وتوجيههم والتلاعب بعقولهم وتضليلهم وإيصالهم إلى أهداف عصابة معينة تستحوذ على كل شيء ,,, يمن جديد إن لم يخضع الحاكم الجديد لأهداف ورؤى شلة معينه فسيتم تحريك الآلة الإعلامية والمالية والشبابية للإطاحه به من منظور "إستكمال لأهداف الثورة" وإدخال الشعب في فوضى متجدده ومتنامية ومستمرة لا نهاية لها على الإطلاق ,,, يمن جديد أصبح فيه الشباب "أمل الأمة والوطن " إلى آلام وعاهات فكرية وعقلية وعبء يُظاف للأعباء الوطنية الأخرى ,,, فمن هذا المنطلق أقولها وأكررها كنا في غنى عن مفهوم مضلل خادع إسمه "تغيير" وكنا في أمس الحاجة "للتعديل" و "التطوير" و "التنمية" و"التصحيح" ,,, فنحن لا نريد " يمناً جديداً" على الإطلاق بهذا المفهوم وهذه التركيبة ,,, فأتركونا نعيش والله المستعان على ما تصفون .
[email protected]