الجمعة, 29-يناير-2010
لحج نيوز - التقدير العام في واشنطن لقرار لجنة المساءلة والعدالة بمنع ترشيح 511 عراقياً للانتخابات التشريعية بدعوى ارتباطاتهم مع حزب البعث هو أنه جاء انعكاساً لتدخل إيراني يهدف إلى خلق موازين القوى لصالح إما مرشحين محسوبين على إيران أو لتأمين أجندات إيرانية، وربما لهذا السبب دعت كل من نيويورك تايمز وواشنطن بوست في افتتاحيتهما قبل أيام إلى أن تتدخل واشنطن مباشرة لأن قرار المنع ليس قرار بغداد وإنما لحج نيوز/كتب:د. حسن البراري -

التقدير العام في واشنطن لقرار لجنة المساءلة والعدالة بمنع ترشيح 511 عراقياً للانتخابات التشريعية بدعوى ارتباطاتهم مع حزب البعث هو أنه جاء انعكاساً لتدخل إيراني يهدف إلى خلق موازين القوى لصالح إما مرشحين محسوبين على إيران أو لتأمين أجندات إيرانية، وربما لهذا السبب دعت كل من نيويورك تايمز وواشنطن بوست في افتتاحيتهما قبل أيام إلى أن تتدخل واشنطن مباشرة لأن قرار المنع ليس قرار بغداد وإنما طهران.
الإنتخابات العراقية المزمع عقدها في السابع من آذار القادم هي ربما الأهم، فالحكومة التي ستتشكل بموجبها ستحدد إلى حد كبير أي شكل من العلاقات تريدها بغداد مع واشنطن، وبالتالي يطرح عدد من المحللين السياسيين في الولايات المتحدة أن الحكومة العراقية القادمة ستقرر أي اتجاه ستسلكه بغداد: فهل ستعزز علاقاتها مع واشنطن أم أنها ستنتبه للداخل خوفاً من الجيران أم أنها ستعزز علاقاتها بطهران، ومن هنا لا تملك واشنطن ترف أن لا تتدخل.
فالمسألة ليست لنصرة من يعتقد أن لهم روابط مع حزب البعث وإنما لاستباق الهيمنة الإيرانية التي تخشاها واشنطن بشكل متزايد. فلا يخفى على أحد أن الأعضاء في لجنة المساءلة والعدالة التي اتخذت القرار تضم مقربين من إيران وعلى رأسهم أحمد الجلبي الذي يتخذ من قضية اجتثاث البعث المنطلق الذي يحكم سلوكه السياسي منذ عام 2003 وهو ما ساهم في اذكاء مقاومة شرسة دفع ثمنها الأميركان والعراقيون.
يمكن لواشنطن أن تتدخل لكن من وراء الستار لتقنع المالكي بأن انتخابات تجري بهذه الأجواء ستعاني من نقص في شرعيتها، ويدرك صناع القرار في واشنطن- حسب تقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية- أنه لا يمكن لأي قائد عراقي أن يظهر وكمن يخضع للمطالب الأميركية ويأمل النجاح في الانتخابات، وبالتالي يطالب البعض من واشنطن أن تطبق ما يسمى بالقوة الذكية (smart power). فواشنطن مهتمة بالأمر لأنه ينعكس على استراتيجيتها في العراق، فأي حكومة ستتشكل بعد السابع من آذار ستترك أثرًا كبيرًا على الطريقة التي ستنتهي بها حرب أميركا على العراق، كما أن طهران أيضا مهتمة لأنها منهمكة في تجميع الأوراق لتوظيفها ضمن استراتيجيتها الإقليمية حتى تتمكن من اجراء المقايضات التي تناسبها في الوقت المطلوب.
وإذا كانت واشنطن وطهران منهمكين في الشأن العراقي ولا أحد يتحدث عن تدخل خارجي، فما هو موقف الدول المجاورة التي ستتأثر هي الأخرى بشكل الحكومة القادمة؟ هل التدخل مطلوب وبأي شكل؟ هذا سؤال لا يطرح في النقاش العام في الدول العربية المجاورة للعراق، إذ تكتفي هذه الدول بالتأكيد على أمر لم يعد يحترمه أحد وهو أن الإنتخابات العراقية هو شأن داخلي، وهذا تعبير عن كسل وعن عجز للاشتباك سياسيًا حتى لا يكون قرار اللعبة السياسية في بغداد في عواصم غير عربية: واشنطن وبغداد.
وربما هنا مناسبة للقول أنه لم تجرِ لغاية الآن أي دراسة جدية عن الوضع العراقي تبين عواقب أي سيناريو قادم وكيف يمكن التدخل ومتى ولماذا؟؟ ولا يمكن الاعتماد على ما تقدمه الصحافة من ترجمات لتقارير غربية أو كتابات سطحية في معظمها لأن هذه هي طبيعة العمود الصحفي، فكان الأولى أن بدأنا منذ أمد بعيد بدراسات حقيقية وجدية عن سيناريوهات وبدائل مع بيان مناقب ومثالب كل من هذه السيناريوهات والبدائل، الغرب يقوم بذلك أما نحن فما زالت عقلية الفزعة مسيطرة!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 01:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-2453.htm