لحج نيوز/بقلم: عبدالملك العصار -
ما هكذا تكون محافظة لحج لأننا لم نكن نتوقع أن تفوح منها روائح الحقد والكراهية من بعض المتطفلين الذين يحاولوا جاهدين جرها وتحويل رائحتها الطيبة الى روائح كريهة .. عودتنا لحج المحافظة على روائح الفل والياسمين والكاذي .. روائح الحب والعشق للأرض .. الوطن.. الصفاء.
لم نكن نتوقع ان تزرع بساتينها الأشواك وتتجاهل القمندان وأغاني الحب والعشق للوطن والشعب والوحدة التي خرجت من بين زهرات تلك الورود.. لحج لوحة العشق والجمال تزينها جبال يافع وردفان التي تعطرنا بروائح البن وتمتع ناظرينا بجمالها الخلاب .. ما هكذا عهدنا لحج المحافظة .. لم نكن نتوقع أن تتحول من قصيدة شاعر لحنها وغناها على أنغام العصافير ثم رسمتها ريشة فنان في جبال يافع وردفان .. لم نكن نتوقع أن تتحول من ترنيمة شاعر الى ساحة للصراع والتناحر .. لم نكن نتوقع ان تولد زنبقة الفل والياسمين العنف أو تأتي روائحها الطيبة بروائح الحقد والكراهية لأبنائها فوق تلك الأرض الطيبة وأهلها الطيبون بطيبة أرضهم لمن نكن نتوقع أن يخرج من بينهم القاتل وقاطع الطريق وهاتك الأعراض .. لا لن نصدق هذا لأننا كرما بأصلنا وأوفياء بطبعنا ونفتخر بشيمنا وشهامتنا ومروءتنا التي مزجت واختلطت بها دماؤنا مع روائح الفل والكاذي والياسمين وتكونت منها قصيدة الحب ومن عرقها نشيدة الأرض تغنى بها شاعر تخالجت عواطفه ومشاعره بطيبة الأرض وحب الانتماء إليها.
لم نكن نتوقع بأن تتحول نغمة القصيدة إلى أصوات الرصاص والبنادق او تتحول روائح البن والفل والياسمين والكاذي الى روائح تنبعث من إطارات السيارات المحترقة على الشوارع والأرصفة !!.. لماذا نستبدل أمننا بالخوف والفزع.؟!.
لماذا تحولت ساعات الفرح الى مأتم ؟!. . لماذا استبدلنا كرمنا وشهامتنا ومروءتنا بأخلاقيات قطاع الطرق والهجامة وهاتكي الأعراض والقتلة.؟!.. ما هكذا نحن وما نفعله اليوم يسيء الينا والى مروءتنا في صفحات التاريخ التي كتبت عنا أجمل العبارات.؟!.. نخرب مصالحنا العامة بأيدينا ..لماذا نعبث بأشيائنا .. هل خاننا التعبير ؟.. ام صدقنا ما يملى علينا من قبل أولئك حتى ولو كانت تعبئتهم لنا تعبئة خاطئة.
صحيح إننا نعاني وحقوقنا مهضومة ومسلوبة في ظل تجبر المترفين في الأرض الذين أمتلئت كروشهم وانتفخت بحقوق الأيتام والمساكين وعلت قصورهم على أنقاض حقوقنا .. لكن ما هكذا نعبر وما هكذا نفعل فإذا كان الدخلاء علينا مصابين بالهستيريا والصرع وجنون البقر وانفلونزا الخنازير والطيور وحمى الجمرة الخبيثة يجب ان نبتعد عنهم ونبعدهم عنا وعن أطفالنا ومنازلنا وعن الأرض التي تراقصت رمالها لفرحنا .. هؤلاء مصابين بداء ومرض خبيث وهم الان يبحثون عن أماكن يتصارعون فيها وعلى حسابنا نحن أبناء لحج بل واتسع نشاطهم الى كثير من المحافظات التي قدمت الكثير من القامات السامقة من أبنائها الأبطال الذين ناضلوا وارخصوا أرواحهم ودحروا الانقليز ثم جددوا نضالهم حتى قامت الوحدة اليمنية وعادت اللحمة والتأمت الجراح هل نعود بعدها الى تحطيم هرم المجد الذي بنيناه وآبائنا حتى تحقق الحلم وتمتعنا بحرية الرأي والتعبير وحقوقنا كفلها دستور دولة الوحدة .. معتقداتنا تقول ان الجسد الواحد لا يمكن فصله أو تجزئته مهما كانت المغريات .
تعيش لحج حرة أبية شامخة بشموخ جبالها عطرة بروائح البن والفل والياسمين والكاذي لتعطر سماء الوطن.
[email protected]