بقلم / عبدالكريم المدي -
الكهرباء مفصولة ، الكهرباء رجعت والتلفزيون احترق .. أما الغسّالة فقد ارتعشت للمرة الأخيرة قبل انتهاء عمرها الافتراضي بـ 10 سنوات.
مصدر رسمي في وزارة الكهرباء:" تعرضت صباح اليوم خطوط نقل التيار الكهربائي لعمل تخريبي في منطقة "الدماشقة" - محافظة مأرب ..في البرجين (419، 460) ..والداخلية تحدد هوية المخربين وتصدر بهم تعميماً وتوزعه على بقية كواكب المجموعة الشمسية" .
"المؤسسة العامة للكهرباء تعبر عن أسفها للأعمال التخريبية التي تتعرض لها خطوط نقل التيار الكهربائي بشكل مستمر وتحذر من أن يؤدّي إلى التدمير الكامل للمنظومة الوطنية للطاقة.. وتطمئن المواطنين بأن فريقاً من المهندسين هرع للمكان ..وبات الوضع تحت السيطرة ، رغم منع المواطنين له من الاقتراب من أماكن الأعطال" .
مصدر أمني ..في "مأرب" يؤكد تعرض أنبوب النفط للتفجير في منطقة "صرواح "من قبل مجهولين سبق وأن تم التعميم بهم بدون رحمة..

ووزارة الاتصالات تعتذر لمستخدمي شبكة الانترنت من انقطاع الخدمة عن محافظات أبين ومأرب وشبوة والجوف.وبقية المحافظة-إن شاء الله -بكره..دورها..ولكنها تعتذر بطريقة الدفع المسبق..

صرح مصدر أمني مسئول في الداخلية عن مقتل (15 ) شخصاً نتيجة نزاع على أراضي جوار كوكب عطارد والأمن يطارد القتلة الفارين في سطح القمر جنوب خط الاستواء.

اللجنة العسكرية تسمى المجرمين الذين حاولوا إفشال مؤتمر الحوار الوطني،في" جولة النصر" لكنها تعجز عن ألقاء القبض عليهم .. رغم تحديد أماكن تواجدهم ..الذي يتمتعون فيه بأوقات سعيدة بعد أن قاموا بمهمة البروفة الجيدة.. والقادم أجمل..

مصدر مسئول برئاسة حكومة (الوفاق الوطني) يؤكد إلتزام رئاسة الحكومة بإنجاح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. لكن ما لهاش دخل بمؤتمر الحوار الوطني " وبمخرجاته...

الأحزاب السياسية اليمنية الفاعلة تتعاطف مع الفقراء والجوعى الذين يزدادون كل يوم بالآلاف وتنصح البقية "بـطلبة الله" في الشوارع وعلى الأرصفة وإذا ازدحمت فإن عليهم.. وفي أقرب وقت ممكن.. التوجه إلى حدود الشقيقة الكبرى" فهناك .."لا يشبع جائع ولا يستر عاري ولا يسلم شرف أو عرض.

أرجو أن لا أكون مبالغاً أو مسرفاً في نقل أبرز عناوين الأخبار المألوفة ..الرسمية والشعبية حول الأوضاع في بلدي والتي تمثل قطرة من المحيط الأطلسي ، مقارنة بما يدور على مستوى الساحة الوطنية في كل لحظة وثانية من فشل وانكسارات ومآسي وهزائم وقتل وتفتت قيم وانحلال أخلاق وانهيار مقومات حياة وتفشي لأوبئة الكراهية "والصرع" السياسي والنخبوي.

كم هي الشعارات والأغاني والأناشيد الوطنية التي كنا نسمعها.. والمتعلق بعضها بعدم تجاوز "الخطوط الحمراء"..
تذكروا معي" فقط " كم كنا نسمع " الكبيررررررررررر" يقول ويرددّ : "الفاسدون.. الفاسدون لن ندعهم يواصلون في نفخ كروشهم وتجاوز الخطوط الحمراء" ..! وكم كنا نسمع شعارات لدعاة الدولة المدنية ..الجدد ..الذين دوّخونا بها.. وبتأكيدهم ..بعدم السماح بالاستمرار في طريق الفوضى أوالاستمرار في تجاوز هذه "الخطوط الحمراء ..هذه " بنت الكلب "
ومطالب الشباب الثائرين -أيضا- ضمن هذه الخطوط... ومعاهدين الله في كل خطبة أنهم لن يسمحوا لكائن من كان من أن يثنيهم عن تحقيقها..
ونهب المال العام هو الأخر أصبح ـ منذ حين ـ "خطاً أحمراً" لن يتجاوزه أحد..
والشعب اليمني "خط أحمر" لن يقف أمامه "أحمر" ولا "أبيض" ولا "برتقالي "ولا" بنفسجي "ولا رمادي "ولا "تشلوني ولا تطرحوني" ولا أي أحمر عين مهما كانت شدة حمرتها..!
ما يعني أننا كلنا صرنا "خطوط حمراء" في "حمراء" .. !!

إذن نوّروني -أرجوكم- ما الذي يجري ، أم أنه صار عندنا ما يشبه عمى الألوان؟ وهل هم بالفعل يقصدون اللون" الأحمر" بشحمه ولحمه.. أم الأبيض أم الأسود ، أم أن الألوان عندهم تبدّل جلودها كالأفاعي والحراب...؟

في الواقع لقدكتبنا على هذا اللون المهم من بين الألوان بالموت..وقطّعنا كل خطوطه وحظوظه وفرصه في الحياة والإستمرار في تأدية وظيفته.. ومعه كل قانون وقيمة وعهد ومعنى وفضيلة.. ولم يعد هناك شيء لم يدمّر أو يتم تجاوزه وسحقه ونفيه وإذلاله ونهبه والالتفاف عليه والتنكر له ..

عموماً لن أضيف مواجعَا أكثر لهذا سأختتم وأقول .. إعتذاري الشديد لك أيها اللون الأحمر المقاوم ..البطل.. الذي أساءنا استخدامك كثيراً وشوهناك كثيراً..

..ولمؤتمر الحوار دعائي الصادق بالنجاح .و"لو هي بلبن"..

ولكم جميعاً أمنياتي بالسلامة ..وللكهرباء طيلة العمر والوقوف فوق الأبراج حتى وإن ماتت طاقتها.. فالتمت كالأشجار
الشامخة الواقفة..أهم شيء لاتسقط للأرض." ولا تقلق علينا لأن "فوانيسنا" جاهزة معبأة ب"السليط"..

وللمشائخ مممن هم خارج القانون..ومعهم المعطّلون والمزوبعون من قيادات الأحزاب.. دعواتي المخلصة عليهم بوابل من الشهب الرصد... تتولاهم من السماء.
ودمتم بخير ،،،