السبت, 30-مارس-2013
لحج نيوز - طه العامري بقلم/ طه العامري -
ثمة حكاية تقول أن رجلا وهو يتغدى "أختنق" ب" اللحمة" أي وقفت "اللحمة " في " زوره" أو "بلعومة" سموها ما شئتم المهم أن الراجل وبعد أن فرغ من أزمته "لعن الجزار" وكال له كل "الشتائم" وحمله سبب المشكلة باعتبار أن " الجزار" لم يعرف يمارس مهنته ويذبح بطريقة صحيحة ..؟؟
حكاية ذكرنا بها الأخ وزير المغتربين السيد / مجاهد القهالي الذي لم يجد ما يبرر به جرائم نظام آل سعود بحق المغتربين اليمنيين سواء إن الأخ الوزير حمل وسائل الإعلام اليمنية سبب المشكلة والأزمة بل واتهم الإعلام اليمني الحر بأنه كان وراء إغلاق ما اسماه " باب التفاهم " مع نظام " أل سعود" .. طبعا الأخ الوزير معذور فهوا كغيره من وزراء الحكومة بل والمسئولين اليمنيين الذين يدينون ب" الولاء" لنظام " العهر والتخلف في الرياض" وبالتالي لا يجروا الأخ الوزير باتهام آل سعود بالجريمة التي تعكس وتعبر عن فشل الأخ الوزير والحكومة وكل الجهات اليمنية المعنية بحماية سيادة اليمن وكرامة اليمنيين وهو فعل لا يقوى عليه أي مسئول ولا أي حكومة يمنية خاصة أن كان الخصم هناء هو نظام " آل سعود" الذي ترزح سجونه بقرابة " 45 ألف مواطن يمني " فيما هناك أكثر من " 20 ألف مغترب يمني " تم طردهم بطريقة لا يتم التعامل بها مع " الحيوانات الشاردة " ..!!
كان الأحرى بالأخ الوزير أن يكون صادقا وهو الذي اتحفنا بتصريحاته النارية وتنظيراته عن آفاق التعاون المرتقب مع نظام آل سعود وأنهم " قالوا له " و" صرحوا له " و " أبلغوه" ..هكذا كان يقول الوزير القهالي لوسائل الإعلام المحلية منذ تولى حقيبة الوزارة واعدا بمرحلة جديدة سيعيشها المغترب اليمني في بلاد " آل سعود" .. لكن اتضح أن الوزير كان يقول كلام "سفسطائي" غير مسئول بدليل أن تكذيبه جاءا من ذات النظام الذي مدح فيه كثيرا ولذا لم يجروا الوزير على قول الحقيقة بل راح يبحث عن كبش فداء ولم يجد غير الإعلام الذي كشف جرائم آل سعود ليصب عليه جام غضبه .. شخصيا أنا لا ألوم الأخ الوزير لأني عارف ومتيقن إنه لوا قال الحقيقة لما بقى وزيرا في الحكومة التي تشكل بإرادة " آل سعود" ومباركتهم بعد أن صارت اليمن مجرد " إقطاعية" لهذه الأسرة الحاكمة في الرياض أو بمثابة " اسطبل لعربدتها وغطرستها ..
كنت اتمنى من الأخ الوزير أن يكون شجاعا ويقول للشعب اليمني ولضحايا الغطرسة " السعودية" الذين تمتهن كرامتهم ويهان شرفهم ويعاملوا بطريقة أدنى من تلك التي يعامل بها أمراء أل سعود " الحيوانات في حدائق أوروبا وأمريكا ..
ثم لماذا ؟ وفي هذا التوقيت أقدم " نظام آل سعود " على هذه الخطوة بحق المغتربين اليمنيين فيما يصرحوا للإعلام إنهم " يدينوا كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار اليمن" ..؟!!
ومن يزعزع أمن واستقرار اليمن ليس سواء نظام " آل سعود " وهذا الفعل والسلوك لنظام آل سعود ليس وليد اليوم له أكثر من نصف قرن .. نعم منذ نصف قرن ومصائب اليمن الأرض والإنسان هي صناعة " أل سعود " بامتياز ..!!
ومع ذلك وأعود وأقول لماذا اختار نظام " آل سعود " هذا التوقيت ليقوموا بجريمتهم التي يندى لها جبين الإنسانية بحق المغتربين اليمنيين الذين لا ذنب لهم هو أنهم صدقوا أنهم يعيشون في كنف اشقائهم وشركائهم في الجغرافية والدين والهوية , أن الطريقة التي يعامل بها المغترب اليمني في بلاد نجد والحجاز وخاصة خلال الأيام الماضية والتي تزامنت مع بدء انطلاق مؤتمر الحوار وكذا مع مواصلة القوات السعودية بالزحف باتجاه الأراضي اليمنية على الحدود وقضم المزيد من الأراضي اليمنية واستحداث نقاط عسكرية جديدة لجيش آل سعود وداخل الأراضي اليمنية وفي ظل غياب أي رد فعل رسمي يمني تجله العربدة السعودية وتجاه الممارسات السعودية الاستعمارية بحق اليمن سواء تعلق الأمر بالمغترب الغلبان على أمره , أو تعلق الأمر بالأرض التي تستولى عليها القوات السعودية فيما الحكومة اليمنية والدولة اليمنية بكل مؤسساتها لا تجرؤ على مجرد الاعتراض بل أن وسائل الإعلام التي تكشف جرائم آل سعود غدت بنظر وزير المغتربين الشبب وهي من هانت المغتربين ورحلتهم ومزقت جوازاتهم وداست عليها أمام العباد .. !!
أن قدرا من الخجل مطلوب وأضعف الإيمان أن يشعر المغترب اليمني والمواطن أن لديه دولة ومؤسسات ومسئولين يحمون سيادة الوطن وكرامة المواطن , أمام غطرسة نظام آل سعود وملعون أبوه الرزق أن كان سياتي على حساب كرامة شعب وسيادة وطن واليمن لم تكون عبر تاريخها بحاجة لنظام آل سعود ولا لغيره بل كانت ولا تزل اليمن قادرة أن تعيش بكرامتها وسيادتها مرفوعة الرأس والهامة دون أن يهان مواطنها أو تسلب أراضيها مع كل طلعة شمس وبشكل ممنهج .. ومع كل ما سلف نحتاج لأن نجيب على سؤالنا السابق وهو لماذا اختار نظام آل سعود هذا التوقيت ليقوم بمثل هذه الممارسات والتي تدل على أن لهذا النظام " أجندة" خاصة يريد تمريرها في سياق الحوار الوطني بدافع ربما تخفيف الضغط عن " طابوره الخامس" ومرتزقته بالأصح الذين يحتلون مكانة الصدارة في الخارطة السياسية والاجتماعية في اليمن ..!!
والمؤسف حقا أن نجد طاقم السفارة اليمنية في الرياض والقنصليات وكل الجهات المعنية بحماية المغترب اليمني والمصالح اليمنية في السعودية نجد كل هولا " موظفين لدى وزارة داخلية آل سعود" وبكل سفور وشفافية ووقاحة ..!!
والمغترب اليمني لا يجد من يستمع إليه في السفارة ومكاتبها وقنصلياتها والسبب أن كل هولاء يستلمون رواتب من نظام آل سعود مثلهم مثل المسئولين عليهم في صنعاء لا فرق وبالتالي فأن لهذا المواطن رب يحميه وينجيه من شرور وعجرفة وغطرسة نظام مستبد يعامل ابناء اليمن بطريقة دونية لم تعامل بها " الحيوانات" ..
أعرف أن لنظام آل سعود مخطط يراد تمريره عبر الحالة الراهنة في اليمن لكن أنا على يقين بصعوبة هذا لأسباب قد لا يدركها نظام آل سعود وسدنته في صنعاء وهي اسباب جوهرية تضع علاقة اليمن بنظام آل سعود على مفترق طرق بل أن الإرادة الشعبية اليمنية لم تعد تلك التي عرفتها الرياض طيلة العقود المنصرمة والهاجس الأمني الذي يسيطر على صناع القرار في الرياض لا يعطيهم ذريعة لمزيد من إهانة اليمنيين والتعامل معهم بطرق غير اخلاقية وغير إنسانية ولا يقرها شرع ولا دين ولا أخوة ولا شراكة بل هي طريقة تنم عن عقدة شعور بالنقص لدى صناع القرار السعودي وخوف يصل لدرجة الذعر من القادم المجهول وهو قادم لا محالة ولن يخطئ طريقه فقط علينا الانتظار .. لكني أقول صادقا لمسئولينا ولمن وضعهم الله في صدارة صناعة القرار في بلادي أقول لهم أن شعبكم أبقى لكم ووطنكم ولن يبقى لكم نظام آل سعود وأن لم تقفوا مواقف وطنية شجاعة وصادقة فأنكم إلى المزبلة عاجلا أو آجلا فالتاريخ لن يرحمكم مهما قدمتم وسردتم من تبريرات واعذار هي أقبح من ذنوبكم ..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-25158.htm