بقلم/منصور النقاش -
وساطة وزيري الدفاع والأمن في حل مشكلة التقطعات التي قام بها توفيق عبد الرحيم ومسلحيه الأسبوع الماضي لناقلات النفط القادمة من عدن الى تعز يبعث الحيرة والتساؤلات هل أخفقت أهم وزارتين سياديتين في البلد في التعامل مع المشكلة وفق مقتضى القانون والإجراءات الأمنية المفترض إتباعها لدى كلا من الجيش والأمن ؟. صحيح أن الصلح خير ولكن أن تفقد الدولة هيبتها بما في ذلك سلطتي الجيش والأمن واستخدام هذا الأسلوب العُرفي في حل المشاكل يعود بنا إلى القبيلة التي لا تلقي اعتباراً لقوانين الدولة ولا رجالاتها وبالرغم من إن هذا الأمر يكرس سلوكيات تتنافى تماماً مع واجب الدولة المناط بها إلا أن المشكلة لا تكمن في ضعف الأجهزة الأمنية فحسب بل لأن هذه الحادثة وقعت في تعز ولم تقع في سنحان أو خولان أو حاشد حيث عرفت هذه المناطق بقانون العرف والأحكام القبلية وأنها لا ترجع إلى الدولة في شؤونها ,وبالتالي لو أن الحادثة وقعت في هذه المناطق لكان الأمر ليس بهذه الغرابة أما تعز ..المحافظة التي تتصدر السلوك المدني ويعول عليها أن تكون عاصمة الثقافة اليمنية كما تم اعتمادها رسمياً فتبدو الصورة غريبة وتقدم تصوراً مزعجاً للمستقبل خصوصاً لدى المدركين لطبيعة الأمور إذ يعتبر الأسلوب الذي أتخذه توفيق عبد الرحيم في الوصول الى بغيته عبر التقطع للناقلات وأيضاً الحل الذي تم من خلاله الإفراج عن ناقلات النفط المحتجزة يلقي ظلالاً شاحباً على هوية الحالمة تعز وبهذه الصورة يعد تكريساً لمفهوم ورسالة من السلطة القبلية التي تجثم على صدر صنعاء بأنها انتصرت وقبيلت تعز بعد أن كانت مهددة بغزو المدنية القادمة من تعز وتمدين القبيلة ؟ هل يراد لتعز أن تصبح صورة من حاشد وتوفيق عبد الرحيم نسخة من أبو راوية كما تهكم بذلك أحد المتابعين للأمر هل هذا الحل هو خلاصة المدنية المنشودة يا تعز ؟
كل شيئ مقبول إلا قبيلة تعز