بقلم/ راسل عمر القرشي -
هل تناسى من يَّدعون اليوم بأنهم علماء الإسلام وحراس الدين أنهم ملاقو ربَّ الإسلام وربَّ الدين؟!..
هل يعتقد هؤلاء بأن الله الواحد الأحد الكبير المتعال سيقول لهم عند لقائه بهم: أحسنتم بأقوالكم وأفعالكم التي حرضتم من خلالها على تقاتل المسلمين بعضهم ببعض واستعنتم باليهود على تدمير أبناء دينكم وقرآنكم ودستوركم الواحد؟!..
هل دعواتكم المتكررة لتقسيم الأمة وشتاتها وتمزيقها وخلق الكراهية والأحقاد بين أبناء شعوبكم هو من الإسلام؟..
يا هؤلاء: ألم يقل الرسول الكريم «إن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من قتل أمرئ مسلم».. فما لكم كيف تحكمون؟!
ـ إسرائيل اليوم تقصف سوريا ، أرض الإسلام وموطن الرسالات السماوية، وعلماء الإسلام حماة وحراس الدين يباركون ويهلّلون ويكبّرون..، بل ويذهب أحد علماء الإسلام اليوم وبكل بجاحة ليقول “نريد من أمريكا أن تقف وقفة لله مع السوريين كما وقفت مع الليبيين”!!..
تناسى هذا العالم أن أمريكا التي يريدها أن تقف وقفة لله مع السوريين ضد النظام السوري المسلم والشعب السوري المسلم الذي يحارب ماكينة الإرهاب الأمريكية والصهيونية العالمية هي من تحرّض وتدعم إسرائيل لقتل أبناء فلسطين المطالبين باستعادة دولتهم وأرضهم المسلوبة والمهانة ومقدساتهم المغتصبة!..
آآآهٍ يا ربي هذا عالم الإسلام وحارس الدين يستنجد بأمريكا ويدعوها لأن تقف وقفة لله ضد سوريا وشعبها المسلم..، بل والأشد إيلاماً أن يأتي عالم مسلم آخر ويقول “إن الملائكة تقاتل مع الجيش الحر في سوريا”!..
هذا العالم المسلم الذي يُعلّم الناس أمور دينهم ودنياهم يقصد بالملائكة هنا إسرائيل، فهل هناك بؤس أكثر من هذا الذي نعيشه اليوم!
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس.. ونبرأ إليك مما يقوله هؤلاء الذين يزعمون بأنهم علماء الدين.. علماء الإسلام..
ـ سوريا تواجه اليوم دعاة الإرهاب، الذين تكالبوا عليها من كل حدبٍ وصوب..، تواجه آلة القتل الإرهابية التي دمّرت العراق وأحالتها خراباً..
هذه امرأة يمنية حازت على جائزة السلام العالمية الممنوحة من أمريكا والمجتمع الغربي الذين يرون في الإسلام والمسلمين عدوهم ومنبع الإرهاب نراها اليوم وهي تدعو إسرائيل باسم السلام إلى تدمير السلاح السوري!..
عرب ولكن لو نزعت قشورهم
لوجدت أن اللب أمريكانُ
هذه هي حقيقة عرب اليوم المتمسحين زوراً بالإسلام، نراهم يقبّلون أقدام أمريكا وإسرائيل ويستعينون بهما لقتل إخوتهم وتدمير أوطانهم وتدنيس مقدساتهم!..
أنا يا حبيبة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب
ـ ما يجري اليوم في سوريا وصمة عار على جبين العرب والمسلمين إن كان هناك عرباً ومسلمين أصلاً.. ما يجري في سوريا يكشف سوأة العرب وما وصلوا إليه من تخاذل وذل وهوان وخنوع..، بلغ حد الانبطاح، فلا كرامة ولا شهامة ولا عزة ولا نخوة عربية..
فأين هي العروبة والشام تُستباح..، أين هي الشهامة العربية وإسرائيل وتحالف الإرهاب يقصف سوريا؟!
ومع كل هذا الجنون الإرهابي ستبقى سوريا عصيّة على كل لغات التآمر والإرهاب.. ستبقى رمزاً للصمود والتحدي العربي الرافض للركوع والذل..، وستبقى حكايتنا الأجمل التي لا نهاية لها..
ومن يتآمر على سوريا اليوم سيلعنه التاريخ وستشهد عليه قبور الفاتحين العظماء وعلى رأسهم صلاح الدين الأيوبي..
ستشهد عليهم مآذن المساجد التي تدمّر على يد من يدّعون بأنهم مسلمون..
سلام من صبا بردى أرقُ
ودمع لا يكفكف يا دمشقُ
فلكِ السلام سوريا.. ولا نامت أعين الجبناء المتآمرين على أرض السلام.
[email protected]