لحج نيوز/كتب/:أبو رعد -
في غفلة من التاريخ.. تبوأ كثير من الأقزام مناصب إدارية عُليا في الدولة، لكن كثيرون منهم استطاعو أن يطوّرو من أنفسهم.. واستطاعو أيضاً.. أن يتغلبو على جهلهم المُطبق بطرق كثيرة.. منها الاحتكاك بالمثقفين.. والسياسيين.. وقادة الرأي.. ونُخبة المجتمع في شتى المجالات، بالإضافة إلى طرق أخرى كمُمارسة القراءة والإطلاع.. والإبحار في تاريخ في تواريخ قيادات كبيرة.. برزت في المجتمعات، مع أنها لم تجد طريقاً للمدرسة.. وأصبحت تلك الشخصيات.. يُشار لها بالبنان.. والتاريخ هو من يؤكد ما كتبته.
وفي المُقابل، فهناك أقزام استطاعو بلحظات مُعيّنة أن يتبوأو مناصب عُليا في الدولة، إلاّ أن تفكيرهم لا يزال محدود وضيق، ولا يتعدى الأُطر القبلية التي خرجو منها، ومن أولئك الأشخاص عبدالغني حفظ الله جميل محافظ محافظة صنعاء، الذي هبط كمظلي على كرسي المحافظة التي يعاني الكثير من أبناءها من الجهل المستفحل في شخصية المحافظة.. ذلك المحافظ الذي لا يزال يدور في فلك القَبْيَلة والطقوس المرتبطة بها من التحكيم والهجر والمحدعش.. ومربوع المحدعش، والأثوار والعقاير... ووو.. إلخ.
يوم صدر قرار تعيينه كمحافظ للمحافظة.. أُصيب أبناء المحافظة بصدمة كبيرة ربما لم يفيقو منها بعد، فالرجل يتهمه كثيرون بأنه لا يحمل أدنى مؤهل، سوى الثانوية التي قدمها لمكتب الخدمة المدنية عند توظفيه.. وهي مؤهله الأعلى الذي يطعن في شرعيتها أبناء المحافظة بحسب البيان التي تلقيت نسخة منه.
للمحافظ مع المشاريع الخدمية في المحافظة قصص مضحكة مبكية في نفس الوقت، سأروي لكم إحداها.. وهي قصة الطريق الذي لا يخدم سوى المحافظ وحده، فقد قام بشق وتعبيد وزفلتة أكثر من 3 كم في منطقة جبلية مقطوعة.. لا يستفيد منها سوى حضرته، وهي الطريق التي كبدت خزينة المحافظة مئات الملايين من الريالات.
ومن تلك القصص أيضاً.. قصة المروحية التي هبط بها بإحدى قرى مديريته لتلبية دعوة لتناول الغداء، ولإضفاء طابع أهمية المحافظ المروحي.. ولا مانع من الهنجمة بالمرة.
أما بالنسبة لتوزيع الدرجات الوظيفية في المحافظة، فهي لا ترتبط مطلقاً بالمفاضلة والمؤهلات، لكنها ترتبتط بمعايير أخرى منها المحسوبية والوساطة والمناطقية التي قذفت بأميين لتبوأ إدارات عُليا بالمحافظة، ولن أنسى هنا الإشارة إلى أبناء عزلته (أي المحافظ) الذين تحولو وبقدرة قادر.. من رعية إلى مقاولين لمشاريع المحافظة.
الأمانة تُحتم عليّ هنا، أن أذكر الشيء الوحيد الذي يعاني المحافظ من حرمانه منه، وهي الجوقة الإعلامية التي تدور في فلك المسؤولين.. وتُسبح بحمدهم ليل نهار، لكن المحافظ لم يعثر على تلك الجوقة، التي لن تجد ما تكتب عنه من إنجازات المحافظ الجرانديزر.
أما اليوم فقد بيات سقوط المحافظ وشيكاً، ولا يحتمل أي تأخير، فقد دشن أبناء المحافظة صباح اليوم اعتصاماً مفتوحاً للمطالبة برحيله، فهل سيتحقق ذلك فعلاً؟.. أم أن المحافظ سيستخدم نفوذه القوي.. في كلاً الجانبين، وأقصد هنا جانب المؤتمر الشعبي العام الذي يعتبر قيادي فيه.. وجانب علاقاته التي توصف بالكبير بمشايخ قبيلة حاشد، وخصوصاً علاقته بأبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.