الجمعة, 31-مايو-2013
لحج نيوز - عبدالكريم المدي بقلم / عبدالكريم المدي -
الإشادات باليمن وبالطريقة اليمنية في الأتفاق وتجاوز الأزمة الحادة التي عصفت بالبلد تتوالى تباعا إقليميا وعربيا ودوليا.

حينما أسمع وأقرأ العديد من الأخبار والمقالات والتصريحات وعبارات الثناء التي يرددها البعض والتي تشيد بالحكمةاليمنية.أعترف..من طرفي أنني..بقدرما أحس بالغبطة..أو العيش في عالم متخيل غير الذي أعيشه واقعا..أحسّ - أيضا- بالألم والحيرة والإشفاق على سذاجة البعض ومايصاحب ذلك من إنفتاح كامل لكل نوافذ وأبواب رأسي التي تتلقي وابلا من التساؤلات المتقافزة إليها،الأمر الذي يجعلني أشعر معه أن رأسي وصدري سينفجران لكثرة تلك المعارك والصراعات ..

وحينما أسمع الثناءوالإعجاب بالحالة اليمنية ..وأنا المواطن اليمني الذي يعيش على هذه الأرض (المحسودة).. أتساءل : هل نحن - حقّا- موضع إعجاب المواطن في أميركا وفرنسا واليابان وبريطانيا والسويد والإمارات العربية المتحدة وغيره ؟

هل حقّا ينطبق علينا إعجاب المواطن الكندي الذي يعيش في مدينة "منتريال" ونحن الذين نعيش في صنعاء.حيث نمضي في اليوم الواحد (20) ساعة بدون كهرباء ومن شهرين إلى (6)أشهربدون مياه من المشروع الرسمي - هذا إن وجد ؟

وهل نستحق " حقّا "إعجاب المواطن في أبوظبي والشارقة ودبي والفجيرة وخور فكّان؟ ..وأكثر من نصف سكّان اليمن يذهبون لأسرّة النوم ولا يجدون ما يأكلون ويسدّون به رمقهم؟ ومع هذا العالم مصرّ على الإعجاب بنا..

وهل نحن - بالفعل - موضع إعجاب الجندي والضابط في البحرية الأميركية أوالبريطانية؟ ..فيما العديد من جنودنا في بعض الألوية يتمردون على قياداتهم..بل ويقومون ببيع المعدات والأسلحة للقبائل التي ما أنفكت تحاصرهم.. أوللجماعات الإرهابية ؟ (اللواء الثالث مشاه جبلي المنحل بمأرب إنموذجا) ومع هذا العالم مصرّ على الإعجاب بنا..!!

وهل نحن بالفعل موضع إعجاب أعضاء مجلس العموم البريطاني - مثلا- أو البرلمان الياباني الجديدين..؟

في الوقت الذي فيه أعضاء برلماننا قد نسوا متى كانت آخر مرة ترشحوا فيها للإنتخابات البرلمانية ..؟

ناهيك عن كون نسبة كبيرة منهم أميّين ولا يحملون حتى شهائد المتوسط ..كما أنهم غير متفقين - أيضا- على ( تقرّط العافية)وإدارة فشلهم وجهلهم وتقاسم المخصصات والمصالح وغيره..

ومع هذا العالم مصرّ على الإعجاب بنا..!!
على الصعيد الشخصي لا أدري حقيقة ما الذي يغريهم للإعجاب بنا..ونحن الذين نتضوّر جوعا ويموت الكثير من مواطنينا على الأرصفة وقارعات الطريق وفي الأسواق ..من دون أي إحساس أو قيمة..اضف إلى ذلك أن النساء والاطفال يعرضون أنفسهم في أسواق الرقيق في الخليج وغيره.؟

ولا أدري - ايضا - ما الذي يغريهم في الإعجاب بنا - كما نعتقد- في الوقت الذي فيه نجد مدارس العاصمة صنعاء تبدأ بتسريح من تبقّى من طلابها المتسكعون في الطواريد والساحات ..في تمام العاشرة صباحا..؟

ومع هذا العالم مصرّ على الإعجاب بنا..!!

ولا أدري ما الذي يغريهم للإعجاب بنا وقد تحولات جامعاتنا إلى مقرّات لبعض الأحزاب ومعسكرات لتدريب مليشياتها..؟

ومع هذا ما نزال مصرّين على "مخدّر" عبارة ( العالم معجب بنا)

بالله عليكم كيف سينال أي شعب في الأرض إعجاب الآخر وهو الذي يموت مواطنوه جوعا ويشربون مياها ملوذثة ولا يجدون مستشفيات يتلقون فيها العلاج ولا أمن يعيشون في ظله ولا تيار كهربائي يضيىء ظلام ليلهم ونهارهم ويشغل معاملهم ومصالحهم وإقتصادهم الهزيل ..؟

وكيف سيعجب العالم بشعب ينادي أبناؤه بالإنفصال هنا وهناك ويحرقون منازل ومصالح بعضهم بعضا ؟

وكيف سيعجب العالم بشعب وحالات القتل فيه.. بسبب وبدون سبب.. قد صارت سهلة وشبيهة بإصطياد السمك في حوض ماء أو بركة سباحة حيث يشعر معها القاتل بالمتعة وليس بالخوف أوحتى التردد عن القيام به..؟! ومع هذا العالم معجب بنا..

كما أنني لا ادري على أي فضيلة سيعجب بنا العالم وتصرفات كثيرة قد أستولت على ما تبقّى من ذرة إيمان أو خوف أو تبصّر فكري وأخلاقيّ ..؟

افتوني ..!أيعقل أن يعجب إنسان سويّ بقوم يدمرون خطوط الكهرباء وأنابيب النفط والغاز وشبكة الألياف الضوئية بمعدل (3-5) مرات في النهار ومثلها في الليل؟

أيعقل أن يعجب العالم بأناس أو شعب يشيع الطائفية والمناطقية ودعوات الإنفصال والقتل والكراهية والعمالة ؟

أيعقل أن يعجب العالم ببلد يستقبل مختلف أنواع الأسلحة المهربة التي تكفي لقتله في فترة وجيزة والكافية - أيضا- لتحويلة إلى وكر وسوق مغلقين لمافيات الفساد والقتل والنهب والعمالة..؟

أيعقل أن يعجب العالم بأحزاب وجماعات حولت البلد إلى خزان يتدفق منه الإرهاب والموت والجهل وسوء الإدارة وكتم الحريات ونهب الثروات والإبتعاد كليا عن العمل بآليات وقيم حقوق الإنسان العالمية؟

أيعقل أن يعجب العالم بشعب صار من نوافل ووسائل التقرب فيه إلى الله خطف الصحفي والمثقف والمهندس والطبيب والسياسي والناشط والسائح ..؟

أي يعقل أن يعجب العالم بمجتمع يسمح لنفسه أن يعيش تحت رحمة الفوضى وقطاع الطرق وطوابير العملاء !!

وهل ممكن بالفعل أن يعجب العالم ببلد فيه كل مقومات الثراء ومع هذا تعاني موازنته من عجز يفوق ال( 682) مليار ريال..ينتظر المساعدات وما ستجود به منظمات ك "الأم تريزا" وجمعيات خيرية لشيوخ وشيخات الخليج التي تديرها المخابرات الأجنبية وغيره ؟

لا مزيد من التعرّي ..
سأكتفي بهذا ..

دمتم بخير..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-26139.htm