لحج نيوز/وكالات - تصاعدت حدة التوتر في مختلف المحافظات المصرية خلال الساعات القليلة الماضية مع وقوع اشتباكات في عدة مناطق بين مؤيدين للرئيس المصري محمد مرسي والمعارضين له أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 7 قتلى وإصابة العشرات بينهم ضابط بالجيش.
فقد لقي 7 مصريين حتفهم مساء أمس، في اشتباكات وإطلاق نار بين معارضين ومؤيدين للرئيس المصري محمد مرسي في ثلاث مناطق بمحافظة الجيزة . وقال مصدر أمني إن 50 شخصاً على الأقل أصيبوا أيضاً في هذه الاشتباكات. وأضاف المصدر أن هناك عدداً من المصابين حالتهم خطيرة لإصابتهم بالرصاص. وحسب شهود عيان تحول ميدان الكيت كات في محافظة الجيزة، مساء أمس، إلى حرب شوارع بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي وجرى تبادل إطلاق الخرطوش وغلق كل الطرق المؤدية للميدان. وتبادل أنصار ومعارضو محمد مرسي إطلاق النار واشتبكوا في الجيزة والقاهرة ومدينة بنها، بحسب مصادر أمنية. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن الاشتباكات بدأت على مشارف الجيزة في الوقت الذي قام فيه أنصار الرئيس مرسي بمسيرة باتجاه جامعة القاهرة، مشيرة إلى أن عدداً من الأشخاص أصيبوا عندما تبادل الجانبان الأعيرة النارية . وقال شهود عيان إن 35 شخصا أصيبوا في إطلاق رصاص على المؤيدين للرئيس محمد مرسي في ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة. وأصيب 15 شخصا بالرصاص في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين بمنطقة امبابة ووقف مجموعات من البلطجية تحمل الأسلحة النارية والبيضاء لمنع وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين.
كما أطلقت مجموعة من مناهضي الرئيس مرسي النار على خصومها في مدينة بنها الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمال شرق القاهرة . ثم بدأت المجموعتان التراشق بالحجارة، بحسب المصدر . وقال شهود عيان إن 42 شخصاً من الطرفين أصيبوا خلال الاشتباكات وحاولت قوات الشرطة الفصل بين الطرفين. وحسب الشهود، أحرق معارضو الرئيس مرسي أثناء الاشتباكات مقر حزب الحرية والعدالة ببنها. وفي الإسكندرية ، أعلن الدكتور عمرو نصر مدير هيئة الإسعاف بالإسكندرية عن إصابة 33 في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للدكتور مرسي غرب الإسكندرية أغلبها بطلقات خرطوش بمختلف أنحاء الجسم، وتم نقلهم إلى المستشفيات لإسعافهم.
وفي السويس ، قال شهود عيان إن الاشتباكات وقعت عقب وصول مسيرة مؤيدة للرئيس مرسي، قادمة من أحد المساجد، إلى منطقة المثلث التي يتجمع فيها معارضو الرئيس ما تسبب في وقوع اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن سقوط 6 مصابين، بينهم ضابط بالجيش الثالث الذي يتمركز بعض قواته بالمدينة. وأضاف الشهود أن بعض الإصابات جاءت بطلقات نارية، وجرى نقلهم إلى المستشفى، دون تحديد مصدر إطلاقها وانتماءات المصابين.
واتهم مصطفي السويسي، منسق حركة “تمرد” المعارضة للرئيس بالسويس، أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق النار تجاه المعارضين. وفي المقابل اتهمت جماعة الإخوان بالسويس معارضي الرئيس بأنهم من قاموا بالاعتداء عليهم. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الجيش حول إصابة أحد ضباطه.
وفي مدينة الإسماعيلية القريبة منها وقعت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمرسي، وسمع أزيز أعيرة نارية في محيط حي “الخامسة” بقلب المدينة، فيما لم يتبين مصدره على الفور، كما لم يتبين سقوط قتلى أو جرحى.
أما في مدينة الفيوم جنوب غرب القاهرة فشهد ميدان المسلة وسط المدينة اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمرسي أمام مقر حزب الحرية والعدالة الحاكم، حيث أطلقت الأعيرة النارية بكثافة من الجانبين ما أدى إلى إصابة 34 شخصا، تم نقلهم إلى مستشفى الفيوم العام.
وذكر مصدر طبي أن الحالات مستقرة، وهم 7 مصابين بطلق ناري، والحالة الثامنة مصابة نتيجة السقوط من دور علوي.وأحرق مسلحون مجهولون، مساء الاثنين، مقرًا فرعيًّا لجماعة الإخوان المسلمين، في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية (شرق دلتا نيل مصر)، مسقط رأس الرئيس المصري محمد مرسي.
وفي السياق ذاته، قال أحمد جودة، مسؤول جماعة الإخوان المسلمين بجنوب الشرقية، إن هناك هجوماً منظمًا من قبل فلول النظام البائد (في إشارة إلى أتباع الرئيس السابق مبارك)، يستخدمون البلطجية وكل أنواع السلاح في اعتداءات ممنهجة على مقرات الإخوان والحزب.
وحمّل جودة قوات الشرطة المسؤولية الكاملة عن هذه الأحداث، لافتاً إلى تقاعسها عن أداء واجبها في حماية مقراتهم السياسية.
وفي محافظة الدقهلية (وسط الدلتا) أغلق معارضون مجلس مدينة بلقاس بالسلاسل الحديدية، ونظموا مسيرة طافت العديد من الشوارع حاملين 7 نعوش لأعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان الذي كان مرسي أحد قيادييها قبل أن يستقبل عقب فوزه في انتخابات الرئاسة.
الأمر ذاته قام به معارضون في محافظة الشرقية (شرق الدلتا)، حيث أغلقوا ديوان عام المحافظة بالسلاسل الحديدية، ومجالس مدن كل من، أبو حماد، منيا القمح، بلبيس، أبو كبير، كفر صقر، فاقوس، ديرب نجم، الزقازيق، والوحدة المحلية بإحدى القرى.
أما في محافظة الغربية (وسط الدلتا) التي شهدت مواجهات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي في الأسبوع الأخير، فقد قام عمال شركة “غزل المحلة” (إحدى أكبر شركات الغزل والنسيج في مصر) بوقف ماكينات مصانع الشركة عن العمل والخروج قبل انتهاء الدوام بساعات للمشاركة في المظاهرات الحاشدة التي دعت إليها المعارضة.
وأغلق المحتجون مجلس مدينة المحلة بالسلاسل الحديدية، وكذلك مجالس كل من مدن طنطا، وبسيون، وكفرالزيات.
وشهدت محافظة المنوفية (دلتا النيل) الأمر ذاته، حيث قام معارضون بإغلاق كل من ديوان عام المحافظة، ومجمع المصالح الحكومية، والتأمينات، والنيابة الإدارية، والتأمين الصحى، ومجالس المدن والمركز.وفي محافظة الأقصر (أقصى جنوب مصر)، أغلق معارضون ديوان عام المحافظة بالسلاسل الحديدية، معلنين العصيان المدني حتى رحيل الرئيس مرسي.
من جهة أخرى ، بثت قناة الجزيرة مباشر مصر التلفزيونية لقطات ظهر فيها جنود مصريون يتدربون على القتال المتلاحم دون سلاح في شوارع مدينة السويس المطلة على البحر الأحمر عند مدخل قناة السويس الجنوبي أمس.
وقال مسؤولون مصريون إن أمن قناة السويس لم يتأثر بالإضرابات. وشهدت مدن القناة احتجاجات ضخمة مناهضة للحكومة خلال ثورة 2011 وبعدها.
وعلى صعيد آخر، أكد مصدر أمني رفيع المستوى قيام قوات الأمن المركزي بتجهيز مركبات مدرعة ومجموعات قتالية لسرعة التدخل في حالة وقوع أي اعتداءات على المتظاهرين، أو حدوث اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي في ميادين القاهرة والجيزة. وقال المصدر إنه تم الدفع بعدد من قوات الأمن بالمركزي ببعض المناطق المحيطة بمقري اعتصام قصر الاتحادية، وقصر القبة لتأمين المتظاهرين والمعتصمين.وأشار إلى أن قوات الأمن المركزي قامت بالدفع بعدد من تشكيلاتها لتعزيز الإجراءات الأمنية بمدينة الإنتاج الإعلامي بـ6 أكتوبر، بعد تردد أنباء عن اعتزام المؤيدين للرئيس مرسي الزحف نحو المدينة. وأضاف أنه تم تعزيز الخدمات الأمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة لضمان سلامة الإعلاميين وكافة العاملين بالمدينة أثناء دخولهم وخروجهم منها.
وتبرأت جماعة الإخوان المسلمين مما وصفته بمخطط يستهدف العدوان على المتظاهرين في ميدان التحرير والاتحادية وإلصاق الاتهام بالجماعة وبالتيار الإسلامي للتحريض ضدهم ونشر الفتنة في البلاد.
وذكر بيان للجماعة “انه نما إلى علمنا أن هناك من يخطط للعدوان على المتظاهرين في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية، ثم ينسبون هذه الأعمال الإجرامية إلى الإخوان المسلمين للتحريض ضدهم ونشر الفتنة في البلاد، والإخوان المسلمون يبادرون إلى إدانة هذا المخطط وهذه الأعمال إن تمت، لأنهم أحرص الناس على دماء المصريين جميعا” |