الأربعاء, 17-فبراير-2010
لحج نيوز - بينما كنت اتجول في احد اسواق العاصمة  صنعاء رن  جرس تلفوني  وكان  محدثي في الطرف الاخر هو اخ وصديق  من اعضاء البرلمان المميزين جدا وتوقفت جانبا لاصغي لحديثه  واذا به يقول  يا صديقي بجواري  وزير ....  ومدير عام ....  وهما معجبان بنشاطك وكتاباتك  ويودان لحج نيوز/بقلم:صقر عبد الولي المريسي -

بينما كنت اتجول في احد اسواق العاصمة صنعاء رن جرس تلفوني وكان محدثي في الطرف الاخر هو اخ وصديق من اعضاء البرلمان المميزين جدا وتوقفت جانبا لاصغي لحديثه واذا به يقول يا صديقي بجواري وزير .... ومدير عام .... وهما معجبان بنشاطك وكتاباتك ويودان التحدث اليك .

سعدت كثيرا ان هناك من يهتم ويتابع كتاباتي رغم انشغالاته الكبيرة ، المهم تبادلنا الحديث الودي وابدى الطرف الاخر تقديره والرغبة في ان نلتقي في اقرب وقت ممكن وقبلت الدعوة وشكرت الوزير والمدير وسافرت الى البلاد وعدت الى صنعاء بعد اسبوع لقضاء بعض اعمالي وتلبية الدعوة الكريمة وفعلا ذهبت اولا الى المدير العام وعند بوابة المبنى الذي يداوم فيه قابلني الحجاب والحرس باكثر من سؤال واخذوا مني بطاقتي لظمان خروجي من البوابة بعد انتهاء زيارتي ، قلت في نفسي انه اجراء طبيعي في ادارة هامة كهذه ومدير مهم كهذا مع العلم انها ادارة مدنية وليست عسكرية .

لكني فوجئت بأن كل تلك الاجراءات ما هي الا لغرض السماح لي بالدخول الى حوش الادارة فقط ولا علاقة لذلك بمقابلتي مع المدير وعند وصولي الى مكتب مدير مكتب المدير كرر الاسئلة ذاتها التي قوبلت بها في البوابة فقلت له مديرك هو الذي طلبني فاذهب وقل له الصحفي فلان يريد الدخول وفعلا ذهب وعاد وادخلني صالة اخرى للانتظار لكنه لم يبقيني فيها بل ادخلني قاعة اجتماعات كبيرة جدا ولا يوجد فيها سواي فجلست وقلت لنفسي يبدو ان المدير يريد ان نناقش في هذه القاعة قضايا هامة وهو لا يريد ان يجلسني بين عامة الناس لاهتمامه بي وقد ادركت ذلك من نبرته في التلفون .

وبعد مرور الكثير من الوقت تبين لي انهم نسوني في القاعة ولم يدركوا وجودي الا عندما جاء صاحب البوفية يبحث عن اقلاص فارغة في القاعة فوجدني وسئلني كما سئلوني من قبله وذهب واخبرهم فتذكروا وجودي ودعيت اخيرا الى مكتب المدير ودخلت المكتب الكبير الفاخر الغير متوفر لدى كثير من الوزراء الذين رأيت مكاتبهم ووجدت المدير يتحدث في واحد من اربعة تلفونات ثابتة كانت امامه ولم يعيرني أي اهتمام وعندما انتهى من التلفون نظر اليا باستغراب وقال هاه ايش معاك ؟

فقلت انا فلان ... فتذكر الموضوع وقال لي ببرود شديد انا دعوتك لاشكر وطنيتك ووحدويتك واحب اقول لك ان التشرذم والتشطير لايخدم احد ، فتلفت يسرة ويمنه بحثا عن الشخص الذي يحدثه لاني لم اصدق انه يحدثني فقد ظننت انه يتحدث الى طارق الفضلي او صلاح الشنفرة وليس اليا انا وقطع الحديث صاحب البوفيه وكان قد احضر كوبا واحدا من الشاي اعتقدت انه لي لكن سرعان ما وضعه القهوجي بجوار المدير وكأني لست ظيفا دعوني هم .

عاد المدير وقال لي أي خدمات ثانية وكأنه قد اغرقني بخدماته ، تبسمت وقلت شكرا كثيرا يا سيادة المدير واكثر الله من امثالكم فبكم ترفرف راية الوطن وبكم ينمو اقتصاده وتترسخ وحدته ، وطلبت منه ان يبلغ الوزير اعتذاري لعدم قدرتي على مقابلته وانا اقلد التثاقل فيما انا في الحقيقة احاول ان احافظ على بقايا من كبريائي ولسان حالي يقول هذا المدير كيف الوزير يغنينا الله من المقابله .

مع العلم ان المدراء والوزراء ليسوا جميعهم سواء فهناك وزراء ومدراء غاية في التواضع والخلق .


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 03:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-2744.htm