لحج نيوز/حوار:يحيى البعيثي -
*- ماحدث في اليمن أمتداد لنفس الثقافة والقوى والادوات التي شنت الثورة المضادة ضد المشروع الوطني لثورتي26سبتمبر و14أكتوبر ..
*- عدم وجود شخصيات أجنيبة في مؤتمر الحوار..يعتبر شكل من أشكال التحرر من الوصاية الدولية..
*- فريدم هاوس..معناه الحرية وهو في الاساس يسوق لمشاريع أستبدادية جديدة..
*- عدن أحتضنت الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة..وصنعاء أحتضنت ودعمت القوى الوطنية في الجنوب..
*- يجب أن نقف الى جانب كفاح الشعوب العربية ضد مشروع الفوضى الهدامة..
*- يخطأ من يضن أنه يخدم اليمن وهو يتعاطف مع مشاريع التفكيك..
*- مشروع الاسلام السياسي لا توجد لهم فكرة وطن..أنما خليفة يتم الدعوة له في المساجد يوم الجمعة..
*- الاخوان المسلمين في عام1946م بعدن وافقوا على مشروع توطين مسلمين الكمنولف.. وتصدت لهذا المشروع التيارات الثقافية ذات البعد الوطني والقومي..
*- الاخوان المسلمون في مصر كان لديهم أستعداد التخلي عن سيناء لمشروع دمجها بفلسطين..
*- من يحكم ليبيا مجموعة من أمراء الحرب المستبدين الذين ياخذون الاتاوات من الناس..*- في مصر من الذي يمارس الارهاب ويقتل الناس ويدمر مراكز الشرطة ويحرق المنشاءات..قال الكاتب والمفكر/احمد محمد الحبيشي أن الفدرالية يمكن أن تعزز الوحدة .وأن الشكل الحالي للدولة لم يعد ينفع لا شمال ولا جنوب . ويرى أن هناك قوى حولت الوحدة الى مشروع للأثراء .وأرتكُبت جرائم من قبل الذين خطفوا الوحدة بعد حرب 94 وهم ليسوا وحدويين اصلاً ولم يكونوا من المناضلين من اجل الوحدة ولكن وعلى مدى 19عام بعد حرب 94 تكدست اوضاع غير طبيعية .دولة ووحدة مشوهة ونظام مشوه .وبالتالي لا بد من تصحيح وجه الوحدة وتصحيح شكل الدولة.
ولفت رئيس مجلس أدارة مؤسسة14أكتوبرللصحافة - رئيس التحرير .أن ما يحصل الان في اليمن هي ثورة مضادة لثورة 26سبتمبر و14أكتوبر .هي امتداد للثورة المضادة التي بدأت بعد قيام ثورة 26سبتمبر ظهرت عدة مشاريع .منها مؤتمر خمر ومؤتمر الطائف وكثير من المشاريع التي استهدفت تجويف ثورة 26سبتمبر تفريغها من مضامينها .التآمر على ثورة 14أكتوبر تعرضت لمؤامرات خطيرة جداً سواءً اثناء قيام الثورة والكفاح ضد الاستعمار او بعد استقلال الشطر الجنوبي من الوطن . وفي تصوري ان الخيوط والمنطلقات والشبكة واحده لقوى الثورة المضادة وان ما يجري اليوم هو امتداد لنفس الثقافة ونفس القوى والادوات التي شنت الثورة المضادة ضد المشروع الوطني لثورة 26سبتمبر وثورة 14أكتوبر.
مؤكداً أن هناك من يريد ان يقسم العالم العربي كله ، وهناك من يعتقد انه شاطر في التحريض والتهييج ضد سوريا والدور لا شك سياتي عليه فيمابعد . فاذا قسمت سوريا سيقسم العراق وبعد العراق ستقسم السعودية .
وأضاف الاستاذ/الحبيشي في المقابلة التي أجرتها معه قناة أزال الفضائية أواخر شهر سبتمبر الماضي : أن فريدم هاوس وهومعناه بيت الحرية .هو اصلاً يسوق لمشاريع استبدادية لأعادة انتاج الاستبداد باسم الحرية .الفوضى هي الاستبداد .الان من يحكم ليبيا مجموعات من امراء الحرب المستبدين الذين يأخذون الاتاوات من الناس .تفاصيل أكثر في التالي:
أصدقاء اليمن
* أستاذ/احمد في البداية كيف تقرأ الواقع اليوم ؟.- لا يمكن أن تتقدم عجلة الحياة بدون أن تتقدم عجلة التنمية،ولا يمكن أن تتقدم عجلة التنمية بدون الأمن والاستقرار .والأمن والاستقرار هنا له أوجه عديدة .سياسية ،علمية ،اجتماعية..فالحقيقة نحن نعيش الان فوضى شاملة تكاد تكون جزء من مشروع الفوضى الهدامة التي بشرت بها(كندليزا رايس)في العام2008م.على طريق أعادة صياغة ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد.وتم أطلاق الفوضى ولم تنجوا بلادنا منها. نحن نعيش الان فوضى سياسية. فوضى امنية. فوضى شامله.وهذا أنعكس على توقف عجلة التنمية.صحيح هناك برنامج استثماري للدولة. وهوبرنامج متواضع جداً .وتوجد مشاريع يجري تسويقها عبر اجتماعات دول المانحة. وكما يبدوا أن ذلك ضحك على الدقون. مجرد أن اسمع السفير الامريكي في صنعاء يناشد الدول المانحة بان تفي بالتزاماتها لليمن. دليل أننا دخلنا مرحلة حرجة جداً. بينما هم اصلًاً رتبوا لهذه العملية و الفوضى في اليمن واوجد مثل هذه الاطر (أصدقاء اليمن)ومنذ عام 2012م عندما بدأ تنفيذ المبادرة الخليجية و حتى الآن عُقدت الدول المانحة عدة اجتماعات،من الواضح اننا لم نحصل على ما تريده اليمن وما يريده الاقتصاد الوطني اليمني ،بل نسمع الان انه حتى مؤتمر الحوار الوطني يواجه مشكلات التمويل .الدول التي رعت مؤتمر الحوار الوطني و تعهدت بتمويل اعماله و بالتالي الوصول الى مخرجات تساعد اليمن على الخروج من نفق الازمة ويبدوا ان حتى مؤتمر الحوار لم يحصل على التمويل وهو تمويل بسيط . قياساً الى ما تحتاجه التنمية من مشاريع كبيرة.
أخضاعها للوصاية
* كيف نفسر ان امريكا والغرب في الوقت الذي هم يقولون بأنهم سيدعمون اليمن كانوا وراء حكايات هذه الفوضى ؟.- واحدة من آليات مشروع الفوضى الهدامة .خلق حالة من عدم الاستقرار داخل البلدان التي يتجه إليها هذا المشروع واخضاعها للوصاية الدولية ووضعها تحت أمرة الدول الخارجية التي تدير هذا المشروع .ومشروع الشروق الاوسط الجديد .في دول تمكنت الان من أن تستقل عن هذا الوضع في دول .وضعت بعد ما يسمى ثورات الربيع العربي وضعت تحت طائلة السيطرة الخارجية و الا ملاءات والهيمنة الخارجية وهي عودة الى مشاريع الاستعمار القديم وهناك دول بدأت تتحر مثل جمهورية مصرالعربية. فثورة 30 يونيو هم رفعوا 25يناير التحرر من الهيمنة الخارجية .
حركات التحرر الوطني
* الهيمنة الخارجية معروف فيما مضى أي استعمار له ادوات الان يلاحظ ان الاستعمارالجديد له ادوات آخرى و يستند الى الاسلام السياسي والاخوان المسلمون اعتقد هم الوسيط ما بين الدول الغربية وايضاً تنفيذ مشاريع لمصلحة هذه الجماعة؟.
- الآن واحدة من اهداف السياسات الاستعمارية الجديدة هي الانتقام من حركات التحرر الوطني و القومي التي حققت استقلال بلدانها ومنع هذه البلدان من ان تسير على طريق التطور والاستقرار والتنمية المستقلة وبالتالي منع قيام تكتلات تقوم على مشاعر وطنية او قومية او مشاعر حتى ومصالح اقليمية .وعلى سبيل المثال دول مجلس التعاون الخليجي يعتبر تكتل اقليمي ناجح .له عقيدة سياسية مستمدة من مصالح وثقافة دول المنطقة .هناك مشاريع في شمال افريقيا وفي اسيا ومشاريع آخرى في العالم العربي .هم يريدوا منع او تكثيف المنابع التي تغذي التوجه نحو الوحدات الاقليمية ونحو المشاريع السياسية التي تقوم على التضامن الاقليمي او القومي او الوطني .مشروع الاسلام السياسي لا وطن له .والحقيقة التاريخية تؤكد بانه لم يكن هناك وجود لدولة بل كان هناك وجود خليفة يتم الدعوة له في المساجد يوم الجمعة. ففي الخلافة الاموية والخلافة العباسية والخلافة العثمانية لم تكن قائمة على دولة مركزية بل كلها كانت عبارة عن دول ملوك وطوائف .لا اريد ان اتحدث عن مجازرالعباسيين في حق الامويين ومجازر العثمانيين في حق العرب . جيش السلطان سليم الاول عندما دخل مصر واحتل القاهرة قتل 16الف مصري في يوم واحد .هذا الكلام يقوله (المؤرخ الجبرتي).
شكل التضامن العربي
- وتابع المفكروالصحافي الكبير احمد الحبيشي حديثه قائلاً: الان الهدف الرئيسي بالنسبة لنا كأمة عربية ان نوجد شكل من اشكال الوحدة العربية سواءً في شكل التضامن العربي أو في شكل تعاون اقليمي عربي يمهد الى تعاون أكبر . أما الاخوان المسلمين لا توجد لديهم فكرة الوطن .وبكل بساطة ممكن يبيعوا سيناء للفلسطينيين .وحماس تعرف فلسطين بانه وقف لكل المسلمين .والاخوان المسلمين يعرفوا العالم الاسلامي انه وقف لكل المسلمين .وعلى سبيل المثال عام1946م .عندما طرح الاستعمار البريطاني في عدن مشروع دمج عدن بالكمنولف كان هناك مشروع سلخ عدن من اليمن ومن العالم العربي .يعني طمس عروبة عدن وطمس يمنية عدن وبالتالي توطين مسلمين الكمنولف في عدن كان معظم الدول الاجانب من الكمنولف من الهند والفلبين واندونيسيا وماليزيا وتركيا وغيرها من الدول طرحوا مشروع توطين مسلمين الكمنولف . وتصدت لهذا المشروع التيارات الثقافية ذات البعد الوطني والقومي . حينئذ الاخوان المسلمين لا اريد ان اتذكر مشائخهم الله يرحمهم أيدوا هذا المشروع باعتبار ان ليس للاسلام وطن .وان عدن وقف لكل المسلمين .ما عندهم البعد الوطني والقومي .وبالتالي هم ممكن يبيعوا سيناء لمشروع دمجها بفلسطين وتتحول غزة وسيناء هي فلسطينية والتي ناظل الشعب الفلسطيني .وهكذا فكرة الوطن ليست موجودة عند الاسلام السياسي لأنه يعيش في وهم دولة الخلافة . وهم يدركون تماماً أن هذا الوهم غير قابل للتحقيق لأنه بعد اتفاقية عام 1664م التي تقول بعدم جواز التعدي على سيادة أي دولة عدم جواز الغزو وعدم جواز الفتوحات. وبعد توقيع هذه الاتفاقية ظهرت الدولة الوطنية وظهرت الدول القومية وبعد ذلك جاءت عصمة الامم المتحدة والقانون الدولي وبالتالي لم تعد هناك أي امكانية الآن لأي دولة ان تعتدي على حدود دولة اخرى . وهم يعرفوا ذلك ولكنهم يغذوا هذا الوهم عند الاسلام السياسي وبالذات الاخوان المسلمين لانهم يريدوا ان يستثمروا هذا المشروع الاسلامي السياسي مشروع دولة الخلافة لتفتيت الهويات الوطنية لتقسيم الدول العربية والاسلامية.
الثورة المضادة
* هم يستعينوا بالإخوان المسلمين واتفاق لتجزئة الوطن العربي والاسلامي .السؤال كيف السبيل لتفويت هذه الفرصة ؟.- انا لازلت اقول ان ما يحصل الان في اليمن هي ثورة مضادة لثورة 26سبتمبر و14أكتوبر .هي امتداد للثورة المضادة التي بدأت بعد قيام ثورة 26سبتمبر ظهرت عدة مشاريع .منها مؤتمر خمر ومؤتمر الطائف وكثير من المشاريع التي استهدفت تجويف ثورة 26سبتمبر تفريغها من مضامينها .التآمر على ثورة 14أكتوبر تعرضت لمؤامرات خطيرة جداً سواءً اثناء قيام الثورة والكفاح ضد الاستعمار او بعد استقلال الشطر الجنوبي من الوطن . وفي تصوري ان الخيوط والمنطلقات والشبكة واحده لقوى الثورة المضادة وان ما يجري اليوم هو امتداد لنفس الثقافة ونفس القوى والادوات التي شنت الثورة المضادة ضد المشروع الوطني لثورة 26سبتمبر وثورة 14أكتوبر .نحن بحاجه الان الى احياء المشروع الوطني لثورتي 26سبتمبر و14أكتوبرهذه هي الثورة اليمنية الحقيقية التي لا يجوز ان نكذب على الناس وأفتعال ثورات آخرى .ومن يريد ثورة عليه ان يعود الى هذه الثورة وأن يعود الى تاريخ واهداف هذه الثورة التي لم تتحقق حتى الان.
حاضنة في مرحلة الكفاح
*عدن كانت في ما مضى من الاوقات حاضنه لكل المناضلين الذين كانوا يأتون من الشمال ومن مختلف المناطق؟. - صنعاء في الستينات ايضاً كانت حاضنة .عدن كانت حاضنه فعلاً في مرحلة الكفاح ضد الامامة باعتبار كانت الامامة العقبة امام تطور الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة امام تطور المجتمع اليمني. كانت عدن الشعب التاريخ والجغرافيا كانت هي الحاضنة للحركة الوطنية اليمنية المعاصرة . لكن بعد قيام ثورة 26سبتمبر وبالذات في سنوات الكفاح من آجل تثبيت الجمهورية والتصدي للثورة المضادة في الشمال حينئذ كانت صنعاء حاضنة وداعمة للقوى الوطنية للنضال الوطني في الجنوب، وبالتالي ثنائية عدن وصنعاء هي ثنائية مترابطة متناغمة مركبة ولا يمكن الفصل بين عدن وصنعاء.
تقسيم العالم العربي
*هل تقرأ الان كمحلل سياسي ان هناك من يريد ان يقسم هذه الثنائية؟.- هناك من يريد ان يقسم العالم العربي كله ،تقسيم مصر والعراق وسوريا والسعودية ويعتقد انه شاطر في التحريض والتهييج ضد سوريا والدور سياتي عليه فيمابعد . اذا قسمت سوريا سيقسم العراق وبعد العراق ستقسم السعودية .فهناك مشروع كبير للتقسيم نحن يمكن على اطراف هذا المشروع .مشروع الشرق الاوسط الجديد .مشروع الفوضى الهدامة هو مشروع للتفكيك والتقسيم وطمس الهوية .وما يصل الينا هو بعض من سيئات ومخاطر هذا المشروع.
ثورة30يونيو
* لكن هناك مراكز قوى في اليمن تدعم هذا المشروع؟.- نحن نقف على اطراف هذا المشروع وسيصل الينا اذا لم نتصدى له ولذلك نحن عندما نقف الى جانب ثورة 30يونيو الشعبية في مصر عندما نقف الى جانب صمود الشعب السوري في مواجهة هذا الحرب العالمية هذه عندما نقف الى جانب كفاح الشعوب العربية ضد مشروع الفوضى الهدامة نحن ندافع عن انفسنا . يخطأ من يضن انه يخدم اليمن وهوا يتعاطف مع مشاريع التفكيك. ففي سوريا يرفعوا شعار علم الانتداب الاستعمارالفرنسي .الذي رفعه الاستعمار الفرنسي باسم الجيش الحر علم الثورة السورية .عندنا يرفعوا علم اتحاد الجنوب العربي الذي صممه المندوب السامي البريطاني في عهد الانتداب الاستعمار البريطاني في عدن . يجري الان احياء المشاريع الاستعمارية القديمة الذي كنستها شعوبنا بنضالها.
قوى استعمارية كبيرة
* اين القوى الوطنية .والغريب في الامر ان هناك مراكز قوى تدعم هذا المشروع؟.- انا لا اقول مراكز قوى وانما اقول هناك قوى استعمارية كبيرة .فالشعب اليمني مجموعة من القوى الحية وجميع هذه القوى الحية مراكز قوى.نحن عندما نستخدم كل امكانياتنا الان في التصدي لمشروع الشرق الاوسط الجديد. لمشاريع التفكيك والتقسيم لما تتعرض له مصر من حملة من قبل قوى الارهاب المدعومة من قبل القوى الاستعمارية الكبيرة .ما تتعرض له سوريا والعراق . يجب علينا الا نهون من قدرة شعوبنا في ان تستخدم قواها الحية في مواجهة هذه المخططات والاخطار.
نوقف هذا الخطر
* احيا المشروع الوطني هنا في اليمن احيا المشروع العربي من اجل اعادة اللحمة العربية بين مختلف القوى العربية ؟.- يجب علينا ان نوقف هذا الخطر وأن نتصدى بقوة لمخطط التقسيم ومصادرة الهوية الذي يزحف الان.أنا أحني رأسي للشعب السوري والشعب المصري والشعب التونسي لانهم الان في الصفوف الاولى في مواجهة هذا المشروع الاستعماري الأمبريالي الصهيوني لأنه في الاخير من يفتش عن المستفيد لكل ما يجري في المنطقة اسرائيل .
مشروع الدولة اليهودية
* الذي يحصل في الوطن العربي خفف الاعباء على اسرائيل ؟.- كل ما يحصل في المنطقة العربية يقابله مشروع الدولة اليهودية .اوباما في زيارته الاخيرة لإسرائيل قال انه مع القدس عاصمة ابديه لإسرائيل .هؤلاء الذين الان يتباكوا على القدس عليهم ان يتعلموا ويفهموا هذه الرسالة من اوباما يعني بيقول لـ(عرب فلسطين اخرجوا) هذه دولة يهودية لليهود .لكن يجري طمس هويات الدول العربية يجري تفكيك للدول العربية .توحيد اسرائيل تأكيد هويتها اليهودية .
مشروع واضح الاهداف
* ما المطلوب عملة الان لمواجهة هذا الخطر خاصة وهناك مخطط مرسوم وباتفاق مع قوى عربية؟.- الذين يعتمدون على امريكا وعلى القوى الاستعمار القديم ان يستوعبوا هذه الدروس .اما ان يعلنوا وفائهم للقيم التي تربوا عليها ويعلنوا التزامهم بالمشروع الذي يعطيهم شرعية .او ان يعلنوا طلاقهم مع هذه القيم وقطيعتهم مع هذا المشروع .لأنه انا لا اقبل اطلاقاً ان اسلم نفسي للسادة المستعمرين الجدد وهم لديهم مشروع واضح الأهداف
حولت الوحدة الى مشروع
* موضوع التقسيم الان عندما نشاهد ونقرأ مؤتمر الحوار هناك اتجاه نحو الفيدرالية والذي يقول ان هذا سيقود نحو التقسيم؟.- الفدرالية يمكن تعزز الوحدة .يجب علينا ان نعترف بان الشكل الحالي للدولة لم يعد ينفع لا شمال ولا جنوب .وهناك قوى حولت الوحدة الى مشروع للأثراء .وأرتكبت جرائم من قبل الذين خطفوا الوحدة بعد حرب 94وهم ليسوا وحدويين اصلاً ولم يكونوا من المناضلين من اجل الوحدة ولكن وعلى مدى 19عام بعد حرب 94تكدست اوضاع غير طبيعية .دولة مشوهه ونظام مشوه وحدة مشوهة وبالتالي لا بد من تصحيح وجه الوحدة وتصحيح شكل الدولة . ويجب علينا ان ننهض من اجل اولاً تأكيد حق بلادنا وحق شعبنا في ان ينخرط في النضال العربي ضد مشروع التفكيك والتقسيم .هذا مشروع الذي يجري تنفيذه الان على مستوى عام سيصل الينا .لن نتفكك الى اقاليم او دويلات .بل ربما نتفكك الى اكثر من كيان وهذا مالا نريده .
جزء من الادوات
* ولذلك لا بد ان يكون هناك حسابات عندما يتم الاتفاق على تأسيس دولة اتحادية او فدرالية يكون هنالك ضمانات؟.- انا من اكثر المناضلين من اجل الوحدة العربية والوحدة اليمنية.ويمكن ان اضحي بكل شيء في سبيل ان اتصدى لمشروع الشرق الاوسط الجديد .لمشروع التفكيك والتقسيم .لكن هذا لا يعني اننا في اليمن نكرس الاوضاع التي تغذي التقسيم . عندما اقول الوحدة100% سليمة بهذا القول أخلق ارضية لمشروع التقسيم والتفكيك .لهذا يجب ان اقطع الطريق في وجهه دعاة التفكيك والتقسيم .وهم ليسوا يمنيين بل هم جزء من أدوات هذا المشروع الاستعماري الصهيوني. مشروع الشرق الاوسط الجديد .اقطع الطريق عليه عندما أعترف بوجود اخطاء وتشوهات بشكل الدولة والنظام وبشكل الوحدة. وعلينا ان نعمل على اصلاح هذه التشوهات من خلال مشروع وطني ديمقراطي كبير. نحن اخترنا الحوار الوطني واحدة من الاليات تساعدنا الى التوصل الى مخرجات توافقية تخرج بالبلد الى محطة جديدة .ومنطلق جديد .الى مداخل إمنة تجعلها قادرة على مواجهة مخاطر مشروع الشرق الاوسط الجديد.
مفاهيم دينية قديمة
* الدخول الى عقد جديد يعني انه لابد ان الشعب اليمني يتخلص من الارث القديم الذي كان يحكم بعقلية عسكرة القبيلة؟.- نحن بحاجة الى ان نغادرة الماضي بشكل عام . هناك مفاهيم دينية قديمة لا تخدم الدين. يجب ان نؤمن بضرورة اوبخطر الاقامة الدائمة في الماضي سواءً الاقامة في الماضي القريب او الماضي البعيد .وهذا لا يكون الا بمشروع وطني ديمقراطي يرتكز الى ثقافة سياسية ديمقراطية جديدة .مع الاسف الشديد .عندما قامت ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر كنا نتكلم عن ضرورة بناء ثقافة جديدة وكنا نسعى الى ان نبلور دعائم هذه الثقافة من خلال الادب والفن والسينماء والمسرح .من خلال الرياضة .هذه كلها جرى تقويضها الان بهدف منع بناء ثقافة وطنية جديدة. تكريس الاقامة الدائمة في الماضي .وبالتالي العودة الى منابع الثقافة القديمة وهذا يمنع قيام ثقافة وطنية حديثة .
طمس هاتين الثورتين
* الان كيف السبيل لإعادة واحياء هذه الثقافة الوطنية ؟.- يجب ان نحيي مبادئ وقيم واهداف ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر هاتان الثورتان العظيمتان. يجب علينا من جديد ان نعود الى هذا المشروع .اما افتعال ثورات بقصد طمس هاتين الثورتين العظيمتين ..طمس اهداف ومبادئ هاتين الثورتين العظيمتين التي تقوم على اهدافهما وقيمهما الهوية الوطنية اليمنية ..أي واحد الان ياتي ويختلق ثورة جاءت من (فريدم هاوس) او من( بليدرهايبر) الذي كان يوزع في قطر الشيكات لبعض الناشطين اليمنيين والمصريين والتونسيين. هذه المشاريع لا علاقة لها بالمصالح الوطنية العليا لشعبنا اليمني وشعوبنا العربية .لا علاقة لها للروح الثورية الوثابة ضد الاستعمار والاستبداد التي بدأت منذ مطالع العصر الحديث والذي قدم شعبنا والشعوب العربية والاسلامية تضحيات هائلة .ولدينا الأن كنوز في تاريخنا الحديث نستطيع ان نتعلم منها .هناك قادة استشهدوا وبطولات يجب ان ندرُسها وندرسها لاجيالنا. هذا الاغتراب عن هذا التاريخ وعن هذا المشروع باستحداث ثورات ومشاريع بديلة بايلحقوا بالضرورة هوياتنا الدينية.
الثورة الفرنسية
- واستطرد الكاتب والمحلل السياسي احمد محمد الحبيشي بالقول :الفرنسيين لازالوا يقولوا الثورة الفرنسية الى قبل 200سنةمع انه حصلت عدة انتفاضات ثورية بعد الثورة الفرنسية الكبرى حصلت انتفاضة باريس وحصلت انتفاضة في القرن التاسع عشر. وحصلت في العصر الحديث انتفاضة الطلاب والشباب في الستينات .لكن لا احد يقول انها ثورة. لازالوا يؤمنوا بالثورة الفرنسية .وفي امريكا الثورة الامريكية. ونحن سنتمسك بثورتنا واهدافها .ولن نسمح ان يصدروا لنا ثورة جديدة .ومشاريع جديدة .وثقافة جديدة الهدف منها احداث قطيعة مع تاريخنا وثورتنا وهويتنا .في الاخير الذي يستلم شيكات من الخارج من اجل تسويق مشاريع سياسية وثقافية .وهؤلاء بايجدوا انفسهم يسوقوا لنا هويات نحن نرفضها.
نتخلص من الصراعات
* عشنا خمسون عاماً نود ان نتخلص من هذه الصراعات والمشاريع الاجنبية التي تريد ان تنقض على اليمن كيف السبيل الى ذلك بعد مؤتمر الحوار الوطني .مالذي تقراءه الان ؟.- اولاً مؤتمر الحوار الوطني هو حوار بين مختلفين. والحقيقة الاختلاف معناه التعدد .ونحن مجتمع متعدد ومتنوع ونرفض أي شكل من اشكال فرض نمط شمولي أحادي على ثقافتنا السياسية او نظامنا السياسي اوعلى مجتمعنا اوحتى تديننا . ومن حقنا ان نتمتع بمذاهب مختلفة لتفسير التدين. وبالتالي داخل مؤتمر الحوارالوطني تجلس مجموعة واسعة من الاطياف السياسية والثقافية والفكرية للمجتمع تتحاور حول مجموعة قضايا جرى الاتفاق عليها وتسعى الى التوصل الى معالجات وتصورات ورؤى تكون بشكل المخرجات. أهم ما لاحظته في المؤتمر واعجبني بصرف النظر عن سير الاداء . وهذا ازعج الدول المانحة انه لا توجد داخل هيئات المؤتمر شخصيات اجنبية .رئيس المؤتمر نواب رئيس المؤتمر هيئة رئاسة المؤتمر الفرق العاملة في المؤتمر رؤساء الفرق كلهم يمنيين .يعني لا يوجد اطلاقاً اجنبي وبالتالي وجود العنصر الاجنبي هذا كان يراد منه حتى الدستور تضعه فرنسا حتى الجيش.الحقيقة ان اليمنيين استعادوا المبادرة .وانا اعتبر هذا احد اشكال التحرر من الوصاية الدولية التي تتسببت فيها ازمة 2011م او ما تسمى ثورة الربيع اليمني .لا توجد ثورة تضع البلد تحت سيطرة الاجانب .الثورة دائماً تحرر البلدان من السيطرة الاجنبية من الهيمنة الخارجية تحرر القرار المستقل تعيد السلطة للشعب. لكن ثورة تجيب سفراء اجانب ودول اجنيه تقرر وتهيمن على مصيرك .وتصادر حقك في اتخاذ قرار مستقل .نحن عرفنا الثورات وناضلنا وضحينا واستعدنا استقلال بلادنا وقرارنا الوطني المستقل .مؤتمر الحوار الوطني في تقديري الشخصي بدأ بداية صحيحة .اهم معالم هذه البداية هو تحرر المؤتمر من الوصاية الخارجية .مع الاسف الشديد الاحزاب السياسية بشكل عام خارج المؤتمر وان كانت مشاركة في المؤتمر .هي التي وضعت البلاد تحت الوصاية الدولية .وانا لا أعفي الحزب الحاكم سابقاً والمعارضة السابقة من هذه الجريمة في حق الوطن.عندما اخضعته للوصاية الدولية. انا اعتقد ان مؤتمر الحوار الوطني خطوة اولى مهمة على طريق التحرر من هذه الوصاية والهيمنة الخارجية .استعادة القرار الوطني المستقل. ولعل ابرز دليل على ذلك اولاً عدم وجود اجانب داخل المؤتمر عدم وجود وصاية اجنبية. وان كان يزعجني كثيراً مجيء بن عمرو من وقت الى آخر.فعندما يأتي هذا الرجل لأنه رمز للعالم الخارجي .انا اريد أن يكون قرارنا بأيدينا ونحل مشاكلنا وخلافاتنا بالتوافق بالصفقات الوطنية لمصلحة هذا البلد .وبما يخلص هذا البلد من الهيمنة الخارجية ومن المبعوثين الدوليين انا مع أي صفقات وطنية تقوم على تنازلات مشتركة.
نراهن على انفسنا
* لا باس هو كمبعوث للامم المتحدة الى اليمن يلتقي مع بعض المكونات ما الذي تقرأه من وراء ظهوره بشكل عام ؟.- انا ارى ان مؤتمر الحوار الوطني بفضل المشاركة الوطنية فيه قطع شوط كبير جداً .وتجاوزنا بعض العقبات وبدانا نحل بعض العقد .علينا ان ندفع بالعملية الى الامام وبروح وطنية وبعيداً عن الوصاية .كل من يهددنا بالخارج يجب علينا ان نحذر منه .ويجب دوماً ان نراهن على انفسنا .انا احياناً منفتح على الحراك والتيارات في الحراك الجنوبي .وانا دائماً اراهن على ولأهم لثورة 14 أكتوبر .أنا مع انه حصل ظلم في حق الجنوب حصل اساءة للوحدة .نهبت الوحدة .لكن بالمقابل عندما اتعامل مع فصائل الحراك الجنوبي أخاطب فيهم ثورة 14 اكتوبر. تضحيات ابائهم. تضحيات شهدائهم .لا يمكن أطلاقاً ان نأتي نفرط بهذه التضحيات والشهداء وبهذه المكاسب والتاريخ الطويل من الكفاح الذي خاضه شعبنا ضد الاستعمار وضد الركائز المحلية للاستعمار .من اجل ان ياتي يعيدهم من جديد .اذا كان الاخوان في صنعاء قبلوا ان يعيدوا لنا الاستعمار البريطاني والامريكي هناك في صنعاء من خلال اشكال مختلفة عبر مشروع الشرق الاوسط الجديد يجب علينا في الجنوب ان لا نقبل هذا .مع انه ليسوا كل الاخوان في صنعاء مع مشروع اعادة انتاج الهيمنة الخارجية عبر المشاريع التي يسوقها الناشطين الذين يتعاملوا مع هذه المؤسسات الصهيونية التي تديرها جماعة الأيباك في الولايات المتحدة الامريكية .لكن يجب علينا ان نراهن على الروح الوطنية لشعبنا نراهن على التاريخ الوطني للمجتمع اليمني ان نراهن انه كل يمني يحترم تاريخه. بصرف النظر عن الاختلافات. ولذلك دائماً انا في انفتاحي مع الحراك الجنوبي انا منحاز لثورة 14اكتوبر أخاطب فيهم دائماً قيم و مبادئ واهداف ثورة 14اكتوبر .وبالتالي انا اقول بالمقابل بالنسبة للاخوان في الشمال أخاطب فيهم قيم الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة .قيم واهداف وتضحيات شعبنا منذ أن قامت ثورة 26سبتمبر الى الان . يجب على ان نراهن على ان شعبنا حي لذلك انا اختلفت معك عنما قلت لي مراكز قوى .نحن مراكز قوى ايضاً الناس الذين لازالوا حتى الان اوفياء لتاريخ ثورتسبتمبر وثورة أكتوبر.
المشروع الوطني الديمقراطي
* لكن هناك مراكز قوى ظلامية ؟.- نحن جميعاً مراكز قوى ونتصارع معهم .يجب الا نهون من قوتنا نحن اقوى بشعبنا اقوياء بتاريخنا اقوياء باأهداف ثورتنا اقوياء بالمشروع الوطني الديمقراطي الذي بلورته ثورة 26سبتمبر وثورة14اكتوبر .وسيظل هذا المشروع حياً رغم انف فريدم هاوس واتباع فريدم هاوس.
فريدم هاوس
* نريد ان نقطع الطريق على فريدم هاوس وننتقل بعد ان نكن قد تخلصنا من كل هذه الامور التي نغصت حياتنا كمواطنيين؟.- بالمناسبة فريدم هاوس وهومعناه بيت الحرية .هو اصلاً يسوق لمشاريع استبدادية لأعادة انتاج الاستبداد من جديد باسم الحرية الفوضى هي الاستبداد .الان من يحكم ليبيا مجموعات من امراء الحرب المستبدين الذين يأخذون الاتاوات من الناس .اليس هذا ابشع صور الاستبداد .من الذي يمارس الارهاب في مصر ويقتل الناس ويدمر مراكز الشرطة ويحرق المنشاءت ويفجر في الشوارع اليس هذا شكل من اشكال الاستبداد .لكن فريدم ان هاوس ومشروع الشرق الوسط الجديد هو يسوق مشروع تفكيكي تقسيمي من خلال الفوضى التى تنطوي على ابشع انواع الاستبداد .وبالتالي الذي يراهنون على تسويق مشاريع استبدادية باسم الحرية من خلال فريدم هاوس وغيرها من الهيئات التي تمول وتخطط لمشروع الشرق الاوسط الجديد من اجتماع العشرة الحكماء في سرزبورج في 2008م وثم في الاجتماع الثاني في 2010م .هذه المشاريع كلها معروفة هؤلاء لن نسمح لهم على الاطلاق بأنهم يقرروا مصير شعبنا. نحن مراكز قوى وقوتنا هي في ايمان شعبنا ليس فقط بالمبدئ واهداف ثورة26سبتمبر و14اكتوبر وبالنظام الجمهوري وبالوحدة .بل وفائن ايضاً لتضحيات الشهداء عبر مسيرة الثورة اليمنية من 60 عام .
الدسائس والمؤمرات
*على كل حال استاذ احمد لابد ان ان نتخلص من المتاعب التي اثقلتنا بكثير من الهموم نتخلص من هذه القوى .لكن كيف السبيل الى ذلك وهل سيحترمون هذه الاتفاقات كل المكونات السياسية ؟.- سأجيب عليك من وحي ما تعلمته من دروس عبر مسيرات هذه الثورة (يا قافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس قولي لهم عاد المراحل طوال لا تأمنوا شر الدسائس ) يعني بانواجه الدسائس والمؤامرات والاخطار .لكني أعتقد انه في قافلة تمشي .والطريق طويل امامنا .القافلة تمشي منذ 60عام وحققت مكاسب كبيرة .. يخطأ من يعتقد ان ماضينا كله اسود .نحن حققنا الجمهورية والوحدة والديمقراطية .انجزنا أشياء كثيرة وان لم تكن بالشكل الطلوب وكان بالامكان تحقيق كم ونوع افضل من هذه المتغيرات ومن هذه التحولات التي بدأت منذ انطلاق القافلة .لكن قافلتنا ستستمر ولن تصدها عن مسيرتها أي مشاريع يجب علينا ان ندرك ان هناك اخطار ومغامرات ستظل تواجهنا مثل ما وجهت الأجيال السابقة في محطاته السابقة لكن سنستمر ويجب ان نصمد وان نتعلم من صمود الشعوب الشقيقة .