الخميس, 30-يناير-2014
لحج نيوز - عارف الشرجبي بقلم/عارف الشرجبي -
انتهى مؤتمر الحوار الوطني وأسدل الستار على أخر مشاهده التي استمرت لأكثر من عشرة أشهر ضل اليمنيين يترقبون نتائجه التي قيل انها المخرج والحل الوحيد الذي ستجنب اليمن ويلات الاحتراب والتشظي والانقسام. انتهى الحوار وعاد المتحاورين كل من حيث أتى ولكن الشعب وربما المتحاورين ا يضا لازالوا منتظرين نتائج الحوار التي لم يعرف الغالبية منهم عنها شيئا عدا الادعاء أن المؤتمر نجح نجاحا منقطع النظير بحسب خطابات المشهد الأخير الذي جرى داخل ساحة القصر الجمهوري السبت الفائت .
عشرة أشهر ونيف قضاها 565متحاور داخل أروقة موفمبيك يتبادلون تحيات التعارف في بادئ الأمر ثم التراشق بالكلمات وزجاجات الماء والكراسي والشتائم وعبارات التخوين والتجهيل التي طالت الكثير دون سابق إنذار أو حساب لعواقب تلك العبارات التي كانت سببا لهروب البعض عن حضور جلسات الموفمبيك على الأقل ليتسلوا بشرب النايسكافيه وقطع الجاتو والكيك المصنوعة على الطريقة الهندية .
عشرة أشهر في موفمبيك تخللها مشاهد كوميدية وأخرى تراجيدية محزنه لازالت وستظل عالقة في الذاكرة لعل أهمها ذلك الموقف الذي كان بطله ممثل المهمشين نعمان الحذيفي اثنا استماتته في الدفاع عن حقه وحق الفئة التي يمثلها في مؤتمرا لحوار وذلك المشهد الرائع الذي كانت بطلته الحقوقية المدنية أمل الباشا وهي تكشف زيف ادعاءات أصحاب العمائم والذقون وتشدقهم بالمدنية في الوقت الذي لايرون منها (المدنية) إلا أن يكون الجندي متمنطقا بالمحزق والجمبية ويمشي حافيا مدججا بالسلاح على طريقة عكفي الإمام قبل أكثر من خمسين عاما من ألان .
عشرة أشهر قضاها المتحاورين داخل الموفمبيك كانت كفيلة بان ترسم ملامح اليمن الجديد الخالي من الفسادالممنهج والتمييزوالاقصاء وإيثار مصالح القبيلة والشللية والحزبية وغيرها من الاختلالات التي طالت معظم مؤسسات الدولة والتي تأصلت وتفشت أكثر في الأعوام الثلاثة الأخيرة إلا أن مجريات الأحداث سارت على نحو مغاير لتطلعات الملايين من ابنا الشعب الذي يتساءل اليوم عن مخرجات مؤتمر الحوار دون أن يجد جوابا شافيا فيزداد حيرة وخوفا وقلقا من قادم الأيام في ظل السير الحثيث لإنشاء أقاليم يرى الكثيرون إنها البذرات الأولى لزرع الانفصال وتمزيق اليمن إلى دويلات مهما قال البعض أنها الوسيلة المثلى لترسيخ دعائم الوحدة اليمنية وأنها المدخل الرئيسي لتحقيق الأمن والاستقرار والعدل والمساواة والرخاء المنشود.
عشرة أشهر كانت كفيلة بان يتمكن الرئيس هادي من فعل الكثير لولا انه أضاع فرصة ثمينة لن تتكرر له ولا لأي رئيس في العالم وهو التأييد الدولي الكامل لكل قراراته وخطواته لبناء اليمن وإيصاله إلى بر الأمان إلا أن هادي بكل أسف تعمد إضعاف نفسه بنفسه ورهن قراره بيد المتنفذين والإخوان المسلمين الذين استغلوه وتمكنوا من سحب البساط من تحت قدميه وأصبح لايتخذ قرارا إلا بعد الرجوع إليهم واستجدا موافقتهم وما تراجعه عن تغيير وزير الداخلية حتى ألان بعد أن كان قد توعد وأرعد وأزبد أمام العالم بكلمتة في اختتام مؤتمر الحوار إلا دليل على ذلك الوهن في مؤسسة الرئاسة .عشرة أشهر ونيف عاشت اليمن حالة من الاقتتال القبلي المغلف بالمذهبية في أكثر من منطقة يمنية وخاصة شمال الشمال –صعده عمران الجوف صنعاء حجة- إلى جانب الحركات الاحتجاجية المتنامية في كل المحافظات الجنوبية والشرقية المطالبة بالانفصال أوبحكم ذاتي كما حدث في حضرموت على اثر الهبة الشعبية الحضرمية ناهيكم عن حالة الانفلات الأمني التي لم تشهدها اليمن من قبل وأعمال الاختطافات والاغتيالات التي طالت الآلاف من اليمنيين و الدبلوماسيين ألأجانب والمقيمين والتي بلغت حدا جعلت الدول تنصح رعاياها بعدم السفر إلى اليمن بل أن بعض الدول هددت بنقل سفاراتها إلى الدول المجاورة بعد عجز السلطات اليمنية عن حمايتهم كل ذلك في ضل صمت المتحاورين في موفمبيك حتى بعد تعرض عدد منهم للاعتداء والقتل وكان واقع حالهم يقول نحن عالم أخر دعونا نتحاور لمجرد الحوار .عشرة أشهر ولجان الحوار التسع تتحدث عن مخرجات كثيرة قيل أنها ستؤسس لبنا اليمن الحديث غير أنها تبخرت في ليلة ظلماء لتحل محلها وثيقة بن عمر المشبوهة التي التهمت كل مخرجات الحوار - بفتح الحاء- وحلت محل كل شي لتكون النتيجة أن اليمن ذاهبة نحو المجهول وبمباركة تلك الأطراف المتحاورة التي أقسمت مع بدء الحوار أنها ستصون مصالح اليمن ووحدته وأمنه واستقراره بعد انحناء البعض لعاصفة تهديدات المندوب الاممي جمال بنعمرالذي كان اللاعب الرئيسي في مسرح جريمة تقسيم اليمن وتمزيقها رغم انف المتحاورين والسياسيين داخل مؤتمر الحوار وخارجه والذين ضلو يتربصون ببعض وتركوا له المشهد خاليا يفعل مايريد ليصل إلى النتيجة التي أرادها أعدا اليمن في الداخل والخارج .انتهى الحوار وعاد أمينه العام احمد بن مبارك مقررا للجنة تقسيم اليمن وتحويلها من دولة واحدة (بسيطة) إلى دولة اتحادية (مركبة )لكل منها حكومة محلية مستقلة عن الحكومة الاتحادية وبرلمان محلي بصلاحيات تشريعية ورقابية كاملة وهو الأمر الذي يؤكد أن اليمن ذاهبة نحو المجهول بل نحو التشتت المعلوم والمحتوم إن لم يكن اليوم فغد
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-28059.htm