بقلم / عادل عبدالاله العصار -
يبدو أن سياسة صندوق النقد الدولي وأساليب المانحين في إذلال وتركيع الشعوب لم تعد لعبة حصرية يجيدها ساسة ومنظري دول السحت المغلف ببريق الرقي الحضاري ومبادئ وقيم الانسانية والفضيلة والضمير الحي..
من أجل فقراء العالم اخترع اغنياء العالم وسائل واساليب هي الأبشع والأكثر وحشية في التاريخ الانساني .. أساليب ابعد من أن تبدأ بتجويع الشعوب وأبعد من أن تنتهي بالابادة الجماعية ومصادرة حاضر ومستقبل الامم..
في دول العالم الحر والانساني لدرجة الدفاع عن حقوق القطط والكلاب المتشردة، لاوجود للفساد ولا وجود لعمليات الاختلاس ولاوجود للرشاوى ولاوجود لعصابات نهب المال العام لكن مسئولي العالم الأول لايعدمون الوسيلة وبجداره المدافع عن الحقوق والحريات يحصلون على ماهو أكبر من أن يقاس بأجساد الجوعى والقتلى وصواريخ التوماهوك وكروز وطائرات الشبح والقاذفات العملاقة....
...لفقراء العالم وعن طريق حكومات الفساد يقدمون القروض والهبات ومعها يوفدون الخبراء والمهندسين والاقتصاديين والسياسيين، ومن تلك العطايا السخية يحددون أعلى الرواتب لموفديهم وموازنات لبدلات سفرهم وتذاكر ذهابهم وإيابهم وتكاليف اقامتهم-فنادق 5نجوم-وموازنات لدورات التدريب والندوات والبرامج و....و.....و... التي تستهدف تنمية قدرات فقراء العالم المساكين. .. وفي الوقت الذي تدفع الشعوب المغلوبة على أمرها فواتير وتبعات كل ذلك من حاضرها ومستقبلها وسيادتها واستقلالها تعود الأموال لدول السحت والحرام المتحضر جدا، تعود ملطخة بدماء الفقراء الذين يتم استغلالهم لتمرير اكبر عمليات غسيل لأموال سرعان ماتتمتع بالمشروعية وتدخل في حسابات جماعات وافراد استثمروا آلام الشعوب المتخلفة لصنع التقدم وخدمة المصالح الانانية التي لاتنتهي..
لم تعد اللعبة حصرية على دول وحكومات تلامذة تاجر البندقية وهاهم تلاميذ التلاميذ في حكومات شعوب الفقر والقهر والذل الابدي ينتهجون نفس السياسة فيرصدون الموازنات المهولة لمؤسسات وهيئات الدولة وللاستحواذ عليها يرسلون الخبراء المحليين والمستشارين والفاشلين وما لا نهاية من العمالة الفائظة وغير المؤهلة.. ومن أجل خدمة أفراد وجماعات يرهقون المؤسسات ويدمرون حاضر ومستقبل البلاد...