بقلم/حمدي دوبلة -
تناهى إلى مسامعي أن رجلا احترف النصب والاحتيال واتخذ منهما وسيلة للتكسب والاسترزاق عبر مزاولة أنواع وأشكال من المهن والأعمال وتقمص العديد من الأدوار والصفات قبل أن ينتهي به المطاف في مجال الطب البشري حيث طاب له المقام وإذا به طبيبا عارفا وشهيرا يشار إليه بالبنان.
هذا الرجل كما يؤكد أناس على صلة وثيقة به لم ينل حظا جيدا من التعليم ولم يكمل حتى دراسته الاساسية ومع ذلك فهو لا يتردد في معاينة وتشخيص أي حالة مرضية ويصل الأمر به أحيانا إلى إجراء عمليات جراحية دقيقة ومعقدة لضحاياه من المرضى طالبي الشفاء.
عندما سمعت حكاية هذا الشخص غريب الأطوار أصبت برعب شديد ولم أجد غير الابتهال إلى الله مخلصا له الدين بأن لا أساق يوما إلى عيادته ومشفاه أو إلى أي أحد من أمثاله ممن يتخذون من أرواح الناس أبوابا للاسترزاق ومن أبدانهم حقولا للتجارب والمحاولات المتهورة لبلوغ المجد على تلك الأشلاء الملقاة مستسلمة بين أيدي هؤلاء الجلادين.
حالة هذا الطبيب المتسلق ليست سوى نموذج قبيح لظاهرة خبيثة أصبحت تستشري في أوساط مجتمعنا البسيط والعاطفي دون رقيب أو حسيب ليجد هؤلاء الأدعياء مناخا خصبا وبيئة مواتية لمواصلة هواياتهم في القتل ومصادرة أرواح الأبرياء قبل أوانها.. وبالتالي فإن الأمر لم يعد مجرد أخطاء طبية بل جرائم متكاملة ترتكب يوميا بحق أبناء هذا الشعب الغارق حتى أذنيه في صنوف لا تعد ولا تحصى من الآلام والمعاناة.. ويبقى لنا حديث طويل عن نماذج من قصص بعض ضحايا ما يسمى بالأخطاء الطبية سنحاول سردها مستقبلا إذا كان في العمر بقية ولم نقع فرائس لهؤلاء الجبابرة والمجرمين.