بقلم/عادل عبدالاله العصار -
منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى وحتى أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، تعرض الشعب الالماني لأبشع أنواع الذل، وتحولت المانيا الى دولة بلا سيادة وتحول مسئوليها الى موظفين يأتمرون بما يمليه عليهم الاوصياء وحكومات دول الجوار الاقليمي التي حولت المانيا الى ملكية خاصة لها، وأجازت لنفسها الاستحواذ على ثروات ومقدرات الشعب الالماني، ومنحت نفسها الحق في رسم سياسة المانيا حاضرا ومستقبلا..
جاع الشعب الالماني تجويعا ممنهجا ومتعمدا حتى أكل من براميل القمامة..
وتم استعباده وإجباره على العمل في مناجمه ومصانعه التي اصبحت تمتلكها حكومات دول الجوار..
أنهارت المانيا سياسيا واقتصاديا حينها، لكن الشعوب الحية تولد من رحم المعاناة، ومن جحيم بنود وسيناريوهات سياسة الاذلال والاستعباد تولد الحرية والانتصار..
في آتون كل تلك المعاناة وكل ذلك الظلم ولد هتلر وولدت المانيا الحرة التي لاتقبل الذل والخضوع،
ولدت المانيا القوية سياسيا وإقتصاديا وعلميا وفكريا وعسكريا..
ولدت المانيا الفتية وشاخ كل من حولها من الطغاة والانتهازيين ومصاصي دماء الشعوب..
على أيدي بسمارك وهتلر ولدت المانيا ليس لتركع وتذل وانما لتكون البلد الحر الذي لايموت..
اليوم وبعد ما يقارب القرن تتعرض اليمن لما تعرضت له المانيا ما قبل هتلر، إن لم نقل ان اليمن واليمنيين يتعرضون لما هو ابشع واقسى واشد من كل مادونه التاريخ من جروح وآلام، لكن واذا كانت ذاكراة الالمان قد تجاوزت ماعاشته المانيا قديما وتجاوزت ذاكرة اليابانيين مأساة هيروشيما، فإن ذاكرتنا نحن اليمنيين ماتزال تدون ماتعرضت وتتعرض له اليمن من آلام ومعاناة وكل ما تحرص وتجتهد دول الجوار على تجريعه لليمنيين من كؤوس المرارة كل يوم، وتتفنن في النيل من كرامتهم واذلالهم الذي لم يعد يقتصر على اذلال واهانة المغتربين لديها وامتد ليطال الشعب اليمني بشكل عام، وليس هذا وحسب بل ان ايدي مسئولي حكومات الجوار الاقليمي الحميم جدا والمتخم بالعداء الاخوي امتدت لتعبث بكل شيئ ابتداء بإستهداف أمن اليمن مرورا بمصادرة استقلاله السياسي وانتهاء باستهداف الهوية والجغرافيا..
لكن ورغم كل هذا العداء وكل هذا الاستهداف لن يموت الشعب اليمني ومن رحم المعاناة ستولد اليمن فتية وقوية وسيشيخ كل ما حولها، وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.....