بقلم/محمد علي عنبل أبو نشوان -
ارتبطت دولة قطر في وعي الناس بالامبراطورية الإعلامية التي تجاوزت واقع الإعلام العربي الخاضع لرقاية وأجندات سلطة الحاكم، لقد تمكنت هذه الدولة الصغيرة من حيث المساحة أن تؤسس لإعلام جديد لا يرتهن للأنظمة..إعلام حقيقي خصمه الإستبداد والحكام المستبدين.

صنعت قطر وعياً عربياً جديداً كان السبب في خلق وعي جمعي أطاح بالعديد من الأنظمة الإستبدادية، ووضع حداً لمحاولات إعادة إنتاج الماضي، فلم يعد ممكناً التذاكي على الشعوب بعد أن أطلقتت قناة الجزيرة العنان للحقيقة لتكون في متناول اليد.

دولة قطر كسرت الحواجز وأطاحت بالخوف من الجديد، وانطلقت بأصالة صوب المستقبل ..وبدت مغايرة جداً لكل الأنظمة في المنطقة، وكم كان ملفتاً سقف الحرية المرتفع في سياسة "الجزيرة" التي تبث من الدوحة.

لم يقتصر دور قطر على الجانب الإعلامي، فقد كانت السباقة في لملمة الشتات العربي ورأب صدوعه، وسيكون جاحداً من يتنكر للأدوار التي بذلتها في سبيل القضية الفلسطينية، وتقديم المساعدات السخية للفلسطينيين المكلومين..كذلك في لبنان ساهمت في إعادة إعمار ما خربته آلة الحرب الإسرائيلية، وكان صوتها جهورياً متسلحاً بالمنطق وثبات الموقف في إدانتها للإعتداءات الإسرائيلية والعمل على وضع حد لهذا العدوان.

اتخذت قطر منهجاً واضحاً وعلنياً ضد الإستبداد ومع الشعوب، ولم تقصر في بذل ما بوسعها لإعانة الإنسان العربي على الإنفتاق، ففي الوقت الذي توارت فيه العديد من الأنظمة ولم تتخذ موقف إزاء الإنقلاب العسكري الذي حدث في مصر ظلت قطر ثابتة في الموقف داعمة لإرادة الشعب المصري..

وفي حين تخلت فيه العديد من الدول العربية عن اليمن في حرب الإنفصال عام 1994م خرجت قطر معلنة موقفها الداعم للوحدة اليمنية، بإعتبارها أمل العرب في إعادة لحمتهم ووحدتهم وثقتهم بإمكانية التحول إلى قوة فاعلة على المستوى العالمي.

كما أن دولة قطر لم تقصر في أدوارها إزاء ما يعتمل في اليمن، وقد سعت بكل صدق لحل مشكلة المواجهات في صعدة، وبذلت المال في سبيل اعمار ما دمرته الحرب.

دخل المواطن القطري من أعلى المستويات في العالم.

كل ما ورد أليس كاف لأن نحترم دولة قطر سلطة وشعباً؟

سعادة سفير دولة قطر في صنعاء الأستاذ/ محمد الهاجري أشكرك على دورك القومي ودعمك اللامحدود لليمن الارض والانسان.