السبت, 23-أغسطس-2014
لحج نيوز - عارف الشرجبي عارف الشرجبي -
بداية لابد من التأكيد باني لست مع إقرار الجرعة القاتلة أو المذبحة التي ارتكبها محمد سالم باسندوة وحكومته قبل أن يغادر البلاد في ظروف لازالت مبهمة حتى الآن. لست مع الجرعة لأنها حتما ستثقل كاهل السواد الأعظم من الشعب اليمني المغلوب على أمره وستضيف أعباء و معاناة جديدة فوق معاناته اليومية الحالية التي جعلت أكثر من 70% من الشعب لا يجدون قوت يومهم وهذا الأمر بحد ذاته سيفتح الباب واسعا أمام تفشي كل أنواع الجريمة بدءا بارتفاع معدل السرقات والسطو والتقطع ومن ثم الحرابة واللجؤ إلى الانخراط في التنظيمات الإرهابية ناهيكم عن الجرائم ذات الصلة بالتفسخ المجتمعي الذي سيصيب كثير من الأسر في الريف والحضر دون استثناء كما إننا سنقف منذ بدء العام الدراسي الذي أصبح على الأبواب سنقف أمام ظاهرة قديمة جديدة وهي التسرب من التعليم التي ستزداد هذا العام بشكل كبير بحسب المؤشرات والدراسات نتيجة قلة دخل رب الأسرة وعدم مقدرته على دفع إيجار باصات وسيارات الأجرة للأبناء ذهابا وإيابا و مصاريف المدرسة.فلو نظرنا إلى انعكاسات هذه النقاط فقط لأدركنا حجم المعاناة والدمار الذي سيصيب اليمن واليمنيين على المدى القريب والبعيد أما إذا أطلقنا العنان لسرد التبعات والانعكاسات السلبية لقرار الجرعة فان أبا حنيفة سيمدد ولن يبالي
ما نشاهده اليوم من مباريات ومعارك كلامية وسياسية وتخندق وتهديد ووعيد وكر وفر بين من هم مع أو ضد إقرار الجرعة أمر لاشك انه يدمي القلب ويزيد هما وأحمالا جديدة تضاف إلى المعاناة والخوف الذي أصبح الإنسان اليمني يعايشة صباح مساء منتظرا متى ينفجر الوضع لتدخل اليمن بعدها غرفة الإنعاش للمرة الأخير التي لن تقوم لها قائمة بعدها لاسمح الله. سبق وقلت إني لست مع الجرعة غير أني في الوقت ذاته أقول لمن يريد إيقاف سريان قرار الجرعة التي تسميها الدولة تحرير سعر المشتقات النفطية اقو لهم إن الفرق كبير والبون شاسع جدا بين إسقاط الحكومة والجرعة وبين إسقاط اليمن في بحر من الدماء والدمار والتمزق والاحتراب الذي سيجعل من اليمن بؤرة صراع وتدخل العديد من الدول لحماية مصالحها التي ترتبط باليمن ولعل أهم هذه المصالح هي الموقع الاستراتيجي لليمن ناهيكم عن قربنا من المخزون الاستراتيجي من النفط العالمي المدفون تحت رمال دول الخليج بالقرب من اليمن السعيد وبالتالي ستصبح اليمن منطقة تواجد وصراع دولي بين كثير من دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومن ثم ستطل إيران برأسها ممتدا ومتجاوزا حدود الخليج شرقا وصولا إلى ميدي غربا وبين هذه الدول لابد أن نشاهد ولو أشباح ما يسمى بالكيان الغاصب (إسرائيل) وأيضا تركيا المحبة جدا لليمن وقد تناسى البعض دما اليمنيين التي اهرقت اثنا دفاعهم عن وطنهم اليمن( مقبرة الغزاة) ولاشك أن الشعب اليمني سيصبح كعصف مأكول فلاهو بقادر على تحمل أعباء الحياة الصعبة ولاهو بقادر على حماية أرضه التي أصبحت مسلوبة الإرادة والسيادة خاصة لو تذكرنا مواد الفصل السابع ذات النبتة الشيطانية العمرو صهيونية
.مأساة حقيقية تعيشها وستعيشها اليمن في ضل جدل بيزنطي لا طائل منه إلا مزيد من الهرولة نحو المجهول بعد ان تخشبت عقول وقلوب غالبية اليمنيين الذين قال عنهم الرسول الكريم ذات يوم إنهم ارق قلوبا والين أفئدة
.لا أجازف إذا قلت أن مشكلة اليمن الحقيقية تكمن في النخب السياسية التي اتخذت من الحقد والكيد السياسي سبيلا لتحقيق أغراض سياسية مدنسة بدم اليمنيين وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم فبكل أسف إن معظم هذه النخب هي من طلب من جمال بن عمر إدراج اليمن تحت الفصل السابع وهي من تتخذ من معاناة الناس وسيلة للابتزاز والكسب السياسي الرخيص وهي اليوم تعرف حقيقة الأوضاع المأساوية التي ستحيق باليمن جرا مرض (الرعان )السياسي الذي أصيب به بعض من هذه النخب بما فيهم من يدعون أنهم علما وهم بالأصل - الغالبية منهم – تجار سياسة وزنادقة سلطة أو طامعين في الوصول إلى السلطة التي سيسلطها الله على رقابهم إن تناسوا قوله تعالى (لأخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة او معروف أو إصلاح بين الناس ) وقوله تعالى( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحو بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي إلى أمر الله )صدق الله العظيم .وقبل أن اختم لابد أن أقول للإخوة في أنصار الله (الحوثيين) نعلم أن مطالبكم المعلنة هي إسقاط الجرعة والحكومة معا من اجل الشعب حسب تصريحاتكم وبياناتكم غير أنكم بكل أسف لم تقدموا دليلا واحدا مقنعا فانتم تتحدثون عن حكومة تكنوقراط محايدة وتتحدثون في الوقت ذاته عن شراكة وطنية في كل مفاصل ألدوله وهنا فقط تسقط حجتكم أن ما تفعلونه فقط من اجل الشعب تتحدثون عن إسقاط الجرعة ولايوجد لديكم بديل لموارد الدولة ورفد الخزينة العامة بالأموال التي هي بأمس الحاجة إليها على الأقل خلال الستة الأشهر المقبلة فيما لو فكرت الحكومة بترشيد الإنفاق والبحث عن بدائل أخرى قد تحتاج إلى بعض الوقت لتنفيذها. كما إن المطالب والمسيرات السلمية التي تتحدثون عنها لاتنسجم البتة مع المظاهر المسلحة التي نشاهدها بين صفوف مظاهريكم ومناصريكم ناهيكم عن القيام بحفر الخنادق في أطراف العاصمة صنعا تمهيدا لحصارها كما كان الإخوان المسلمين ( الإصلاح) يقولون إنكم تريدون إسقاط عمران من اجل حصار صنعاء وإسقاطها وكنا نكذبهم مساندة وتعاطفا معكم فهل باستطاعتكم إعادة حساباتكم مع أنفسكم قبل أن تصبحوا نقمة على أنفسكم وعلى اليمن.وأقول للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إن حكومة باسندوة أثبتت فشلها- ليس كل الوزراء ولكن معظمهم - ولذا أليس من الأجدى أن تعيد النظر في من ثبت فشله آو فسادة في حكومة لا تشبع وقد تلتهم عائدات رفع الدعم الذي نعول عليه. أليس من الأولى أن تعيد الحسابات في آدا بعض الصناديق والجهات الحكومية وتعمل على تحسين آدا الأوعية الايرادية جمركية وضريبية وتوجه وبشكل صارم بتقليص وترشيد حجم الإنفاق الترفي في الدولة ككل وتبدى بدائرة التموين والإمداد العسكري بؤرة الفساد الأكبر بعد الكهرباء ثم تأتي على الاعتمادات الرئاسية الترفية وان تلغي أي دعم أو اعتماد للمشايخ الذين يتسلم بعضهم الملايين من مصلحة شؤون القبائل وتبقي على القدر الذي يسير إعمالها للقيام بواجبها كمشرفة على هذه الشريحة ويصبح من يرغب بالمسيخ أن يتمشيخ من ماله الخاص أليس بمقدورك أن تخفض حجم السلك الدبلوماسي اليمني في الخارج وتعيد للخارجية اليمنية هيبتها بعد أن أصبح البعض يرى أنها صندوق للمتقاعدين أو الضمان الاجتماعي وبالعملة الصعبة .واذكر الجميع بقوله تعلى (تعالوا إلى كلمة سواء )صدق الله العظيم
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-29193.htm