عارف الشرجبي -
أيام قلائل وتحل علينا الذكرى الأولى لرحيل الشيخ المناضل عبدالولي احمد سيف الشرجبي عضو مجلس الشورى الذي وافته المنية في السادس من سبتمبر من العام الماضي 2013م .
والذي لم يكن رحيله امرأ عاديا بل كان حدثا جللا عصف بالوجدان وحرك كل دواعي الحزن والأسى والأسف في قلب كل من تعرف على هذا الرجل العملاق بإعماله الوطنية المتعددة الذي كان متواضعا خلوقا خدوما ودودا كريما صابرا على المكاره من قريب أوغريب على حد سوا.
فقد كان الفقيد الشيخ عبدالولي من الرعيل الأول الذي وهب حياته لخدمة الوطن كيف لا وهو ابن المناضل الكبير الشيخ أحمد سيف الشرجبي سليل آل شرجب الأسرة التي توارثت النضال كابرا عن كابر عبر حقب التاريخ القديم والحديث والمعاصر وهو الأمر الذي جعل من البذل والعطاء للوطن أمرا مألوفا في حياة الشيخ عبد الولي احمد سيف الشرجبي ووالده الشهيد الشيخ احمد سيف الشرجبي الذي استشهد وهو في طريقه لخدمة وطنه وهو صائما محتسبا لله.
لقد شكل رحيله المفاجئ غصة تحفر في القلب أخاديد الأسى والحزن الذي لا يمحيه مرور الوقت ولا تطويه السنون ولا النسيان كيف لا وقد كان الفقيد بتواضعه مدرسة للتسامح والسمو فوق الصغائر والعفو والنبل والبذل والعطاء بنكران ذات لا نظير له .حيث خدم الفقيد وطنه بكل إخلاص وصبر وتفاني وبذل وعطاء لا ينتهي في الوقت الذي كان يحرص أن يكون بعيدا عن الأضواء التي يبحث عنها البعض ممن خدموا وطنهم أو ممن يدعون خدمة الوطن وهم لم يقدمون شيئا يذكر ومن هنا فقط يحق لنا القول إن الشيخ عبدالولي كان رجلا مثاليا في كل شي- في نضاله وفي عطائه وفي سيرته العطرة وحتى في رحيله الذي كان مفاجئا وكأنه اختار أن يكون التواضع والبساطة والصمت ديدنه حتى وهو يلاقي ربه فكان ذلك السلوك سلما وطريقا سهلا ممهدا لعبوره إلى قلوب الناس وهامة التاريخ الذي سيسجل في انصع صفحاته إن رجلا عظيما اسمه عبدالولي احمد سيف قد سجل له مواقف وطنية نضالية نادرة محفورة في أخاديد الزمن لا تمحوها عوامل التعرية أو النسيان.
لاشك إن الكتابة عن شخص بأخلاق ومكانة الشيخ عبدالولي أمر غاية في الصعوبة ذلك لان شخصية هذا الرجل متعددة المواهب والمناقب والسمات الفريدة المتفردة بالعديد من الخصال النادرة كمعدنه النفيس فهو مناضل من الوزن الثقيل منذ نعومة اضافره وهو برلماني قدير وسياسي محنك امتلك كل معاني ومفردات العمل السياسي التي سبر أغوارها بكل احترفيه ومراس فريد فهو يؤمن بان المواقف المخلصة حتما ستؤدي إلى النتائج الايجابية المعبرة عن حاجات الوطن وتطلعات أبناءه فهو شيخ حكيم يمتلك كل معاني الحكمة وطهارة اليد والسمعة العطرة التي جعلت منه سيفا مسلطا يفتك بأصعب القضايا وأكثرها استعصاء على الحل فيحلها مهما بدت عصية وهو مواطنا متواضعا حد البساطة يحب الخير للجميع وكثيرا ما كان يذهب بنفسه لمن يحتاج إليه عارضا خدمته دون منه أو انتظار لرد الجميل من قريب أو بعيد وكأنه أراد تجسيد قوله تعالى( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر صدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس).كم هي كثيرة مناقب الفقيد الراحل الشيخ عبد الولي احمد سيف الشرجبي غير إني لست هنا بصدد سردها أو جزءا منها في هذه العجالة ولعل غيري قد تطرق لها فهي تكاد لا تحصى في كتاب ولا يفوتني أن أشير إلى أني وأنا اعمل على إعداد وتجميع مادة هذا الكتاب المتواضع أمام سيرة الشيخ عبدالولي الزاخرة بالعطاء للوطن سواء في جمع الكتابات التي في الصحف أو المواقع الالكترونية أو اثنا تواصلي مع من كان يرغب بالكتابة من زملاءه ومحبيه فقد لاحظت أن هناك شبه تطابق وتقارب في رأي الجميع على كثير من المناقب التي كان الفقيد الراحل الشيخ عبدالولي الشرجبي يتحلى بها كالنبل والعفة والنزاهة والشهامة والكرم والتواضع والإخلاص والمواقف والصفات ونكران الذات والتفاني في خدمة الوطن ومن ذلك مثلا قصيدتان رائعتان بل إنهما بكائيتان الأولى كانت للعقيد محمد عبدالولي احمد سيف - نجل الشيخ الراحل - والتي كانت بعنوان (لم يرحل ).
والقصيدة الثانية جاءتني من الشيخ الزاهد الجليل موسى المعافا عضو جمعية علماء اليمن بعنوان (شيخ الفضلا لم يمت ) والتي أرسل بها إلي من محافظة الحديدة بعد تسلمي قصيدة نجل الفقيد بعدة أيام وهذا التشابه والتقارب في وجهات النظر وجدته في مساهمات وأحاديث من عاصروه من أعضاء مجلسي النواب والشورى وغيرهم وهذا الأمر جعلني أدرك تمام الإدراك أن الشيخ عبدالولي كان أبا رحيما أو أخا وفيا أو صديقا صدوق لكل من عرفه وهذا الأمر يجعلني أطالب المختصين في الجهات المعنية ومن الباحثين والمؤرخين والكتاب بإعادة كتابة التاريخ اليمني المعاصر ليأخذ كل مناضل حقه من التكريم والعرفان وحتى لا يتسلل اؤلئك الذين يحاولون سرقة ادوار الآخرين بمذكرات زائفة ابعد ما تكون عن الحقيقة فينسبون لأنفسهم مواقف وعطاءات و ادوار غيرهم بكل صفاقة دون وازع من ضمير أو خوفا من الله .وعزائنا في رحيل الشيخ عبد الولي انه ترك لنا مآثر وأعمال عظيمة وسيرة عطرة لن يطويها الزمن أو النسيان.