لحج نيوز/صنعاء - رفع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول برقية تهنئة للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة العيد الـ 51 لثورة الـ 14 أكتوبر المجيدة جاء فيها :
في الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م، ومن قمم جبال ردفان الأبية أشعل (الذئاب الحمر) فتيل ثورة اليمن الثانية، وإحدى أعظم ثورات التحرر الوطني العالمي، شاركت فيها مختلف قطاعات الشعب دون استثناء، وتميزت بتكامل وترابط أهدافها التحررية في القضاء على الاستعمار ومخلفاته، مع الأهداف التنموية بأبعادها الآنية الاستراتيجية "الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية) .. أربع سنوات من الكفاح الثوري الشاق والمرير وتضحيات جسيمة توجت بالاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
لقد مثلت ثورة 14 أكتوبر الخالدة الثمرة المنطقية والامتداد العضوي الوحدوي لانتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م.
الأخ رئيس الجمهورية .. القائد الأعلى للقوات المسلحة ..
وشعبنا يحتفل بالعيد الحادي والخمسين لهذه الثورة الخالدة يطيب لنا في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، أن نرفع إلى فخامتكم أسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات .. أصالة عن أنفسنا ونيابة عن كافة منتسبي مؤسستنا الوطنية الدفاعية الذين يشاركون وطنهم وشعبهم وقيادتهم أفراح هذه المناسبات وهم يؤدون واجبهم الوطني في مواقع الشرف والفداء المنتشر بامتداد خارطة الوطن .. يذودون عن الحياة ويصونون بسمات الفرح العيدية على شفاه كل يمني ، بروح معنوية عالية وإرادة مخلصة وفية لوطنها وشعبها.
الأخ الرئيس القائد ..
في هذه المناسبة الإحتفائية يبجل الوطن والشعب أبطاله من رواد الثورة ومناضليها الأوائل الذين شكلوا بأفكارهم النيرة وثورتيهم وتضحياتهم جسر عبور للوطن والشعب نحو الغد وجعلوا من المستحيل ممكناً وحقيقة وطنية معاشه .. كثير من هؤلاء المناضلين تتلمذوا وتخرجوا من صفوف هذه المدرسة الوطنية (القوات المسلحة) التي سبق لها أن تخلقت وترعرعت في كنف الاستعمار وأراد لها أن تكون قوة قمع وقهر ضد وطنها وشعبها وسياجاً لحماية وجوده وتحقيق مصالحه.. لكنها أبت إلاَّ أن تكون جزءاً من شعبها، وأحد أدواته النضالية الثورية التحررية.
الأخ الرئيس القائد ..
لقد مر الوطن بمنزلقات ومنعطفات خطيرة، ومرحلة تاريخية عصيبة غير مسبوقة استوطنتها أشباح الحروب والفتن والصراعات الدامية وأسدلت على أغساقها سحب الموت، وتعالت فيها نذر الخراب والدمار وتصدعت بفعلها وبشكل غير مسبوق قيم المجتمع وأخلاقياته ووحدة نسيجه الوطني والاجتماعي في انهيار شبه كلي لبنيانه المؤسسي، وأضحى الخروج من هذا الواقع المأساوي والكارثي في وجهة نظر الرأي العام المحلي والدولي شبه مستحيل إن لم يكن المستحيل بذاته لكن الأمل ظل موجوداً في الله - سبحانه وتعالى - ثم في قائد وطني حكيم حمل على كاهله قدر وطن ومصير شعب في أحلك الظروف.. ويسجل لكم التاريخ أنكم استطعتم وبتعاون المخلصين من أبناء الشعب تجاوز المخاطر والصعاب، وتحملتم المسؤولية بصدق إيمان وقوة إرادة وكنتم أهلاً للثقة حينما وضعتم مصالح الشعب فوق كل الاعتبارات.
ثقوا – يا فخامة الرئيس – إننا في القوات المسلحة نشارككم المسؤولية، ونشاطركم الهم والكفاح الوطني والمواقف الثابتة.. وسيظل منتسبوا هذه المؤسسة كما عهدتموهم وعهدهم الشعب خلال هذه المرحلة يقاسمونكم الجهد والإرادة والأمل وكلهم ثقة بالنجاح والغد الأجمل والأفضل.
الأخ الرئيس القائد..
لقد جاء التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الذي أجمع عليه الشعب انتصاراً وطنياً جديداً في تجاوز واقع اللحظة الحرجة وأزمتها الخطيرة.. هذا الانتصار تتجسد قيمته وأهميته التاريخية في إنه فتح أمام كل فرقاء العملية السياسية باختلاف طيفهم السياسي والاجتماعي والديني آفاقاً جديدة للشراكة والعمل، وإنجاز استحقاقات وطنية وتاريخية تحدد الجماهير ماهيتها وأولويتها، وتفرضها الحاجة الملحة لاستمرار عملية التحديث والتغيير الإيجابي الشامل.
إن القوات المسلحة تجدد مباركتها وتأييدها لهذا الاتفاق وعهدها للوطن وقيادته على رعاية تنفيذ كل ما ورد فيه من بنود مثلت استلهاماً لروح الثورة ومعطياتها وأهدافها المعاصرة.. وتجدد التأكيد على أهليتكم وكفاءتكم القيادية في إيجاد البدائل والحلول الواقعية لإشكالات الواقع وأزماته بأقل قدر من الخسائر الوطنية والآثار والتداعيات السلبية، انطلاقاً من الحقائق الثابتة على الأرض ومن الإمكانات والخيارات المتاحة أمامنا، وتوظيفها وتوجيهها الأمثل والسليم نحو تحقيق غايات ومصالح الجماهير في التغيير، ومكافحة الفساد، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
الأخ الرئيس القائد ..
إننا في قيادة القوات المسلحة ندرك جيداً تعقيدات الواقع وأزماته، وطبيعة ومكامن التهديدات والمخاطر الشاخصة أمام الوطن، والتي تمثل محددات رئيسية لمهامنا وواجباتنا الآنية والبعيدة .. جاعلين من توجيهاتكم وإرشاداتكم بوصلة توجه وفنار هداية لعطائنا المتواصل في إعادة بناء هذه المؤسسة وتنظيمها وتسليحها وإعدادها القتالي والمعنوي والوقوف بحزم وصرامة في وجه الإرهاب الذي يستهدف أبناء القوات المسلحة والأمن وأبناء الشعب اليمني الأبرياء، مؤكدين بأننا لن نتوانى عن ملاحقة الإرهابيين إلى أوكارهم ومخابئهم وسينالون الجزاء الرادع عاجلاً أم آجلا.
آخذين بعين الاعتبار أن القوات المسلحة جزء من واقعها ومن بيئتها ونسيجها الوطني، وليس بمقدورها الانسلاخ عن هذا الواقع وهذا العصر، وعن تاريخ الوطن وأحداثه ومتغيراته وصراعاته الداخلية المتفاعلة سلباً وإيجاباً مع منتسبيها.
نعاهدكم - يا سيادة الرئيس - ونعاهد الشعب ببذل المزيد من الجهد والعطاء، ومواصلة العمل بمثابرة وهمة عاليتين وإرادة لا تلين لتصحيح ومعالجة الاختلالات المزمنة والطارئة وتجاوز الكوابح والمعوقات الموضوعية والمفتعلة، والمضي قدماً في عملية بناء هذه المؤسسة والارتقاء بملاكاتها المادية والبشرية واللوجستية وإعدادها بشكل شامل ومتكامل، والوصول بها إلى المستوى الذي أردتموه ويريده الشعب أن يكون، ملبياً لاحتياجات الوطن الدفاعية والأمنية، والدور المناط بها في الانتصار لخيارات الشعب في بناء اليمن الجديد.
مرة أخرى نهنئكم ونهنئ شعبنا بالعيد الواحد والخمسين لثورة 14 أكتوبر .. سائلين المولى عز وجل أن يجعل من هذه المناسبة محطة للوحدة والتسامح والسمو بالذات والفكر والسلوك عن كافة الأحقاد والضغائن والصراعات التي عانى منها الوطن وقواته المسلحة كثيراً.
وكل عام وأنتم والوطن والشعب والأمتين العربية والإسلامية بألف خير وسلام ورخاء وسؤدد.
• سبا |