الأربعاء, 29-أكتوبر-2014
لحج نيوز - عارف الشرجبي بقلم/عارف الشرجبي -
مؤسف جدا أن نشاهد هذا السقوط المريع لبعض القنوات الفضائية التي تسعى وبكل السبل لاختلاق الإخبار وفبركتها بطريقة فجة تتنافى مع ابسط القيم الإعلامية وشرف المهنة التي توجب الحيادية التامة في لنقل الأحداث في أي بلد بعيدا عن صناعتها واختلاقها لتزييف وعي الرأي العام وبث صورة مغايرة للواقع
ما نشاهده اليوم في بعض القنوات الفضائية العربية والناطقة بالعربية أمر يبعث على التقزز والاشمئزاز والغثيان ليس من ألان وإنما منذ عام 2011م وما قبلها حيث درجت تلك القنوات على تزييف الحقائق والانحدار بمهنة الإعلام السامية إلى مزالق الانحطاط المهني والأخلاقي المريع الذي يعاقب عليه القانون ولا يسقط بالتقادم كما يضن البعض ممن درجوا على استغلال هذه المهنة واستخدامها في تصفية الحسابات القذرة سواء بين الجهات أو الأشخاص أو حتى الدول
من منا لا يتذكر الهستيرية المجنونة التي تعاطت بها قنوات ( العربية والحدث والجزيرة والحرة وبي بي سي مع أحداث العام 2011م التي جرت في الوطن العربي ومنها اليمن وكيف كانت تتعمد اختلاق الاحداث والمشاهد الدامية الكاذبة في معظم ما كان يبث عبر تلك القنوات لإشعال غضب الرأي العام ضد الحكام في الوطن العربي لتمزيقه وتقسيمه خدمة لأجندات صهيوامريكية وغربية أبت إلا أن تكون تلك القنوات رأس الحربة في هذه المهمة القذرة فكان لها ما أرادت إلى حد بعيد
لقد استغل الغرب تلك القنوات لإشعال الحرائق وإثارة الفتن في كثير من الدول العربية كالعراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر وتونس والبحرين عبر أجندة عرفت بالجيل الرابع من الحروب التي تعتمد على تثوير الشعب داخل كل دولة على حدة وجعله يتصارع ويقتل بعضه بعض بحجج براقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب كالعدالة والحرية والمساواة والديمقراطية وغيرها فكانت النتيجة أن دمرت مقدرات تلك الدول بدءا بتدمير بنيتها التحتية التنموية وجيوشها بشكل لم يسبق له مثيل من قبل وهذه خطوة أولى تتبعها خطوات أكثر خطورة وتدميرا وتقسيم
ما نشاهده اليوم عبر هذه القنوات من تحريض وتصنيف مناطقي ومذهبي وطائفي لزرع الاختلاف والفرقة داخل كل دولة عربية أمر يندى له الجبين ويبعث على القلق والخوف على مستقبل الشعوب والدول العربية التي نشاهدها اليوم تتمزق مذهبيا بفعل التحريض الإعلامي لتلك القنوات التي رهنت نفسها لأجندات غربية تعتمد على مبدأ فرق تسد
لاحظوا الخطاب الإعلامي الذي تنتهجه هذه القنوات والمفردات اللغوية التي تستخدمها لتعميق الانقسام داخل المجتمعات العربية كتصوير مايحدث في اليمن مثلا حرب أو قتال بين سنة وشيعة أو بين مليشيات حوثيين شيعية وقبائل سنيه حسب زعم هذه القنوات التي تعلم أن الحرب الدائرة هي حرب بين الدولة وجماعة أنصار الله(الحوثيين) من جهة وتنظيم القاعدة الإرهابي وأحزاب دينية متشددة من جهة أخرى تماما كما روجت تلك القنوات أن مايحدث في سورية هو حرب بين السنة و الشيعة العلويين وكذالك الحال في العراق والبحرين والان في لبنان وهذا التدليس والتحريض الإعلامي لاشك انه إذا استمر سيترك شرخا عميقا وانقساما كبيرا داخل المجتمعات العربية بهدف تقسيم الدول إلى دويلات طائفية متناحرة تتقاتل فيما بينها حسب مخططات الماسونية العالمية التي يقودها الكيان الصهيوني ودول الغرب
ما يحز في النفس ويبعث على الحسرة والألم هو انجرار بعض مراسلين تلك القنوات الذين يرددون تلك العبارات ويختلقون الأخبار ويبحثون عما ينكى الجراح يوسع الهوة والانقسام بين ابنا الوطن الواحد سوءا في اليمن أو في بقية الدول العربية خدمة لأسيادهم الصهاينة . العتب كل العتب على الإعلاميين في اليمن العاملين في تلك القنوات الماسونية والذين تناسى بعضهم يمنينه من اجل الحصول على دراهم مدنسة ثمنها تمزيق ما تبقى من جسد هذا الوطن الجريح المنهك
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-29459.htm