لحج نيوز/ متابعات- - ضربت العاصفة الثلجية "هدى" مناطق واسعة في شرق البحر الأبيض المتوسط مصحوبة بأمطار غزيرة لاسيما في لبنان، في وقت يعاني فيه اللاجئون السوريون نقصا في محروقات التدفئة والمساعدات.
وأظهرت صور أمواج البحر وهي تضرب كورنيش بيروت ومناطق أخرى على طول الساحل اللبناني. وتسببت العاصفة في قطع معظم الطرق بجبل لبنان، كما ألحقت أضرارا كبيرة بشبكات الكهرباء والاتصالات.
كما تسببت أيضا في تعليق الملاحة بمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في انتظار انحسار الرياح ليعاد فتحه مجددا وفقا لنائب مدير المطار.
اللاجئون السوريون
ويعاني حوالي مائة ألف لاجئ سوري، في عرسال شمال شرق لبنان، نقصا في محروقات التدفئة والمساعدات رغم إعلان الأمم المتحدة وهيئات إغاثية تقديم معونات قبل وصول العاصفة.
من جانبه، أشار مراسل الجزيرة بمنطقة عرسال إيهاب العقدي إلى أن الاستعدادات بمخيمات اللاجئين لهذه العاصفة بسيطة، وتتمثل في جعل الخيم المصنوعة من القماش أكثر متانة، وأكد وجود نقص بالأدوية خاصة أدوية الأطفال، وفي المحروقات اللازمة للتدفئة رغم المساعدات الأممية المحدودة.
وذكر العقدي أن الأمم المتحدة تقول إن أربعمائة ألف لاجئ سوري سيكونون الأكثر تأثرا لأقسى الظروف الجوية بمنطقة البقاع المرتفعة جدا عن سطح البحر.
وكانت الهيئات الإغاثية والحكومات التي تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، مثل لبنان والأردن، تتأهب لاستقبال العاصفة "هدى".
فلسطيني يُصوِّر موجات عالية تصطدم بحائط صد الأمواج عند شاطئ غزة
(غيتي)
وقامت منظمات أممية وأخرى عربية ومحلية بتوزيع المحروقات وبعض لوازم الشتاء على مخيمات اللاجئين بلبنان، في محاولة للتخفيف من وقع العاصفة الثلجية عليهم.
هاشتاغ للعاصفة
وفي الأردن، قررت الحكومة تعطيل الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية أعمالها، الأربعاء، بينما تقرر تأجيل امتحانات رسمية كانت مقررة، الأربعاء والخميس، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.
وكان هاشتاغ "العاصفة هدى" هو الأبرز على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وكشفت التغريدات أن العاصفة المتوقع وصولها الأردن وفلسطين أصبحت هاجسا لدى الكثير من مواطني البلدين، وأصبحت محل تهكم وسخرية لديهم.
وفضل آخرون استغلال الحدث لانتقاد ما اعتبر قلة استعداد لمواجهة مثل هذه العواصف، ولم تخلُ التغريدات من التعاطف مع فئة من الناس ليس لديهم مساكن تأويهم في مثل هذه الظروف المناخية.
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، كان السكان قد سارعوا إلى تكديس المؤن وسط توقعات بتساقط كثيف للثلوج خصوصا أنهم مازالوا يتذكرون أحداث الشتاء الماضي عندما هبت على الأراضي المقدسة أسوأ عاصفة منذ خمسين عاما.
ويتوقع أن تصل العاصفة إلى ذروتها الأربعاء، لكنها ستكون أخف من تلك التي هبت على المنطقة في ديسمبر/كانون الأول 2013 حيث تساقطت خلالها الثلوج ثلاثة أيام على التوالي مما شل المنطقة وتسبب بانقطاع في التيار الكهربائي ترك عشرات الآلاف من دون وسائل إنارة أو تدفئة.
وقال أحد الباعة في سوق ماهان يهودا في القدس إن بضائعهم نفدت بسرعة، ولا توجد أي مدفأة بأي مكان في المنطقة.
غزة أيضا
غير أن العاصفة تنذر بزيادة البؤس بقطاع غزة حيث لا تزال أنقاض حرب الخمسين يوما التي شنتها إسرائيل في الصيف الماضي متناثرة بالشوارع، بينما الآلاف يعيشون بملاجئ تابعة للأمم المتحدة ومنازل متضررة، وتقتصر التغذية بالكهرباء على ست ساعات يوميا.
وقال سمير علي (47 عاما) وهو سائق سيارة أجرة بمدينة غزة "لا توجد كهرباء أو مياه صالحة للشرب أو إعادة إعمار، والآن جاءت العاصفة. شعبنا يحتاج إلى مساعدة العالم بأكمله." |