الأربعاء, 21-يناير-2015
لحج نيوز - طه العامري بقلم/طه العامري -
ما حدث خلال الساعات القليلة الماضية كان " انقلابا عسكريا وقبليا " وبالتالي فأن على الذين خرجوا في العام 2011م يدافعون عن الشرعية الدستورية عليهم أن يواصلوا نضالهم دفاعا عن الشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس ( هادي ) والحكومة ومجلسي النواب والشورى بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا عن شرعية كل هؤلاء الا أنهم يظلوا يمثلون الشرعية الدستورية حتى يتم اجراء انتخابات ديمقراطية تشمل هذه الانتخابات المجالس المحلية والبرلمان والرئاسة وحتى يحين موعد هذا الاستحقاق فأن الرئيس ( هادي) وحكومته وسلطته هم السلطة الشرعية والخروج عنها خيانة وطنية ومغامرة تقود البلاد للمجهول فاليمن ليست حكرا على جماعة ولا طائفة ولا قبيلة بل هي ملك لك ابنائها من صعده للمهرة ومن كمران في البحر الاحمر حتى سقطرى في البحر العربي ..
بيد أن ما قامت به جماعة " انصار الله " يعد عمل انقلابي بامتياز وهو عمل غير شرعي ولا يخدم السكينة ولا يحقق الاستقرار الاجتماعي بل يدفع باتجاه المزيد من التمزق فهو عمل مغامرين غير مدروس العواقب إلا أن كانت جماعة الحوثي تريد تمزيق اليمن الى كانتونات طائفية ومذهبية وقبلية ومناطقية فهذا شأن أخر ..؟!!
أن هذه الجماعة مارست الخداع والتزيف وتزوير القناعات مبكرا فهي اولا رفعت 3 مطالب ثم توسعت وضللت الرأي العام وكذبت عليه واستهدف مؤسسات الدولة وكل منجزات الوطن والمواطن دون استثناء وادخلت البلاد في أزمة وهذه الأزمة قابلة للتمدد والاتساع بعد تطورات الساعات الماضية وربما تدخل اليمن في الساعات القادمة نفقا مظلما لا تقوى هذه الجماعة ان تخرج اليمن منها ..هذه التصرفات والسلوكيات الرعناء والطائشة لا تنم عن وعي حضاري ولا مشروع وطني بل تعبر عن رغبة مسعورة في الثأر والانتقام من كل أبناء اليمن ومن اليمن الأرض والإنسان .. لقد دافعنا وبكل قوتنا عن قيم الشرعية الدستورية خلال تفجر الأزمة وبالتالي يتوجب على كل يمني حر وشريف حالم بالدولة المدنية دولة النظام والقانون أن ينافح عن الشرعية الدستورية وقيمها وأن يتوجه الناس الى صناديق الانتخاب الانتخابات وترسيخ القيم الديمقراطية التي يجب أن نتمسك بها إلا أن كانت جماعة " انصار الله " تريد التفرد بتقرير مصير اليمن باعتبار هذا حق الاهي مطلق لها فهذا شأن أخر ..؟!!
أن كل المكونات السياسية والحزبية التي سقطت قبل أن تسقط مؤسسات الدولة وهيبتها مطالبة اليوم بمراجعة حساباتها الآنية والاستراتيجية , كما أن جماعة انصار الله أن رغبت في أن تكون شريك وطني وهذا حقها عليها أولا أن تقبل بأن تصبح حزبا سياسيا وتخوض الانتخابات الديمقراطية ولى مختلف المستويات ومن ثم يصبح من حقها المشاركة عبر صناديق الانتخابات وليس عبر فوهات البنادق وفرض خيارات الأمر الواقع وأثارة النوازع المذهبية والسلالية والمناطقية والقبلية , وأن لا تنتقد من تطلق عليهم " التكفيرين" ثم تمارس ممارساتهم وبصورة أكثر درامية وعنجهية ..!!
أن مكانة المؤسسة الرئاسية يجب أن تصان مهما كان من فيها وكانت تصرفاتهم ليس حبا بهم بل احتراما لهذه المؤسسة حتى لا يأتي بعد ذلك من يمارس نفس الدور الامتهاني بحق هذه المؤسسة ومن ثم نكون قد شرعنا لشرع غير محبذ ولا مرغوب ..لهذا فأن ما قامت به حركة انصار الله لا يقبله أي مواطن يمني حر وشريف يحلم بدولة النظام والقانون والمؤسسات الشرعية والدستورية .. كما لا يحق لأي جماعة كانت ومهما كانت أن تضع نفسها فوق الدولة ومؤسساتها ورموزها وبالتالي فأن الصمت أمام ما حدث خلال الساعات الماضية يعد خيانة وطنية مكتملة الاركان والمبررات التي تسوقها حركة انصار الله هي مبررات واهية هدفها استغفال الناس واستهبالهم ولا اعتقد ان الشعب اليمني غبي لهذه الدرجة التي تصوره بها جماعات انصار الله ..؟
أعرف أنني قد أدفع ثمن موقفي هذا لكني وأنا الذي عشقت تراب هذا الوطن وتشردت وطوردت في سبيل تقدمه لا يهمني ما قد الاقي بقدر ما يهمني أن اعبر عن قناعتي وبصراحة بعيدا عن هذا الاستلاب المخزي الذي وجه الإهانات لكل مؤسسات الدولة ولكل مواطن يمني ولكل دماء الشهداء الذي ضحوا من أجل اليمن وتقدمه وتنميته واستقراره ومن أجل وحدته الوطنية التي صارت على المحك بفعل هذه التصرفات الرعناء والغير مسئولة ..!!
لست ضد أنصار الله بل ضد التصرفات التي تجعلهم يتصرفون وكأنهم فوق الدولة ومؤسساتها وأكبر من الشعب فالثقافة الاستعلائية التي يتحدثون بها هي ثقافة كارثية لا تبشر بخير قادم لهذا الوطن بل تنذر بشر مستطير ومرعب أن صمت الشعب على هذه التصرفات ..!
أن تصفيات الحسابات السياسية يجب أن تتوقف ويجب أن يتوحد الجميع ويصطفوا دفاعا عن الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس ( هادي ) والحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة ويجب ان تختفي المظاهر المسلحة للمليشيات من شوارع المدن كما يجب ان تختفي ثقافة الاستعلاء من خطابات وتصريحات الاخوة انصار الله الذين عليهم أن يدركوا أن الشراكة الوطنية تعني أن يتحولوا الى حزب سياسي ويخوضوا الانتخابات والشعب هو من يقرر شرعيتهم من عدمها ..أن الحديث المجازي باسم الشعب غير مقبول والحديث المتشدد عن "الشرعية الثورية " حديث عفى عليه الزمن بل هنا شرعية شعبية وهي التي تمنح لكل مكون سياسي شرعيته وليس فوهة البندقية ولي الحقائق وتطويع الأحداث ..!!
أن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو الرئيس الشرعي لليمن وهذا ما يجب أن يدركه الجميع وقد منح هذه الشرعية من الشعب والمجتمع الدولي وعليه فأن لا شرعية أعلى منه ومن يريد الشرعية والحكم عليه أن يعود للشعب وصناديق الانتخابات وعلى أنصار الله أن يدركوا أنهم في وضع حساس ودقيق قد يكلفهم ثمنا باهضا مهما كانت القوة التي تقف خلفهم فالشعب هو مصدر السلطات ومن احتشدوا في شارع المطار ليسوا هم الشعب بل جزءا من الشعب , وبالتالي فأن من الأهمية بمكان احترام إرادة الشعب والعودة لحكمه والقبول بحكمه عبر صناديق الانتخابات وليس عبر الانقلابات والحشود القبلية والتجييش المذهبي والمناطقي ..!!
ختاما أقول أن من يبارك تصرفات جماعة " أنصار الله " عليه بالمقابل أن يبارك تصرفات " جبهة النصرة " في سورية و" داعش " في العراق , و" فجر ليبيا" في ليبيا وجماعة الاخوان في مصر ويبارك ايضا تصرفات حركة " حماس " في فلسطين .. فكل هذه الحركات تدعي " الثورية والشعبية " وما تقوم به حركة انصار الله في اليمن لا يختلف عن ما تقوم به " جبهة النصرة " في سورية التي تدعي الثورية ايضا والدفاع عن الشعب ..؟!!

طه العامري
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-30436.htm