لحج نيوز - عصام عبدالغني

الثلاثاء, 10-مارس-2015
بقلم / عصام عبدالغني -
الأستاذ: // علــــــــي أحمــــــــد العصـــــــار
عظمة الشخصية.. ومكانتها في المجتمع:
عرفت الأستاذ الفاضل والمربي التربوي علي أحمد العصار منذ بداية دراستي الابتدائية وحتى الإعدادية، كونه كان مديراً لمدرسة التالبي بمديرة عنس محافظة ذمار حيث كان مديراً ناجحاً، وكان حازماً بعطف، ومربياً برفق، ومثقفاً لامعاً، وكان ذو إصرار وطموح وذكاء خارق وبصيرة نافذة، وشخصية قيادية صارمة، وبحراً من الثقافة، ونموذجاً للإدارة الناجحة، إلى جانب التواضع والحكمة التي اتسمت بها شخصيته..
فأثناء مراحل حياتي تجلت لي عظمة شخصية الأستاذ علي أحمد العصار حفظه الله كرجل وطني وقائداً عظيماً ومربيا فاضلا، ومديراً ناجحاً بكل المقاييس، فقد كرس خبرته الإدارية واستثمرها لخدمة مجتمعه وأبناء قريته، حيث تميزت فترة إدارته لمدرسة التالبي بالعديد من الإنجازات، واستحداث العديد من المشاريع الخدمية للقرية، وعظمة هذا الرجل ونجاحه لم تكن على مستوى القرية فحسب، وإنما تخطت حدود القرية بل المنطقة والمحافظة بشكل عام، ولأنني لامست بعض الشخصيات التربوية المتواجدة على الساحة التربوية في قريتنا الآن ووجدت الفرق الواضح والبون الشاسع بين شخصية الأستاذ علي احمد العصار وبين تلك الشخصيات ولا سبيل هنا للمقارنة، فالوضع التربوي اليوم وما آل إليه من تراجع وتدهور على المستوى الثقافي والتربوي للقائمين عليه يعد أمراً خطيراً، بحيث تحولوا المدرسين والتربويين في ثقافتهم وأسلوب تعاملهم مع تلامذتهم ومع من حولهم إلى تعامل (المقاوتة في سوق القات)، لذلك أدركت معنى العظمة والريادة التي تجلت بها شخصية الأستاذ الفاضل علي أحمد العصار وافتقادنا إلى شخصية مثل شخصيته في حقل التربية والرعاية والاهتمام بأبنائنا الطلاب.
فاستطيع القول وبكل موضوعية بأنه كان متميزاً في مهارة التعامل مع الطلاب والمدرسين وكذلك الأهالي، وهذه ميزة يفتقدها كثير من القائمين على التربية والتعليم في وقتنا الحاضر، ولا أنسى ولن أنسى عندما كان دائماً يقوم بزيارة تفقدية متواصلة للطلاب ويحثهم على إبداء رأيهم وإيصال شكاواهم حول أداء المدرسين، بل حول أداءه شخصياً بصفته مديراً للمدرسة آنذاك، وكنا نلمس منه التشجيع والتحفيز المستمر على التحصيل العلمي، فقد كان صاحب فكر ورؤية بعيدة ونافذة، وأذكر أنه في يوم من الأيام قال لنا سأجعل منكم الطبيب والطيار والمهندس، ولم نكن ندرك حينها معنى قوله، وقد كان في حالة تواصل دائم مع المدرسين بغرض حثهم على أداء واجبهم على أكمل وجه..
ومما يتوجب علينا ذكره أن المدرسة في عهده كانت أشبه بخلية نحل، فلا يمضي شهر بلا مهرجان هنا، وتكريم هناك، ومن الاحتفالات التي لا زالت في الذاكرة والتي تعتبر الفارقة في تاريخ المدرسة والقرية، كانت بمناسبة زيارة محافظ محافظة ذمار للقرية بطلب من الأستاذ علي أحمد العصار، حيث قضينا يوماً رائع مع المئات ممن قدموا من خارج القرية من شتى القرى المجاورة وكنا فخورين في ذلك اليوم الجميل والتي تجلت فيه قريتنا كمنارة عظيمة في سماء المنطقة باستقبالها مسئولاً بارزاً.
فقد حول مدرسة التالبي في عهده إلى مدرسة ذات تصنيف مرموق على شتى الأصعدة، (الرياضة والتحصيل العلمي، والحركة الكشفية، والاهتمام بالبيئة والنظافة...الخ)، فضلاً عن أنه جعل مدرستنا قبلة لكل الدارسين من القرى المجاورة والتي كانت محرومة تماماً من التعليم، وذلك بسبب اهتمامه ورعايته وسعيه إلى توفير كل متطلبات العلم وخدمات التعليم لمدرستنا..
ويمكنني القول هنا بأنه قد تختلف وجهات النظر حول أي شخصية من الشخصيات ولكن الأستاذ علي أحمد العصار حفظه الله من الشخصيات الرائدة في المجال التربوي، والتي يلتف حولها الجميع ويتفق لأجله الجميع، فهو شخصية استثنائية بشهادة الجميع، ويعتبر شخصية مميزة منذ بداية حياته وعلى امتداد مسيرة عمله في مواقع المسئولية المختلفة التي تقلدها.
الأستاذ علي احمد العصار حفظه الله ليس رجلاً عادياً، ولا مجرد شخصية عادية، فهو يمثل الشخصية العظيمة في الوفاء والصدق والثقافة والتواضع، فلم يعرف عنه يوماً أنه أساء لأحدٍ، أو تهجم على أحدٍ، رغم أن هنالك من أساء إليه عن جهل وحماقة.. ولذلك فقد نال احترام الجميع وتقديرهم على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم وهو لعمري من القلائل ممن يجمع علاقات المودة والإنسانية وحسن التعامل مع الجميع ممن حوله.. أتمنى له الصحة الدائمة والعمر المديد...
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-31171.htm