الأحد, 22-مارس-2015
لحج نيوز - عارف الشرجبي بقلم/عارف الشرجبي -
تسارع الأحداث وديناميكيتها في الساحة الوطنية هذه الأيام المشئومة تعيد الى الأذهان وبقوة ما حدث في صيف 1994م حين اعتكف علي سالم البيض في عدن بحجج متعددة ثبت فيما بعد أنها لم تكن إلا ذرائع لتنفيذ أجندة وغرض في نفس يعقوب. فعلى الرغم من انتها الأزمة السياسية الناشئة بين شريكي الوحدة المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني بالتوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان وبحضور وتأييد دولي أصر علي سالم البيض على العودة الى عدن بدلا من العاصمة صنعاء بحسب بنود وثيقة العهد والاتفاق بنقاطها ال18 والتي لم يكن حبرها قد جف. ونتيجة لذلك التعنت غير المبرر نشبت حرب ضروس سميت حرب الانفصال وما نتج عنها من جراح غائرة في الجسد اليمني ونسيجه الاجتماعي نتيجة قيام الطرف المنهزم بالتعبئة الخاطئة اثنا وبعد الحرب التي فرضتها الأحداث للحفاظ على الوحدة اليمنية . نعلم أن البيض قد وقع على اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م في ذكرى عيد الاستقلال المجيد ودخل الوحدة ليس عن اقتناع بحتميتها كمنجز واستحقاق تاريخي وإنما هروبا من صراع مسلح دامي كان على وشك الحدوث بين الرفاق للإطاحة به نتيجة لإفلاس حكومة عدن المعتمدة كليا حينها على مساعدات الاتحاد السوفيتي قبل انهيار منظومته وتفككه وهو الأمر الذي اضطر الحزب الاشتراكي وأمينه العام علي سالم البيض تحديدا للهروب الى الوحدة رغم معارضة بعض رفاقه وتأييد البعض الأخر المؤمنين بالوحدة لاعتبارات عدة لست بصددها ألان وعندما تأثرت مصالح الاشتراكي في تقاسم المناصب مع شريكه المؤتمر الشعبي العام بعد الانتخابات البرلمانية عام 1993م والتي حصل الاشتراكي على 46مقعدا فقط فلجأ الاشتراكي للهروب الى الخلف وإعلان الانفصال خاصة بعد حصوله على وعود قوية بالدعم السخي من دول الجوار النفطية التي نظرت للوحدة اليمنية بأنها مصدر خطر فتأمرت عليها وقدمت للبيض كل أنواع الدعم ليتمكن من تحيق الانفصال وحصل ماحصل .اليوم وبعد قرابة ربع قرن على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وعشرين عاما على تلك الأحداث المؤسفة في صيف1994م تعيش اليمن حالة مماثلة رغم اختلاف أدواتها ومبرراتها والواقفين خلف ما يدور إلا أن الهدف واحد هو تفتيت اليمن ليس الى شطرين وإنما الى أشطار متناحرة لاسمح الله
فهاهو الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي يطل برأسه من مدينة عدن الحبيبة التي هرب إليها من العاصمة صنعاء ليس ليدافع عن اليمن والوحدة ويرسيخ مداميكها التي بدأت تتآكل - نتيجة للتحريض الإعلامي والسياسي لرموز الانفصال خلال العقدين الماضيين ونتيجة للأخطاء والتصرفات التي كان هادي احد أهم مرتكبيها - ولكنه ليوجه لها سهام الانفصال والتشطير والتشظي تماما كما فعل البيض وان اختلفت الذرائع والأدوات التي يستخدمها هادي وهي اشد خطورة وفتكا
قد يقول قائل أني أتجني على هادي وانه وحدوي وحارب ضد الانفصال في 94م غير أني أقول أن اشتراكه في تلك الحرب لم يكن ألبته من اجل الحفاظ على الوحدة إيمانا بواحدية اليمن الأرض والإنسان والتاريخ وإنما كان انتقاما من عدو الأمس الحزب الاشتراكي اليمني (الطغمة )الذي تغلب على (الزمرة) ونكل بها وهادي واحدا ممن نكل بهم بعد أحداث 13 يناير 1986 م المأساوية الدامية التي لازالت أثارها حتى اليوم
لقد أكدت الأحداث المتلاحقة على ارض الواقع منذ تم تعيين العقيد هادي وزيرا للدفاع خلفا للوزير الاشتراكي هيثم قاسم طاهر أكدت أن هادي كان رأس الحربة في إيجاد ما سمي بالقضية الجنوبية من خلال عمليات الإقصاء الممنهج التي قام بها هادي منذ كان وزيرا للدفاع حيث قام ناقصا كل الكوادر والقيادات المحسوبة على الاشتراكي بدوافع انتقامية واحل محلها كوادر وقيادات الزمرة وعندما عين نائبا لرئيس الجمهورية استكمل بقية مخطط الإقصاء الممنهج لكوادر الاشتراكي في القطاعات المدنية والأمنية والشرطية المختلفة وهو بذالك أول من بذر بذرة الانفصال والاحتجاجات لما عرف بالحراك الجنوبي وكان هادي يعطل كل توجيه رئاسي لمعالجة أوضاعهم بطرق ملتوية لولاء إصرار الرئيس السابق على حل تلك المظالم التي أوجدها هادي مع سبق الإصرار لأنه كان يدرك إن إعادة عناصر الاشتراكي للعمل سيكون على حساب طغمته
وبنفس إلية البيض نزح هادي الى عدن مدعيا انه ليس في مأمن على نفسه خاصة بعد أن فقد منصبة بتقديم استقالته الى مجلس النواب بمحض إرادته غير انه عندما وصل عدن أعلن انه لازال رئيسا لليمن الموحد خلافا لممارساته الانفصالية على الواقع كقيامه بطرد الضباط والأفراد الذين من المحافظات الشمالية وتسليط القاعدة ومليشيات نجله جلال لقتلهن بالهوية
وأخر أعماله الانفصالية طلبه اليوم من مجلس الأمن الدولي التدخل العسكري الدولي في اليمن تحت الفصل السابع كخطوة فعلية نحو الانفصال تماما كما فعل علي سالم البيض حين طلب التدخل الدولي عام 1994م ولعل رفع الأعلام الشطرية على المعدات العسكرية والدوائر الحكومية في عدن اصدق دليل على الانفصال الحقيقي الذي تعيشه عدن وباقي المحافظات الجنوبية والشرقية .فما أشبه الليلة بالبارحة
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-31287.htm