لحج نيوز - باب المندب

الإثنين, 30-مارس-2015
لحج نيوز/قراءة تحليلية: تحسين الحلبي -
في نيسان الماضي وقعت إسرائيل وأرتيريا على اتفاقية تحصل بموجبها أرتيريا على أسلحة بقيمة مليار دولار من طائرات ودبابات إسرائيلية مقابل حصول إسرائيل على قاعدة بحرية عسكرية في أرتيريا على منفذ باب المندب بحيث تسيطر عليه عسكرياً.. ومنذ إعلان استقلال أرتيريا عن أثيوبيا في عام (1993) تمتع (أسياس أفوريكي) رئيس أرتيريا بعلاقات متينة مع تل أبيب خصوصاً بعد أن أقنعه قادة إسرائيل أنهم أنقذوا حياته حين حملوه من أرتيريا إلى مستشفى في تل أبيب لمعالجته ويقيم في إسرائيل (35) ألفاً من الأرتيريين تستقبلهم كلاجئين للعمل... وفي الأول من كانون الأول الماضي طلب (أفوريكي) عقد قمة لدول البحر الأحمر بحجة تزايد خطر الثورة الشعبية في اليمن على دول البحر الأحمر وخصوصاً عند باب المندب وهذه الدول هي: (اليمن والسعودية والسودان والأردن ومصر وجيبوتي وإسرائيل) لكن وسائل الإعلام الأرتيرية لم تشر إلى إسرائيل علناً.

ويبدو أن التحضير للإعلان عن تحالف لدول تدعم الحرب السعودية ضد اليمن كان يجري قبل أربعة أشهر وفضلت السعودية الإعلان عنه قبيل القمة العربية الاعتيادية في 28/29/آذار الجاري لإعطائه مظهر قوة.

وكان من الملاحظ أن إسرائيل الرسمية تجنبت منذ أربعة أشهر أي حديث عما يجري في اليمن وأخطار الثورة الشعبية اليمنية على (باب المندب) والبحر الأحمر وتركت (أفوريكي) رئيس أرتيريا وحليف تل أبيب يجري اتصالاته في كانون الأول الماضي للحديث عن دول البحر الأحمر وعقد قمة لها بحجة خطر انهيار النظام اليمني المدعوم من دول الخليج وأميركا والمضاعفات المزعومة لهذا الخطر على دول البحر الأحمر؟!

ومع بداية القصف الجوي السعودي بمشاركة بعض الحلفاء على صنعاء وعدن قبل أيام لوحظ أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت تتطرق في تحليلات كتابها وبعض المسؤولين إلى البوابة الاستراتيجية التي ستفتحها حرب السعودية على اليمن تحت شعار حماية ممرات البحر الأحمر فإسرائيل تعتبر نفسها جزءاً من دول البحر الأحمر وأي مسألة تتعلق بإحدى دول البحر الأحمر أي اليمن في هذه الظروف ستصبح على جدول عملها المباشر رغم وجود القاعدة العسكرية البحرية والجوية الإسرائيلية في أرتيريا. وهذا ما فتح شهية نتنياهو لوضع موضوع الحرب على اليمن نافذة في جدول عمله من أجل المشاركة في عضوية رسمية علنية لأي إطار يراد تأسيسه باسم دول البحر الأحمر وحمايته من مزاعم (الخطر الإيراني) وسيطرة (أنصار الله) على اليمن...

ويجد نتنياهو أن القاعدة التي ستستند إليها إسرائيل في المطالبة بتشكيل إطار كهذا هي وجود دول عربية وقعت مع إسرائيل على اتفاقات سلام هي الأردن ومصر ودولة أرتيريا التي تتمتع معها إسرائيل بعلاقات عسكرية وسياسية متينة كما يجد أن جيبوتي لن تشكل عقبة هي والسعودية والسودان في قبول إسرائيل ما دامت إسرائيل تضمن (4) دول من (8) دول تقع على البحر الأحمر للموافقة على عضويتها... ويقول سكرتير الحكومة الإسرائيلية إن البحر الأحمر لا توجد على سواحله دول عربية فقط بل هناك أرتيريا (غير العربية) وهناك (إسرائيل) أيضاً وكذلك لا يمكن إنشاء أي إطار يجمع هذه الدول إلا إذا شملت عضويته إسرائيل التي تعتبر أمنها في البحر الأحمر هدفاً إستراتيجياً...

ومع وجود الولايات المتحدة العسكري في أرتيريا -ودول أخرى من دول البحر الأحمر ترى إسرائيل أن الحرب السعودية ضد اليمن ستدشن بنظرها أول تحالف عربي- إسرائيلي علني في الشرق الأوسط ولذلك تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى إطالة الحرب السعودية- الأميركية على اليمن لفترة يجري خلالها تدشين هذا التحالف باسم (دول البحر الأحمر) رغم أن القاعدة الإسرائيلية في أرتيريا هي التي تهدد مصر والسعودية والسودان والأردن في البحر الأحمر ومن باب المندب وليس اليمن... فإسرائيل شنت غارات جوية على السودان منذ عام (2009) وفي عام (2012) وعام (2014) بحجة دعمه «للإرهاب» ولم تتحرك أي دولة من دول البحر الأحمر لإيقاف إسرائيل عن هذا العدوان، وتتطلع إسرائيل الآن إلى فرض تحالف جديد للهيمنة على باب المندب وعلى ممرات البحر الأحمر حتى إيلات لأن الحرب السعودية الأميركية على اليمن وضعت المنطقة كلها أمام تحديات وأخطار توسع المشروع الصهيوني في تفتيت الدول العربية من دون استثناء.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-31381.htm