الخميس, 11-مارس-2010
لحج نيوز - لم تكن ساعات كثيرة التي فصلتني عن الزميل / صقر أبو حسن حين افترقنا في إحدى شوارع مدينة ذمار لكي يذهب كل منا إلى عمله المناط به .. ولم أكن أعلم بأني حين تركته وذهبت نحو الجامعة رافضاً النزول معه من أجل جمع مواد وتحقيقات صحفية لذلك الصباح بسبب انشغالي بأعمال أخرى سيؤدي به إلى غياهب السجن في مكتب الأشغال العامة لحج نيوز/بقلم:رياض صريم -
لم تكن ساعات كثيرة التي فصلتني عن الزميل / صقر أبو حسن حين افترقنا في إحدى شوارع مدينة ذمار لكي يذهب كل منا إلى عمله المناط به .. ولم أكن أعلم بأني حين تركته وذهبت نحو الجامعة رافضاً النزول معه من أجل جمع مواد وتحقيقات صحفية لذلك الصباح بسبب انشغالي بأعمال أخرى سيؤدي به إلى غياهب السجن في مكتب الأشغال العامة والطرق وعدم تمكني من التواصل معه لمعرفة ما فعله من أجل تلك المواضيع لساعات طويلة .

الغريب في الأمر أن هذه الحادثة أصبحت مألوفة لدينا نحن الصحفيين ومتكررة .. بل أصبحت وجبة لابد من أن يتم استدعائنا إلى مائدتها من قبل المتعجرفين وأصحاب العقول المتحجرة لمعرفة ما هية تفاصيل الحكاية التي تجمعنا بالوطن والنظام والقانون والحريات والكرامات .. لم يعي الكثيرين من المسئولين الرسالة التي نحملها من أجل توعيتهم والعمل على كشف الأخطاء والممارسات اللإنسانية والمفسدة التي يتحمل نتائجها الشعب بأكمله ..

حكاية الزميل صقر أبو حسن ليست الأولى أو الأخيرة في حياة الصحفيين جميعاً .. بل هي نادرة وحالة خاصة في حق زميلنا الذي لا يعرف عنه جميع البشر المحيطين به إلا كل التواضع والبساطة والعمل الصحفي المؤدب في إطار النقد البناء ..

صقر لا يعمل صحفياً فقط من أجل جمع المال من وراء المواد الصحفية التي يسعى لتكديسها في جهاز الكمبيوتر أو على صفيف المنزل ، بل هو يعمل من أجل إثبات العمل الصحفي وإظهاره بالصورة الأمثل خلافاً لما يعكسه الكثيرين من المتطفلين على الصحافة ، أضف إلى أنه أحد أنشط الشباب في محافظة ذمار في العمل الطوعي والشبابي والحقوقي والتنموي ..

إن هذا الاعتداء السافر من قبل مدير مكتب الأشغال العامة على شخص زميلنا الصحفي / صقر عبدالله أبو حسن أثناء تأديته لعمله الذي لا يخالف القانون أو الدستور أو اللوائح إنما هو عنجهية في حق الصحافة وإهانة لا نرضى بها جميعاً .. وما زاد الطين بله هو أن هذا المدير رغم أنه مخالف ويعمل على وجود سجن مخالف للقوانين يقوم باعتقال زميلنا كونه جاء لمقابلة السجناء الذين زج بهم هذا المدير خلف قضبان ضارباً باللوائح والقوانين عرض الحائط ..

لم يكتفي بحجز زميلنا بل قام بأخذ هاتفه الجوال والكاميرا خاصته وقام بحذف كافة الصور الموجودة فيها منهياً أعمالاً جماً كانت تحويها ذاكرة الكاميرا .. بالإضافة إلى كافة البطائق الصحفية والشخصية التي ما زالت محتجزة لديه ، هذه الإجراءات والتعسفات في حق الصحفيين يا ترى متى سنجد احتكام والتزام حقيقي من الجهات المسئولة من أجل حماية هذا المواطن البسيط الذي يعمل من أجل الآخرين إن لم نقل من أجلهم أولاً .

لقد طال بنا الصبر من أجل احتمال هذه التصرفات التي تنم عن التخلف والجهل في فهم الإنسانية والتعامل مع الشخصيات المختلفة باختلاف أعمالها واحترام الحريات التي منحها الإسلام قبل القوانين والدستور واللوائح التي تحكمنا في هذه البلاد .

هذه التجاوزات وغيرها في حقوق الصحفيين اليمنيين لهي جريمة كبرى تؤدي إلى الإحباط وانعدام الاحترام بين الطرفين .. ونحن إذ نطالب بإعادة اعتبار الزميل صقر أبو حسن لما تعرض له من أضرار نفسية جراء هذه الممارسات الدنيئة .
لم يعد باقي لدينا سوى الوقوف أمام المكاتب الحكومية انتظاراً لزجنا في سجونها واحداً تلوى الآخر .. عزيزي وصديقي القارئ إن كنت صحفي فانتبه أو اعلم تماماً بأنك التالي .. دع الحابل يختلط بالنابل حتى لا تتوقف أنت أيضاً .. لابد من ابتسامة متجددة نصنعها أمام هؤلاء ...


* صحفي وناشط حقوقي بذمار

[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-3160.htm