بقلم/كمال شجاع الدين -
الرويشان لم يكن خائنا
منذ بداية تنفيذ مخطط تدمير الدولة اليمنية ووزارة الداخلية على رأس المؤسسات المستهدفة بالتدمير.
فمنذ أن أستلم هادي والأخوان مقاليد الحكم والسلطة وهم يجهدون في أضعاف ونخر وزارة الداخلية من الداخل .
فتارة بأختراق أجهزتها وتجنيد عناصر على أسس حزبية وفئوية غير مدربة ولا مؤهله للخدمة في الجهاز الأمني .. وتارة بتعيين قيادات لا تمتلك أي خبرات أو معارف قيادية ولا حظ لها في الملكات الأمنية. وكل مؤهلاتها هي الولاء المطلق لهذة الجماعة أو ذلك المسئول الحزبي . ورافق هذا تدخل مباشر من قبل رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء في عمل الوزارة . وفرض آليات عمل وادارة مخالفة للقواعد المنظمة للعمل داخل الوزارة واجهزتها . وأفتعال أختلالات أمنية ممنهجة بهدف أفشال الأجهزة الأمنية. وهز ثقة المواطن فيها . وتارة أخرى بتقليص مخصصات التدريب والتطوير ومخصصات الاعاشة والمهام .. ناهيكم عن الحظر المعلوماتي الذي فرض على الدوائر المختصة بأعداد الاستراتيجية الأمنية .. وهكذا وطيلة أكثر من أربع سنوات ووزارة الداخلية تمثل لهم هاجس وعقبة دأبوا على إضعافها وزجها في خظم الصراعات السياسية . . إلا أن منتسبي وزارة الداخلية بكافة مؤسساتها الأمنية ظلوا يجاهدون ويواجهون هذه المخططات الخبيثة . واستطاعوا بما يمتلكونه من تربية وطنية وشعور بالمسؤلية وخبرات أمنية تراكمية أن يمتصوا الظربات ويحدون من حجم الدمار الذي استهدف المؤسسات الأمنية .
واليوم وبعد أن تكشفت فصول المخطط التدميري ووصوله الى مرحلة التدمير المباشر للبنية الأمنية .
حضر الأصيل بنفسه ليستكمل ما كانت قد بدأت به أذرعه الخفية وأخذ يستهدف المؤسسة الأمنية بعدوانه. فقصف ودمر المراكز الأمنية والوحدات الميدانية . معتقداً أنه بهكذا عدوان سيدمر المنظومة الأمنية وسينفلت الأمن وتنتشر الجريمة وتتمكن أذرعه من إشاعة الفوضى في المدن والمديريات وبذلك تنهار المنظومة الأمنية وتسقط الدولة .. ولكنه يكتشف كل يوم بأن المؤسسة الأمنية متماسكة وأن الأمن مستتب وأن وزارة الداخلية مسيطرة على الوضع الداخلي بشكل كامل . ومازالت تمتلك القدرة المطلقة للتصدي لعمليات التخريب والفوضى التي تنفذها ادواته وخلاياه التي كانت نائمة وصحت عند رنين المنبه .. ولم يستوعب هذا العدو أسباب فشله وفشل مخططاته .. فأخذ يبحث فيما خلف الظاهر وخلف المباني والمعدات والأسلحة وخلف العملاء والمندسين .
فإذا به يكتشف بأن أسباب صمود وثبات أجهزة وعناصر الأمن هو وجود قيادة على رأس هرمها . تمتلك الخبرة والمقدرة الادارية وتتمتع بملكة وحس أمني قل أن يتوفر لأقرانها .. قيادة ولاءها للوطن ولا أحد غيره .. قيادة تعي حجم المسؤلية الوطنية التي ألقيت على عاتقها .. قيادة استطاعت خلال فترة وجيزة أن ترمم كل الأثلام والشقوق التي أعترت هيكل المؤسسة الأمنية. وأعادتها الى جاهزيتها الكاملة .. إنه الوزير الشاب جلال الرويشان . ومن بجواره من المخلصين
.. فوجهوا بوصلتهم إليه . وعبر ادواتهم عملوا على تحييده بكل الوسائل فبالترغيب حيناً . ليصبح القطعة الأغلى ثمناً في رقعة شطرنج قصر اليمامة . وحيناً بالترهيب ليصبح الرقم الأول في الاستهداف المباشر لحياته .. ولكن كل جهودهم باءت بالفشل .. فالوزير الحارس . ليس خائناً ولا حرامياً ولا يباع اويبيع مهما كانت القيمة فتاريخه يزخر بالوطنية والشرف ولن يشوه تاريخه مهماكان الثمن .. الوزير الحكيم لا يخاف ولا يقدم حياته على وطنه فالموت عنده في ساحات الشرف والعزة أحب اليه من الحياة في كنف الخيانة والعمالة والجبن .. هذا هو جلال الرويشان الذي عرفته وأسعدني الدهر بصحبته إبَّان ما كان مدير فرع الأمن السياسي في محافظة مأرب العام 1997 حينها كنت في اللجنة الاشرافية للأنتخابات النيابية .. فوجدت فيه ذلك الرجل الوطني المتمكن ذو الحس الأمني العالي . دمث الأخلاق قليل الكلام كثير الأصدقاء متواضع وأجتماعي .
لقد تنبأت له بمستقبل مهني زاهر بمجرد أن تعرفت عليه . ولازلت أتذكر كلماته حول الأمن وعلاقته بالمجتمع وبتداخلات المصالح وتصادمها .. يومها سألته كيف يمكن ضبط الحالة الأمنية في مأرب مع وجود كل هذه الترسانة من الأسلحة في يد المواطن . وحالات الثأر والتمرد على القانون .. وبكلمات سهلة وبسيطة أجاب وأوفى .. حيث قال :
عندما يشعر المواطن بأهمية الأمن يصبح شريك في أستتبابه .
هذا هو وزير الداخلية الذي أستعصى على العدو واذرعه .. لذلك عمدوا إلى هادي الذي لاشرعية له أن يصدر قراراً لا معنى له بتغييره ..
هم يعلمون أن قرار هادي لن ينفذ الا في الحدود الجغرافية التي صدر فيها
.. ولكنهم يسعون أو يتوهمون بأنهم سيضعفون مركز وزير الداخلية بهكذا قرار . وأن خلاياهم النائمة والمندسة في هيكل وزارة الداخلية وأجهزتها سيوظفون هذا القرار لزعزعة وإضعاف قرارات الوزير وإشاعة نوع من البلبلة داخل أجهزة الوزارة .. ولكن سيخيب مسعاهم . فحكمة وحنكة وزير الداخلية كفيلة بأن تكشف مؤامراتهم وقادرة على أن تفشل أي تحرك تخريبي يستهدف تماسك المؤسسة الأمنية .
ولن يفلح فرعونهم بسحر سحرته كمالم يفلح بمال قارونه .
الف تحية وتقدير للوزير الحارس .