بقلم/جميل مفرِّح -
* مملكة البعران تبارك لإيران على الاتفاق النووي وتثني عليه وتصفه بصفات لا مثيل لها.. ويتم الإعلان بأنها ستكون على راس وفي مقدمة واولوية قائمة البلدان التي سيزورها وزير خارجية إيران خلال الأيام القليلة القادمة.. وذلك للترويج لايران وسياساتها في المنطقة وأيضاً لصناعاتها.. بالإضافة إلى عقد اتفاقيات اقتصادية متبادلة..!!
* طيب أليست هذه إيران التي تحاربها وتحد من نفوذها مملكة البعران في اليمن؟! أم أن هناك أكثر من إيران يتم الحديث عنها اليوم..؟! وأليست هي أيضاً إيران التي أصمت الآذان عبر وسائل الإعلام دعمها المطلق لليمن وشعبه ضد عدوان آل سلول وبغيهم وعتيهم؟! أم هذه إيران الدولة الحضارية الصناعية المتقدمة، صاحبة الاتفاق النووي، ذلك الاتفاق الذي بدأ يسيل لعاب العالم، مختلفة عن إيران المجوسية التي يحاربها في اليمن آل سلول الحقراء وحلفاؤهم الإمعات الأكثر حقارة..؟!
* بعد كل هذا السخف والانحطاط الذي شهدته وكانت ضحيته بلادنا اليمن.. أين ذهبت إيران الداعمة والمساندة لليمن واليمنيين؟! ولماذا ما يزال خصومها الذين أقسموا على مجابهتها في اليمن، ما يزالون يسفكون دماء اليمنيين ويدكون منجزاتهم البسيطة التي يحتاجون إلى ما يزيد عن نصف قرن من الزمن لتعويضها؟!
ألا يكفي أيها اليمنيون؟! ألا يكفيكم هذه الصفعات المفزعة التي تتلقونها.. لتستيقظوا وتعرفوا أن أمركم وشأنكم وكل مصالحكم لا ولن تعني أحداً سواكم ليوليكم ما تعتقدون أنه يوليكم إياه من الاهتمام والحب والاعتزاز بكم؟! استيقظوا قبل أن يفوت الأوان واجتمعوا ولو مرة على كلمة سواء مجملة في "اليمن وطننا ولن نفرط فيه"
* ماذا تريدون أكثر من ذلك بعد؟!
نعلم أنه لم شملنا واتفاقنا واجتماعنا على كلمة واحدة لن تعوض ما فات خصوصاً خلال هده الحرب الحقيرة والغاشمة.. ولكنه على الأقل قد يحافظ على ما هو متبقٍ لدينا من منجز، وإن لم يكن منه إلا وحدة أرضنا وإنساننا.. تلك الوحدة التي نعرف جميعاً وبيقين أنها أصبحت قاب قوسين أو أدني من الاستهداف.. وأنه يجري حالياً الإعداد في مطابخ العدوان لتفجيرها وتفجير وطننا وسلامنا وسلامتنا والطامة الكبرى أنهم يرتبون ويعملون ليكون ذلك بأيدينا.. ويصرون على أن نكون نحن من يشعل فتيل التفجير..!!
* ألا يكفي ما جرى فينا حتى الآن وبرضى منا.. خصوصاً في الفترة القصيرة السالفة التي كانت وما تزال بمثابة المساحة التي قدرها العدوان لهدم هذا الوطن على رؤوسنا؟! ثم تدبروا وافترضوا ان هذا الطرف أو ذاك من الأطراف المتخاصمة الآن ربح وذاك خسر.. أو العكس ما مدى الكسب أو الربح الذي سيحققه هذا أو ذاك؟!
بالطبع لا شيء عدا اللقيمات الحرام المحسوبة على طرفين خارجيين يعقدان صداقتهما واتفاقياتهما وصفقاتهما الاقتصادية والسياسية.. فيما نحن نحترق هباء ووقوداً لتلك الاتفاقيات والصفقات.. تأملوا.. العدوان الأكبران الآن يتصادقان فيما نحن أبناء البيت الواحد نتناحر ويكاد بعضنا يفني الآخر..!!
* اللعنة علينا حقاً إن بقينا نسير في هذا المسار الأحمق وإن قبلنا على أنفسنا بأن نضحي بأنفسنا وبوطننا وبأمننا وسلامنا وسلامتنا من أجل هذه الانظمة العاهة ومن لا يستحقون منا حتى التفاتة، ونحن ملوك الأرض والتاريخ والبطولات.. اللعنة علينا إن لم تكفنا هذه الاحداث لأن نرطم رؤوسنا ببعضها أو حتى عرض الجحيم.. لنستفيق ونحمي ما هو متاح لنا الآن من بقايا وطننا الذي طعناه قبل أن يكلمه الآخرون..!!